أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشيّة عيد الحب -1-














المزيد.....

عشيّة عيد الحب -1-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


وأنا عائدة بابني من المعهد مساءا، طلب مني أن نذهب إلى مكتبة "ورق الورد" الفاخرة لشراء رواية فرنسية طلبها أستاذ المادة منذ أسبوع. دعوته أن ينتظر إلى نهاية الأسبوع حتى أنزل إلى وسط العاصمة و هناك أقتنيها له بسعر أنسب، لكنه ألح على شرائها فورا لأنها موضوع الامتحان ليوم الغد و يتوجب عليه أن يقرأها في الحين ثم أن زميله أعلمه بأنها لا تتوفر إلا بهذه المكتبة.
لم أطنب كعادتي في اللوم و التأنيب لعدم تذكّره لأمر الرواية إلا ليلة الامتحان فيها و وجدتني- كاتمة غيظي- أعرّج بالسيارة على حي المنزه الراقي.
كانت مكتبة على غاية من الجمال و الذوق العالي حتى لتخالها مصاغة للدرر النفيسة و القطع النادرة و هي بفوانيسها المعلقة المتلألأة و باللوحات الجميلة التي تطالعك في واجهتها البلورية الشاسعة و بالموسيقى الصافية التي تنبعث من وراء جدرانها لتدفعك دفعا لشراء كتاب و لو كنت نافرا من القراءة كافرا بها.
أعرف المكتبة منذ أن افتتحت منذ سنتين تقريبا فكثيرا ما مررت بها في طريقي إلى أشغالي و لكنني لم أكن يوما من مرتاديها رغم حبي للكتب و ربما بسبب ذلك، فمعروف عنها أسعارها النارية التي لا يمكن بتاتا أن تتلاءم اليوم مع مرتبي المنهك الذي وجد نفسه منذ خمس سنوات بين فكّي ثلاث قروض بنكية تلتهم كل أول شهر أكثر من نصفه لخلاص أقساط الشقة و السيارة الشعبية.
و لأني أعرف ضعفي أمام العناوين الأدبية المغرية فاني صرت أكتفي بالذهاب إلى "البوكينيست" القريب من عملي لأروي ظمئي من حب الكتب حتى إذا ما خيّبني كتاب حمدت الله أنني لم أخسر فيه كثيرا كما كنت أفعل في سنوات عملي الأولى قبل أن يتفتت مرتبي بين القروض.
تركت ابني في السيارة و أوصيته بألا يلحق بي حتى لا يتذكر مشتريات أخرى أو تغريه المكتبة بشراء ما لا يحتاجه حقا.
دخلت المكتبة فوجدتها قد لبست حُلّة "السان فالونتان" البرّاقة و اصطبغت بلونه الأحمر الفتّان فاليوم هو يوم الرابع عشر من شهر فيفري و الذي يوافق قدوم عيد ليس كباقي الأعياد، عيد اسمه عيد العشاق ‼-;-. هذا العيد الجديد الذي أصبح له منذ عقد أو أكثر محتفلين أوفياء في أرض تونس الخضراء و ها أن هذه المكتبة تحتفل به كأجمل ما يكون الاحتفال: ديكور فنّي أخاذ لم أعهده من قبل في المكتبات و ظننته حكرا على المراكز التجارية الراقية: بالونات حمراء و بيضاء تملأ المكان، و قلوب ورقية لمّاعة معلقة في شرائط ذهبية ممدودة على امتداد الفضاء، و على الطاولات القصيرة المبعثرة على الأرضية بعناية، مجموعات من الكتب في شكل هدايا بأغلفة شفافة و مشدود عليها دببة صغيرة رمزا للحنان الموعود في هذا اليوم العزيز على قلب كل عاشق و عاشقة.
أخذت الكتاب و هممت بدفع الثمن حين تذكرت أن أسأل البائعة عن كتاب لأبي حيان التوحيدي أعياني البحث عنه. تبِعتها إلى حيث الرفوف التي تحوي كتب الأدب العربي القديم و شرعنا نبحث معا عن الكتاب المفقود و لمّا لم نجده طلبت مني أن أنتظر قليلا حتى تنزل لصاحبة المكتبة في الطابق السفلي لتسألها عنه بما أن درايتها بترتيب الكتب أكبر.
بعد لحظات ظهرت لي سيدة جميلة شقراء بملابس رياضية غاية في الأناقة و لم يكن من الصعب عليّ أن أفهم بأنها هي صاحبة الذوق فلمساتها واضحة في كل ركن من المكان و ما أظن جمال المكان إلا من جمالها.

- يتبع-
مارس2012



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * ونّاسة الكنّاسة*
- و في جوره لا تُجاريه
- ..و لا أنت في الموت
- في صحة المحتل !
- لو كان حقا رآني...
- أفي الحبِّ..تُكابرْ؟!
- لن أبيع لحمي-الأخيرة-
- لن أبيع لحمي-17-
- لن أبيع لحمي-16-
- آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-
- لن أبيع لحمي-15-
- لن أبيع لحمي-14-
- لن أبيع لحمي-13-
- لن أبيع لحمي -12-
- لن أبيع لحمي-11-
- لن أبيع لحمي -10-
- و لن أجيبك
- و لكنّه الغدر...
- بلعيد هو أنا
- و الرصاص و ما جنى


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشيّة عيد الحب -1-