أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - نكات ليست للحكي














المزيد.....

نكات ليست للحكي


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


نكات ليست للحكي ..
... كنت أسمع كثيرا عن مدينة إفران ، عن ثلجها وبرودتها وخصوصية بناياتها بالقرميد الأخضر والبني .. ولم أكن أتوقع أن أكون بين أحضانها هناك ربيع 67 .. وكأني في رحلة خارج حدود الوطن ...
كان المخيم فسيحا .. يتسع لهؤلاء الصغار القادمين من مختلف المدارس الابتدائية بالعاصمة وضواحيها .. كنا نخرج إلى السوق أو إلى المسبح بلباس واحد مثنى مثنى بنظام ، نردد الأناشيد بشغب الطفولة و بكامل الانتشاء ..
وكانت السهرة الأسبوعية . أخبرنا المدرب بأن المنشط التلفزي إدريس العلام والمشهور ب "باحمدون " سيزور المخيم لتنشيط السهرة .. وعلينا أن نقدم أحسن ما عندنا وأن نبين للحضور حنة أيدينا .. علينا أن نستقبله بحفاوة صباحا .. وفعلا حضر .. وحضرمعه رجل أسمر يغني أغاني الملحون ..قدم لنا أغنية حول الزردة عدد فيها مختلف أنواع المأكولات والمشروبات " .. زيد بيا الدار راني داير الريجيم لا تقوي عليا هدرة ..جيب لي 50 دجاجة بها نقضي حاجة ... " كانت فقرات السهرة ممتعة .. لكن الذي أثارانتباهي واهتمامي هو ذلك الطفل الأسمر قيل إنه يسكن في السويقة بالرباط .. والتي أعرفها عن ظهر قلب .. بحركات المحترفين وبصوته الجهوري كان يغني باللغة الإنجليزية التي لم نفهم منها كلمة واحدة .. لكن تفاعل الحضور معه وانبهاره كان واضحا .. قيل إنه يقلد عمه وقيل إنه يقلد أخاه الأكبر المغني المغربي ،الذي هاجرفي بداية الستينيات إلى أروبا .. وهو المغني عبدالغفور محسن ، وقصة لقبه ب " فيكون " " حكاها الفنان في برنامج فني غنائي في فرنسا جاء فيها : " .. كنت تلميذا كسولا في المدرسة .. كنت أود أن أقول " لوفاكون " فقلت " لوفيكون " .. ومن يومها كل أصدقائي يدعونني ب " فيكون " ..
بالفعل تأثرت بهذه الأغنية الإنجليزية ، وحفظت مقطعا منها دون أن أعرف معناها طبعا ..ولما عدت إلى البيت كنت أرددها بانفعال زائد .. يسمعها أخي الصغيرخالد فيرددها بدوره في المدرسة ، و في الحومة ، فلقبوه " فيكون " ... جاء دور " با حمدون " الشهير .. كان وديعا بصوته الرخيم ، وابتسامته التي لاتفارق وجهه البشوش .. وقبل موعد السهرة بقليل أراد أن يطرز هذا الحفل ببعض النكات إلى جانب فقرات النشيد ، الأغاني ، الألعاب ..فسألنا من يحفظ النكت .. فصرخ الجميع " جميل .. جميل " .. لم أكن أعرف أن النكات التي أعرفها هي من نوع خاص .. وهي خاصة بالكبار فقط .. وأنها أكبر من سني ..وهذا ما صرح به " با حمدون " وهو يضع يده اليمنى على قفاي معتذرا لي بعدم إدراج نكتي في السهرة " ..علمت فيما بعد أنها نكات تقل الحياء .. فإحداها تبدأ ب " هذي واحد المرا كتدخل الرجال ... " .. قال لي : أوليدي بغينا نسمعو نكتة صغيرة وجميلة بحال اسمك .. " ومع ذلك شكرني و لست أدري هل شكرني على جرأتي أم على وقاحتي ..، أم عليهما معا ؟؟ ... و أنا ابن الدوار . ابن بيئته . ابن حي شعبي غني بالنكات الحقيقية المعيشة و الخارجة عن حدود اللياقة المزيفة التي يتظاهر بها الكبار الذاهبون والعائدون من المسجد ... لم أعد أسمع كثيرا عن مدينة إفران ..ولم أعد أروي النكات لا للكبار و لا للصغار .. لم يكن أحد في انتظاري عند العودة .. فيما كانت الأسر تستقبل أبناءها ، كنت أراني كبيرا .. قليل من الوقت يكفي كي أعرف أين أنا .. ومكان تواجدي .. إنه قبالة مقر الاتحاد المغربي للشغل .. إذن ، سوق السباط ليس بعيدا .. سأذهب إلى دكان أبي و في المساء سيصاحبني إلى البيت ..فلا أحد كان يعلم بيوم رجوعي من المخيم ..
...



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - استدراجات هادئة نحو عالم قصصي صاخب .-
- حريق ...
- و العشق واحد
- و تلك قصة أخرى
- ديوان ربيع مؤجل ...
- من أبجدية المطر
- تسكب جمالها دون طائل
- خير مقلق
- جمرة الشعر والإقامة الإجبارية في الحلم ..
- مدين لها
- حديقة بلا شجرة
- هي و هو
- تجليات المنهج النفسي في نقد الشعر العباسي بمصر
- اختيار
- شعريار
- شرك
- مسوداتها
- مسودة افتراضية
- امرأة زرقاء
- عشق وثني


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - نكات ليست للحكي