المطلوب فلسطينيا الحذر الشديد فى هذه المرحلة!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 08:20
المحور: القضية الفلسطينية
    

الجميع يعرف ان صورة اامنطقه قاتمة جدا.لكن لا احد يعلم كيف تتجه الامور و ما يدور فى الغرف المغلقه ما عدا اؤلائك الذين بيدهم رسم المخططات لمستقبل المنطقه, و الذين يملكون القدرة على تنفيذها . لكن نستطيع ان نقول بلا تردد ان هذه الفئة قوى معاديه لا تفكر الا فى مصلحتها التى تكمن فى تخريب بلادنا .
تاريخيا لا نملك سوى اتفاقيه سايكس بيكو المثال الاقرب الى الوضع الحاضر.لكن المقارنة لا تجوز كليا بسبب التغيرات العالميه الكبيره.لكن ان عدنا الى سايكس بيكو , نجد ان الاتفاقيه جرت فى ضوء تدمير الدولة المركزيه العثمانيه و اتفاق القوى الحليفه على تقسيم ما عرف بالولايات العثمانيه السابقه الى منطقتى نفوذ,غربى الهلال الخصيب لفرنسا و شرقى الهلال الخصيب لانكلترا , و تهيئة فلسطين لتكون وطنا قوميا ليهود اوروبا

.و الحقيقه التاريخيه ان فى كل الكيانات التى تم صنعها لاحقا كانت حالة فلسطين الاكثر وضوحا لجهة تقديمها من قبل بريطانية هديه ليهود اوروبا تماما ,على نسق اهداء مناطق الاسكندورونه السوريه من قبل فرنسا لتركيا فى ذات الفترة .
فى الوقت الحاضر نرى انهيارا كاملا لاقوى دول المشرق اى العراق و سوريا .كما نرى انهيارا و تطاحنا مجتمعيا غير مسبوق فى تاريخ المشرق العربى.
سايكس بيكو الاولى ادت التى تقسيم المنطقة, و كان احد اهدافها زرع الدولة الصهيونيه فى فلسطين.اما الان فاسرائيل باتت موجوده فى المنطقه و لها تاثيرا من الصعب تجاهله على ما يجرى من خلال تحالفها الاستراتيجى مع القوى المعادية لبلادنا و فى مقدمتها الولايات المتحدة.
كل هذا يجرى فى ظل انهيار شامل لمفهوم الرابط القومى العربى الذى كان يجمع ابناء المشرق العربى.
و لما كانت النضال الفلسطينى يستمد بعضا من قوته من تاييد بلاد المشرق و من قوة الرابط القومى , فلا بد ان يتأثر بهذا الانهيار .
النضال الفلسطينى يمر فى اصعب اوضاعه فى ظل هذه الاوضاع المعقده .الامر الذى يتطلب فلسطينيا التعامل مع هذا الواقع على ضوء هذه التطورات الخطيره التى تعمل اسرائيل على الاستفاده منها لاجل الحفاظ على الستاتوس كو او فرض حل لا يستجيب لحقوق الشعب الفلسطينى.
لا بد من القيادات الفلسطينيه الان ادراك خطورة الاوضاع و التنبه الى الاخطار الشديده المحدقه بفلسطين التى عليها وحدها الان مواجهة المشروع الصهيونى بالاعتماد على الذات .فقد دخلت البلاد المحيطه بفلسطين فى اتون صراعات من الصعب جدا معرفة اين تقود,خاصة على ضوء الكلام الذى يقال عن ترتيبات و تقسيمات جديدة للمنطقة.
و هذا يتطلب من القوى السياسيه الفلسطينيه ان تتصرف بنضج و مسوؤليه عاليه , و تجاوز كافة الخلافات لان الوضع لم يعد البته يسمح بكل هذه الخلافات,التى من شان استمرارها ان تؤدى بالمشروع الوطنى الفلسطينى الى نفق مظلم .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل