أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بارباروسا آكيم - تركة عبد الله المؤمن















المزيد.....

تركة عبد الله المؤمن


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن السادات كان ثعلب السياسة المحنك.. ومما لاشك به أيضا أن الرجل استطاع ملاعبة الجميع في ظل ظروف صعبة سواءا اولئك الموجودين في الداخل أو في الخارج ، وقد اعجب به كل من عرفه أو تعامل معه سواء اكان عدوا أم صديقا ولكن في النهاية نعلم أن الرجل قضى صريعا نتيجة احدى حيله الماكرة ، وطويت مرحلة من تاريخ مصر والمنطقة ولكن جدل تلك الفترة لم ينتهي الى حد يومنا هذا .! السادات ككل اقرانه من الحكام العرب كان له ابواق هدفها تبيض الحاكم وتقديمه كضرورة تاريخية كانت البلاد والعباد لولاه لضاعت .. المشكلة مع السادات أنه يوم ما استحضر العفريت من القمقم (( الجماعات الأسلامية )) وقدم نفسه على أنه عبد الله المؤمن وحاول التقرب من العفريت مظهرا صورة الرافض للتركة " الناصرية القومية العلمانية " والتي اوحى اعلامه بشكل أو باخر من خلال غثاء المساجد أو الشيخ الشعراوي بأنها كانت من اسباب الهزيمة ثم انتصر عبد الله المؤمن بفضل السنة والقران.! وقد بنى السادات مجده الشخصي على تركة كاذبة سميت فيما بعد " بــــنصر اكتوبر " ، ومن كثر تطبيل الة عبد الله المؤمن الأعلامية لهذا النصر الوهمي ..قرر الجميع أن يصدق حتى اولئك الذين خبروا دهاليز اعلام ماسمي بـــ (( النكسة )) ، فهناك مقولة صاغها الأعلام النازي :(( اكذب اكذب حتى يصدقك الناس )) على كل حال من الملاحظ في الالة الدعائية لعبد الله المؤمن أنها سمت نصرها بـــ ( نصر 6 اكتوبر ) مع العلم أن 6 اكتوبر هو تاريخ بداية العمليات العسكرية وهو يوم عبور الجندي المصري لخط بارليف واجتياز التحصينات الدفاعية وما حققه ذلك من تصاعد الروح المعنوية للشعب المصري بل لكل العالم العربي ، ولكن المشكلة أيها الأخوة أن الحرب لم تنتهي في هذا التاريخ.. بل استمرت لا حقا حتى تاريخ تعليق العمليات " بشكل رسمي على الأقل " وهو يوم 24 أكتوبر فما الذي حصل .؟ ولما تناست الالة الدعائية لعبد الله المؤمن هذه القضية هل سهى عنها أن الحرب لم تضع أوزارها يوم 6 اكتوبر.! والحروب لا تحدد نتيجتها في بدايتها بل تحدد بخواتيمها كما هو معروف في كل السياقات العسكرية العالمية ، والجواب ببساطة هو ان الاية قلبت في نهاية الحرب وكادت تنتهي بكارثة ألعن بمليون مرة من كارثة 67 ..لولا تدخل الأتحاد السوفيتي والذي انقذ تدخله مصر وجيشها ونظامها السياسي ، والذي كالعادة نكث السادات به وتناسى فضله عليه كحال بقية من سانده .. لكن هناك من يزعم ان النصر تحقق بعودة سيناء الى حضن الوطن وهذا هو المهم .! في البداية سيناء لم تعد بالحرب بل تم استعادتها بموجب اتفاقات دولية وتنازلات قدمها عبد الله المؤمن ومن بين تلك التنازلات اخراج النفوذ السوفيتي من مصر والمنطقة .. على كل حال سأركز اليوم في مقالتي هذه على الوضع العسكري يومي 23 و 24 اكتوبر ومالذي حصل في تلك الفترة وكيف كان الموقف العسكري المصري قبيل اعلان وقف اطلاق النار الذي لهث عبد الله المؤمن خلفه مقبلا اعتاب السفارات لمنع تدهور الوضع أكثر من ذلك .. حيث صارت القوات الأسرائيلية على بعد 100 كم فقط من القاهرة دون وجود قوة عسكرية حقيقية تحمي العاصمة وكان يومها ايضا الجيش الثالث الميداني محاصر ومطوق من كل اتجاه ويكفيكم أن تقرأوا مذكرات الشاذلي لتعرفوا سوء الأوضاع حينها على كل حال هذه دراسة تاريخية استعنت بها بمصادر مصرية لتحديد الموقف العسكري يومي 23 و 24 اكتوبر ، يقول المؤرخ المصري ( عبد العظيم رمضان ) : (( وبحلول يوم 24 اكتوبر ، كان الموقف العسكري في الجبهة المصرية قد أصبح سيئا للغاية . فقد أتم العدو حصار قوات الجيش الثالث شرق القناة ، وعزلها عن مركز قيادة الجيش الثالث الذي كان في غرب القناة ، كما قام بحصار مدينة السويس . وكانت كل هذه القوة خارج حماية حائط الصواريخ المصري ، وتحت قصف التفوق الجوي الأسرائيلي ، والذي دمر في نفس اليوم جميع وسائل العبور على القناة من كباري ومعديات . وقد افلتت مدينة السويس من الأحتلال في نفس اليوم بعد مقاومة شرسة كبدت العدو 100 قتيل و 500 جريح ، وانسحبت من امامها 3 الوية مدرعة للعدو ولواء مضلي . وللأنتقام من المدينة ظل العدو يقصفها في الأيام التالية 25 و 26 و 27 اكتوبر ، حتى وصلت قوات الأمم المتحدة اليها صباح يوم 28 اكتوبر ))..ثم يختتم المؤرخ القصة بالطريقة ذاتها وهي تقديم القيادة المصرية التنازلات تلو التنازلات لحماية ماتبقى من الالة العسكرية المصرية من الضياع والدمار كتاب : حرب أكتوبر في محكمة التاريخ ، المؤرخ : عبد العظيم رمضان ، ص 160 ، مهرجان القراءة للجميع 95 ، مكتبة الأسرة / برعاية السيدة سوزان مبارك ، لوحة الغلاف : الفنان جمال قطب ، الأنجاز الطباعي والفني ( محمود الهندي ) المشرف العام : د. سمير سرحان أما الفريق سعد الدين الشاذلي فيقول : (( واني لأشعر بالخجل وأنا اذكر اوضاع قواتنا فجر يوم 17 من اكتوبر . ولكن من أجل مصر ومن أجل أن نتعلم من أخطائنا ومن أجل أن يعلم العرب من هم الذين تامروا على القوات المسلحة لأغراض سياسية )). مذكرات حرب اكتوبر : الفريق سعد الدين الشاذلي ، ص 283 ، الطبعة الرابعة لسنة 2003 ، الناشر : دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية / سان فرانسيسكو وتحت عنوان : كيف سارت معركة الدفرسوار يوم 17 اكتوبر " تدفق قوات العدو الى الغرب " يقول الشاذلي : (( وفي خلال ليلة 17 / 18 من اكتوبر نجح العدو في وضع أول كوبري له في منطقة الدفرسوار وعبر عليه لواءان مدرعان من فرقة برن ، وبحلول فجر يوم 18 اكتوبر كان للعدو غرب القناة فرقتان مدرعتان ..الخ )) ثم يتكلم الشاذلي عن تدمير حائط الصواريخ المصري وتدمير اللواء 23 المدرع المصري الذي كان يمثل الأحتياطي الأستراتيجي للدفاع عن الضفة الغربية للقناة . ويختم بتوضيح الموقف العسكري يوم 19 اكتوبر بأنه صار للعدو بحسب وصفه 2 _ 3 فرق مدرعة غرب القناة ، ولكن حتى يعلم الناس ان الخداع طال حتى العسكريين وليس العوام المدنيين لوحدهم حيث يتحدث تحديدا في الفصل الرابع والثلاثون عن القتال غرب القناة ، وكيف ان الالاف الجنود المصريين قتلوا أو اصيبوا أو اسروا لأنهم صدقوا بيانات القيادة العامة بأنه لايوجد غرب القناة سوى 7 دبابات تختبأ بين الأشجار في منطقة الدفرسوار . والحقيقة كما يقول الشاذلي كانت أن الجيش الأسرائيلي تمكن من هذه المنطقة .!!!! وفي صفحة 304 يتحدث الشاذلي عن الموقف يوم 25 اكتوبر ( بما سماه مأساة الجيش الثالث ) ، بعد ذلك يحاول الشاذلي تصفية خلافاته الشخصية مع السادات والرد على بعض التهم وهذا لا يعنيني في شيء فأنا اشير فقط الى الموقف العسكري حصرا قبل أن تضع الحرب اوزارها. على كل حال بالنسبة للموقف العسكري يوم 24 اكتوبر يقول الشاذلي : (( بحلول يوم 24 اكتوبر اصبح الموقف سيئا للغاية ، فقد أتم العدو حصار قوات الجيش الثالث الموجود شرق القناة وعزلها عن مركز قيادة الجيش الثالث غرب القناة ، وقد هاجمت دبابات العدو مركز قيادة عبد المنعم واصل ودمرته ونجا هو بأعجوبة . لقد اصبحت فرقتا مشاة مدعمتان قوامهما حوالي 45000 ظابط وجندي ومعهم حوالي 250 دبابة ومن خلفهم مدينة السويس ، أصبح هؤلاء كلهم محاصرين حصارا تاما. وقد اصبحت هذه القوة كلها خارج امكانات شبكة الدفاع الجوي ( سام ) وبالتالي اصبحت مهددة بالقصف الجوي المعادي دون اي فرصة لردع الطائرات المهاجمة . لم تكن لدينا في الغرب القوات الكافية التي تسمح لنا بفك الحصار. كان العدو يعلم هذه الحقائق كلها فقامت القوات الجوية المعادية يوم 24 اكتوبر بهجوم مركز على الجيش الثالث وقامت خلال هذه الغارات بتدمير وسائل العبور جميعها من كباري ومعديات كانت ماتزال في منطقة الجيش ، وبذلك قضت نهائيا على اي فرصة لأنسحاب هذه القوات )) ص 299 . المهم اين القوات القوات الأسرائيلية يوم 24 اكتوبر..كانت على بعد 100 كم فقط من القاهرة.!!!! هكذا انتصر عبد الله المؤمن.!!!! يقول اللواء جمال حماد :(( وتحت ستر هجمات جوية مركزة وقصف مدفعي كثيف قامت الدبابات الأسرائيلية بأختراق الموقف الدفاعي لبقايا وحدات اللواء 113 مشاة ميكانيكي في الساعة الخامسة مساءا ، وبذا تم تدمير وحدات الفرقة 6 مشاة ميكانيكية غرب القناة بعد معارك شرسة ، وسقطت جميع المواقع المصرية شمال طريق القاهرة السويس حتى علامة 101 غربا )). كتاب : المعارك الحربية على الجبهة المصرية : جمال حماد ، ص 490 ، الطبعة الأولى لسنة 2002 م ، الناشر : دار الشروق ، القاهرة



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب من مخلفات عصر العبودية 2
- صرخة انثى بوجه الحجاب
- تطور مفهوم الذبائِح الحيوانية في المسيحية
- تطور مفهوم الذبائِح الحيوانية في اليهودية
- دي گولديني مادونا
- العذراء تُطِلُ من بوليفيا حاسرة الرأس
- لقد أَضحكني عُثمان حتى بَدَت نواجذي
- الإيقونات والأَعمال الفنية وعلاقتها بالحجاب
- تعقيباً على مسأَلة الحجاب والمسيحية
- العاهات النفسية المُحمدية
- خفوت نبرة النصر الإلهي
- ماذا يقول الأَلمان عن الإِخواني أَردوغان.؟!
- إِنتصارات إِلهية وهمية
- أَخلاقيات جيش الدفاع الإِسرائيلي وخصومه
- رسالة الى القيادات الأوربية على وجه الخصوص
- أخلاقيات حماس في الحرب
- الهدي النبوي في جناحي الذبابة
- يوم اغتيال الطاغية
- رسالة الى الجاليات المسيحية والأيزيدية في الخارج
- ياليتني شعرة في جلد هذا الحمار.!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بارباروسا آكيم - تركة عبد الله المؤمن