أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية ( رواية) الجزء 33















المزيد.....

ليالي المنسية ( رواية) الجزء 33


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


31تموز/1981
أنها الحرب..صندوق الكذب،تقول البيانات العسكرية خلاف ما يحصل،الحرب لها فلسفتها النادرة،ليس من الضرورة أن تعرف الناس مجريات الأحداث،الصدق في الحرب مثلبة،وباله وخيم،الكذب ثوب الفوضى، بالكذب تتمكن من الهيمنة على جنون الناس،أيام ونحن نواجه أشباح ترسمها عقولنا،الملح الأرضي والسراب المتفاقم،كل شيء يتحرك،يتعملق ويقتحم،الذعر يتضح أوان الانتظار،أشباح تأتي وتمرق،لا شيء يخمد فينا صرخة الوهم.
جاءنا أمر بالترجل من عربة الحيطة والحذر،سريعاً نزفت أجسادنا هلعها.
اغتسلنا،بعضنا نام،بعضنا وجد ما يشغله.
على حافة الجدول أجلس،أعيد الحكايات الكاذبة للحرب،من يروجها؟من يبتكرها؟،كل حكومة تمتلك مجموعة غربان ومجموعة هداهد ومجموعة كلاب وببغاوات ومجموعة دجالين وطبالين وشعراء خصيان،وووووووووو...الخ.هكذا يقر عقلي،وتقول الروايات.
جنديان نحرا،خبر طاش وأدخل جبهة طولها الموت وعرضها منع الأجازات الدورية،ومساحتها الجوع والمرض،تذكرت قولي بخصوص الأسرار،أنها في ظل الحرب تنفلت سريعاً.
عرفنا من ناقل الخبر،سائق مركبة توزيع الأرزاق،بأن القصة كانت مفبركة،فلتت بعفوية من لسان جندي كثير المزاح،على الشارع الرئيس(حماران منحوران)،تلك هي الحكاية،ولأن الحمار يكنى بأبي(صابر)، والجندي أكثر الأجناس البشرية صبراً،كان الجندي لاذع السخريات يسمي الجندي حمارا،أو أبو(صابر)
،كان عائداً من(البصرة)قالها من غير التفكير بعاقبة كلامه،تناقلت ألسنة الجنود الخبر،وأستلم ضابط كبير الخبر وأبرق للقيادة العامة للقوات المسلحة،قبل أن تستنفر كافة الأسلحة وتدخل القاطع في رحلة إرهاق وجنون.
تم تحويل ذلك الجندي إلى مجلس تحقيقي،ولم نعد نعرف مصيره.
هذه القضية دفعت قيادة الفرقة المسئولة عن القاطع أن تعمم أمراً بضرورة تنظيف القاطع من الحمير،بعدما راجت عملية معاشرتها من قبل الكثير من الجنود،ليس ذلك فحسب،بل جندي أردي قتيلاً بقذيفة هاون،كان يمارس شذوذه،وجدوه ممزقاً مع الحمارة.
قبل الظهيرة جاءنا(صباح)،مترباً..عانقني..تكلم:
((منذ أيّام أبحث عن فرصة كي أزوركم))
((يا لك من وفي،حقاً أهل ـ البصرة ـ أهل الوفاء أوقات العسرة))
تبادلنا الكثير من الكلام،حول أشياءنا المضاعة،حول الحرب وآخر تطورات المساعي الحميدة،تناولنا غداءنا،بدا حائراً،كأنه مسكون برغبة أو مصيبة..قلت:
((لست على ما يرام))
((كل شيء تغير،لم أعد أحتمل هذه الحياة الخائسة))
((لن ينفعنا التمرد ولا التفكير بما يرمينا في آتون المحرقة،مكاننا أمين،مادمنا لا نلتقي بعدونا وجهاً لوجه))
((ليت ذلك يحصل لعرف كل واحد مصيره))
صمت.
قبل أن يغادرني..همس:
((سبب هروبي بسبب ترحيل الأتانات)
((رصدت في عينيك هذا))
((علي أن أبحث عن واحدة بين البيوت،ربما واحدة رفضت الإخلاء من أرض الحرام))
((ثلاث حوضيات حملتها وأخذتها))
((الآمر الجديد حقير وكلب وخصي على ما أظن))
صمت.
مشى نحو الشارع الرئيس وتوارى عن نظري.
عدت للصمت وطحن هواجسي.
***
((أقترح تأجيل مجابهتنا،لوقتٍ أنت واضعته على أوراق حيرتي،وقتي الماثل لا ينخدع بألفة لكل وعدٍ هو يبرمنا/وقتي مشغول/يبحث عن منصة أمل يستوعب تمثال حبي المقتول/كلما أجتهد/أبتعد/شبحك الزائر شبكة أسفاري/الراكض خلف ظل زمني المجهول/ما برح..يخذلني/ما فتئ..من واحة الأماني يقتلعني/
ما أصبح..يقنعني/ما أنفك..تحت صخور صمتكِ يواريني/ما أضحى..سراب يسقطني في وحلكِ المسلول /أي الطرق ترمي عربات اللؤلؤ المنحدر من خلف أسوار عينيك في مدن الطفولة؟/أي الجداول.. تستوعب ضحكات الخوف الرافض مبدأ التكافل الجسدي؟/ريح الحنان تقرع أجراس نهايتي/وترفع الكلمات راية وجدي المخذول/ليس كل ما يمكن تطبيعه/أوراد قلب فقد ربيعه المأمول/حكايات جسد/ما زال..لعل..ربماينتفض ويصول/داخل غابات الحرب وبقايا هذي الطلول/يستلم بريد المستقبل المقتول/
عابراً جبال الحاضر المعلول/ساحلاً الماضي المرذول/يا ـ ودادي ـ كل جهودي/مستخلصة من حديقة وعودي/أصابع يقيني تكفلت بتدوين كامل عهودي/ما زال الفرح يمتلك شعلة الصبرِ/وما زلتِ سحابة خيرٍ تبحث عن بيتٍ غير مأهول/عن وطنٍ غيري فيها غير مقبول/وطنٌ أنت فيها العلّة/وأنا..التائه
المعلول))
***
2آب/1981
أن تصاحب صاحب محنة،تتبلل بمحنته،هذا كل ما أملك لتفسير سر هذا التوجه،كان الشعر وميضاً أو وخزات عواطف تدغدغني في أيام السلم،عندما كنت أمتلك حياة،لكن(صلاح)هلّ على عالمي الضاج بالفوضى،أنار مصابيح المسالك المقلقة،وجدت خطواتي المفقودة،ومن يومها أعلنت حربي وتمردي على الأشياء التعذيبية،على منافي الحياة،على عزلتها الإجبارية،كانت البيوت تعج بالورق،لملمت حفنة وشكلتها دفتراً يستوعب تعثرات أوهامي.
(صلاح)بدأ يقلقني أو يمازحني،بدأ يرفعني ويضعني على منصة الخيال،دفعني كتلة نار صغيرة،نحو غابات الأحلام،ريح الغيرة وبروق المثابرة،وحفلة الحرب المتواصلة،والنخيل الباكية،صراخ نوارس تبحث عن فرص الأمان المتبقية،العصافير ما تزال تبحث عن بقايا زوايا آمنة لتضع أجيالها،هذه التخاليط أعادت لبركان مراهقتي زلازلها النهضوية،بدأت أكتب كل حرف يمر بخاطري،أقتنص كل همسة شاردة،حركة الأشياء وتحركات الزمن وأحتيالات الجنود.
قال(صلاح):
((عالمك حكايات نادرة))
((لا أجد مسلكاً يوصلني إلى منابعها،كلما أمسك القلم يباغتني النوم))
((خذ بنصيحتي،أكتب مذكراتك اليومية،أكتب كل مشاعرك،لا تهمل ما يمر ببالك من جمل،لا تستهين بكل فكرة تخطر ببالك،ذات يوم تكتشف أنك تمتلك ثروة ثورية ثائرة لا تقدر بالمال وتغنيك عن البنين))
لم أمتلك ثقافة تؤهلني مجاراته،كان يتكلم وأنا أصغي،قبل أن يدفع نحوي كتاباً،قلبت أوراقه،بهرني عنوانه(فن كتابة القصة القصيرة/دراسة ونماذج)،قرأته مرتين،وبدأت أخطو في هذا العالم القاسي،عرضت عليه قصتين كتبتهما في لحظة غيرة وفضول،لم أمتلك صبراً لبلورتهما،قرأهما..قال:
((أنت الآن في الدرجة السادسة،أمامك أربع درجات كي تجلس على العرش مع المعترشين))
نار تحرق،تنهضني وتدفعني نحو المنازل المهجورة،أغربل الغرف،أقلب الأشياء،الفرش والأسرة،تفر العصافير اللابدة،تمرق الجرذان والفئران،أنتشل كل كتاب ممزق بشظايا أو تخريمات الأرضة أو أسنان الفئران والجرذان.
نار القراءة هيمنت،ونار الكتابة توهجت.
***
((مهما تحجر عهودكِ/أيامي واقفة تتأمل/وجروحي الدامعة ـ آجلاً بل عاجلاً ـ ستندمل/عندما تراجعين أوراق صدودكِ))
***
((آن..أن تكفكفِ أحزانكِ/آن..أن تحافظي على بقايا دموعكِ/الذي فات/ما مات/ما زال يوقد في هذا المنفى/شمعة جديرة للحياة))
***
((لا تطرح مقترحاتك/قلتِ هذا قبل ليالٍ ليست حربية/الذي أحدثتيه/ما زال يغنّي في خيالي/ما زال كفكِ يهدئ الخوف من على وجهي/فالذي صار/شعلة نار/سقط ـ ذات نظرة ـ على غابة أشعار/علام تغلفين نفوركِ بموجة حنين/الذي حصل هشّم ذات البين/ما زال الأمل يرقص على غشاوة العينين/ما زال الخوف يتثعلب فيكِ/ما زلتِ في الشكِ تعيشين/ما زلت أستودع أيامي/صراحتي وصدقي وحبي اليقين/من يوقظ فيك هذا السر الدفين؟/من ينهض هذا النهر الجارف؟/هذا المؤجج صمتكِ العاصف/من يحرك فيكِ هذا الشعور الواقف؟/الذي نبت في قلبي المستكين/ما زال طفلاً يرتع/لم تهرمه تقلبات السنين))
***
((كل مساء/رغم نباح الأعداء/أرتقب حضوركِ/سربلتي أعوامي برداء السنونوات/ما زلت أنتظر مروركِ
من غير احتراق/لتشرق في زمن الطغاة/شمس الأشواق))
***
5آب/1981
((على تخوم مدائن تلاطفني/أسرة لجياع العالم المتحارب/خيول صاهلة/عربات تسرق من غابات الوقت فواكه الرجولة/أناس قتلى/وأيامى راغبات بتجديد الرحلة/يواصل المأذون..بعدم دفع الحياة باتجاه العدم/
يحاول الزمن..وقف جريان الألم/أنا محض وهم/بقايا ندم/أبحث عن بقاياكِ المتناثرة في حقول النغم/ أعرفأن الحرب قتلت فينا أناشيد السلم/لكنالحب وهج لا يحجبه عارض/ولا يطرحه سقم/جالساً أحلم/أبحث عن رصاصة فالتة من فم/أبحث عن موت متقدم/لم تعد الفرصة تورق في بستان الكلم/لم تعد الرغبة غيمة تتعسكر فوق حقل الروح لتنزف دم/جالساً أتألم/في انتظار البرق والرعد/بانتظار تابوت القدر/لتصرخ مدافع العنجهية/عبر وسائل الخبث والمكر والكذب/ يا عالم نم/سقوط الهدفقد..تم))
***
11آب/1981

مع الفجر غردت الحرب نذالتها،وأعلنت عن خستها ونتانتها،وراء كل صمت قذارة،لم تعد المدينة تمتلك شيئاً نافعاً لتقدمها قرباناً،الجدران موشومة بـ براز الحرب،الأبواب رحلت والنوافذ حطمتها أيدي الجنود، تواصل الحرائق تدمير الصمت،جلسنا في الملاجئ مغادرين الغرف المؤثثة.
رفض نائب الضابط(حسين) كبح جماح غضبهم..قال:
((يمكننا أن نفعل ذلك،لكن علينا أن نضع في بالنا،أننا سنغدو هدفاً دائماً لهم،يجب أن نوفر عتادنا ليومِ ربما سيكون قريباً،علينا أن لا نضع أنفسنا في فك الحرب))
كلام لم يسر بعض الجنود،من بينهم واحد(بغدادي)،مندفع،غيور،أعمى البصيرة كما وصفه(صلاح)،رغب أن يحمل الوطن على عاتقه ويعلن عن شجاعته،ثار جدال عقيم،قبل أن ينزوي في عينيه ثورة وطنية..لم يستطع هضم كلامنا،ولا ترويض وطنيته..قذف سمه بوجهنا:
((كلكم خونة..سأخبر ضابط التوجيه السياسي بخيانتكم!))
كلام لم يعجبنا،لم نمتلك وسيلة إنقاذ،صمتنا،فالحرب تشرنقنا بحبال الشنق،رجال السلطة يتواجدون في كل بقعة حربية،عينهم على الجنود،كل متكاسل أو متلكئ الواجبات،خائن مرتبط بالعدو،خيم الخوف علينا،يمكن لهذا الجندي المسكون بالنرجسية،الحامل فايروسات الأحلام القذرة وبجملة واحدة يفصل رؤوسنا،لكن نائب الضابط(حسين)يمتلك دهاء الحرب،لديه جملة مسالك تتكفل بتدوير المسائل المعقدة،بلع ريقه،رمقنا بنظرة فهمناها..قال:
((يا خائن،تريد أن تعطي العدو أهدافاً حيوية،أنت جاسوس مندس بيننا))
بهت الذي لغا،حار وهو ينظر إلينا،كان يبحث عن عضدِ يشد أزره،صفعته نظراتنا وألقته في مأزق الرعب..قال بوهن:
((أنا لست خائناً،أنا أريد تنفيذ الواجبات كما طلب السيد الآمر منّا!))
((عندما يتسلل العدو ستجدنا صخور لا تتهشم وصقور فتاكة))..قال نائب الضابط(حسين)
تشجع(صلاح):
((مرة أخرى لو نطقت بهذا الكلام سأسحلك إلى دائرة الاستخبارات ليتم شنقك يا جاسوس))
تدخلت:
((كيف تطلق كلامك جزافاً،كلنا أبناء هذا البلد،تركنا حياتنا وجئنا لوقف زحف العدو))
بدا متراخياً،كمن يبحث عن منقذ،أو فرصة عذر..قال:
((أرجوكم أنا أكلت الـ خراء،أعتذر منكم،تحمسي نجم من قيامة قصفهم لنا ونحن ساكتون!))
تلاقت نظراتنا،سحب نائب الضابط(حسين)شهيقاً عميقاً وزفر غضبه..قال:
((الحرب مستودع الأوامر،الكثير منها حماسية غير عقلانية،يجب التريث قبل إتخاذ القرار الحاسم،لو نبحنا بوجه نباحهم،لربما خسرنا بعضنا،وخسرنا بقية أوقاتنا،لا نفع في الرمي العشوائي،الخائفون هم يفعلون هذا،أنها رسالة ناطقة للغريم لتحسيسهم على أنهم جاهزون،لكنها رسالة فاشلة في الحروب الحديثة))
((قرأت الكثير من الروايات،ورأيت عشرات الأفلام الحربية،كانت المكيدة والدهاء هما اللتان تجلبان النصر للطرف الأكثر مكراً))..قال(صلاح)
((حربنا حرب دهاء،الفطن من يمتلك زمام الأمور ويخرج منها متعافياً))..قال نائب ضابط(حسين)
صمت.
دام القصف ساعة أو يزيد،وعندما هدئت الأمور،تسللنا،على مسافة خمسين متر ووراء أحدى دباباتنا كان جسداً يتلوى،هرعنا إليه،كان الجندي المخابر،بضع شظايا تخترق صدره ووجهه،رمقنا بنظرة حزينة قبل أن يلفظ روحه،دمعت عيناي،حملناه إلى الغرف،حاول نائب الضابط(حسين)أن يتصل بسرية المخابرة،لم يستطع الاتصال،كان سلك الهاتف مبتوراً،لابد أنه جاء لتأمين الخط،ما بيننا وبين الفوج،قذيفة قذرة جاءت تحمل أجله.
نقلوه إلى الفوج وإلى أهله.
بدأنا ننشغل بفطور الصباح،ظل الخوف لصيقاً بنا،ففي كل لحظة كنّا نتوقع بدء القصف من جديد،ولم يكن ذلك بغريب،في عدة مناسبات عاودوا القصف،بوحشية،من غير فترات راحة،ربما وضعوا في بالهم أن الجنود بعد وجبة الرمي الأولى،قد بارحوا ملاجئهم وصاروا أهدافاً سهلة المنال.
حقاً الحرب مكيدة.
كل قصف يحدث فيّ عاصفة حنين،أكون أكثر اندفاعاً ورغبة لتطهير روحي من آثام زمني القريب،أبحث عن وسيلة توصلني إلى(وداد)،أين هي الآن؟يا ترى أما زالت تتعذر بأبن عمها؟أما زالت بنت لم يمتطيها خيّال؟أم أنها تراجعت عن عنادها.
أنها الحرب،لغة السقوط وتبديل فسيفساء الحياة.
في الحرب،مديات الرؤية معدومة،مدى الخيال مشتت،العقل لم يعد يمتلك إنارة دائمة كي يكتشف أجوبة القلق،أسرح خارج زمني،هناك فواصل متبقية كانت مسالك مبتورة للوصول إلى نهر غرورها،كل وقفاتنا ماثلة،جلساتنا،حواراتنا،في عينيها كان الفرح يرقص،في شفتيها كان الحب شوكة تارة تميل وتارة تسد منافذ نسمات روحها العذبة،لم تكن جميلة كي تلغي الجمال من عينيّ،لم تكن فتاة تمتلك عاطفة خجولة،ينقصها دليل كي تصل إلى لدغة الحلم.
ها هي تسكنني،لم تعد لي مع الحياة حكاية أو بادرة سفر،أريدها الآن،لتأتي على صهوة قذيفة،لتأتي مع مد البحر،بأية طريقة يمكنها أن تهبط في هذا الجحيم،يا وداد..لم أعد(كازانوفا)،أنا(حبيب)،ما أريده عقد حياة.
آه..حتى أحلامي تعبت من التجوال لتقبض عليكِ،لكم قاسية أنت يا ـ وداد ـ ي.
***
((بدأ هروبي/زحف جيش الهذيان/ستندلق من أحشاء القذائف/قيء همومي/الحرب براز البلدان/الرعد القادم عبر الرعب الماطر أفقدني دروبي/وألقانيسمكة ناحبة وسط عشيرة حيتان/لم تعد طيور الحقيقة تأتيني ببريد الغد/ها أنذا أنتشل بقاياكِ من رماد المدينة/ها أنذا ألملم جراحات النخيل الحزينة/وأغنيات الصبايا الضائعة/بين أزقة اللقاءات/الموت في كل مكان/بندقيتي مشلولةمسكينة/ أنها الحربقدر الكائنات/حيوان وإنسان/جبناء وشجعان/خداع وجنون/قبور وأكفان/القتل فسيفساء الزمان/ليتك الآن/من خلف أسوار رغباتك الدفينة تطلين/ساحة حب تغدو ساحة الحرب/آه..لو تعلمين/ لو تناصفنا فاكهة الحنان/لتوقفت في بلادنا الأحزان/الحرب لغة الصبيان/الحب قول فصل/والرغبة هي الميدان/آه..وداديوم زرعتِ غضبكِ ببرق كفكِ/على نقاء لوعتي/يوم احتفلتُ ببرق صفعتكِ/على متحف خدي/ضجّت مشاعري بالألحان/وتفجرت في ربوع غدي/أجمل الخلجان/آه..يا ودادليتك الآن/
خيمة تلملم أشلاء حيرتي/وتعيدي لحلمي المجنون/بقايا الأمان))



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 32
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 31
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 30
- ليالي المنسية(رواية)الجزء 29
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 28
- ليالي المنسية ( رواية ) الجزء 27
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 26
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 25
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 24
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 23
- ليالي المنسية (رواية) الجزء 22
- ليالي المنسية (رواية)الجزء 21
- ليالي المنسية(رواية)الجزء العشرون
- ليالي المنسية(رواية)الجزء التاسع عشر
- ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السادس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الخامس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الرابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر


المزيد.....




- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية ( رواية) الجزء 33