أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-















المزيد.....

سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


سعود السنعوسي يحلق عاليا في " ساق البامبو"
محمود شاهين *
+ مدخل :
في كانون الثاني من هذا العام كنت قد أنهيت قراءة ما لا يقل عن خمس عشرة رواية عربية ، أثر لجوئي إلى عمان بعد إقامة في دمشق دامت لأكثرمن أربعين عاما ، لم أجد ما أفعله غير القراءة ، وككاتب لم أجد صحيفة توافق على تشغيلي أو حتى على الكتابة فيها ، وكرسام لم أجد
صالة تقبل إقامة معرض لي ، عدا صالة رابطة التشكيليين الأردنيين التي وافقت على إقامة معرض لي ما أن طرحت الأمر على إدارتها.
نجحت فيما بعد في نشر بعض المقالات في شؤون فلسطينية وأفكار الأردنية ونزوى العمانية والعرب اللندنية والقدس، وظل هاجس الكتابة عن الروايات الكثيرة التي قرأتها يشغلني ، خاصة وأن لي تجربة مع الكتابة الأدبية والنقدية لقرابة أربعين عاما ، وإن كنت قد تحولت في قرابة عشرين منها إلى امتهان الرسم أيضا ، الذي كان هوايتي ، ثم إنني وجدت نفسي في حاجة إلى عمل ثابت يغطي تكاليف إقامتي في عمان قبل أن تنفد نقودي التي وفرتها من الرسم في دمشق .
ثمة روايات أثرت في أكثر من غيرها . كانت رواية " ساق البامبو" من أهمها . وحين لم أجد صحيفة أتفق معها بشكل دائم ، شرعت في كتابة مقال بعنوان ( أقل الكلام في خير ما سطرته الأقلام ) عن عشر روايات دفعة واحدة بكلمات مقتضبة أسجل فيها انطباعي عن كل رواية. أرسلت المقال لأكثر من عنوان صحفي في حاسوبي ، لأفاجأ بأن جميع من أرسلت لهم المقال نشروه . صحف : العرب والقدس والحياة وغيرها ، إضافة إلى صحف ومواقع ومنتديات كثيرة على النت نقلت المقال عن الصحف أو وصل إليها من قبلي ..
وكان مما قلته عن " ساق البامبو" :
"عشق. محبة. دفء. تتمنى لو أن للرواية حضنا لتغفو عليه. عمل آسر، ممتع، مضحك، مبك، محلق في رحاب النفس الإنسانية، عذاباتها، آلامها، طموحاتها وآمالها.. ابن من خادمة فلبينية يبحث عن أبيه الكويتي وهويته الكويتية "
هذه الأيام قررت أن أتناول هذه الروايات على حده ، بأن أكتب مقالا عن كل واحدة منها ، إضافة إلى روايات أخرى قرأتها . كانت رواية السنعوسي هي الأقرب إلى قلبي . قلت سأتصفحها من جديد لأتذكر بعض وقائعها بعد مضي قرابة عام على قراءتها .
أخذتها وشرعت في القراءة التي يفترض أنها تصفحية .. لكني لم أتنبه لنفسي إلا وأنا أغرق
في قراءة الرواية وكأنني لم أقرأها من قبل " غضبي عليك يا سنعوسي كم أنت جميل ، هل أنا أمام دوستويفسكي ؟ أي سحر هذا ؟ أي أديب أنجبته الكويت ؟ " وهكذا أرغمني السنعوسي على قراءة الرواية مرة ثانية ، وهي بالتأكيد الرواية الوحيدة في حياتي التي قرأتها مرتين ، حتى رواياتي الشخصية ،لا أذكر أنني قرأتها كاملة بعد نشرها ،كنت أقوم بالتصفح ومراجعة بعض الفصول فقط ، قد أستثني ملحمة "غوايات شيطانية ، سهرة مع ابليس ) التي منعت مع شقيقتها
" الملك لقمان " في معظم الدول العربية .
لا أذكر لمن قرأت لهم من قبل من الأدب الكويتي إلا ليلى العثمان وإسماعيل فهد اسماعيل وبعض القصص والأشعار لآخرين لا أذكر منهم إلا سعاد الصباح.. وللحق إن الشعور بأنني أمام أدب عظيم لم يراودني إلا مع سعود السنعوسي في روايته هذه . وهذا لا يعني أن أدب الآخرين ليس جيدا ، وخاصة الكبيرين اسماعيل فهد اسماعيل وليلى العثمان .. وأنني أنتهز المناسبة لأعتذر من الأديبة ليلى العثمان لأنني لم أف بوعدي بالكتابة عن أعمالها ، لأنني توقفت عن الكتابة في صحيفة الحياة اللندنية التي كنت أكتب فيها آنذاك ، ومررت بظروف قاسية مثل التي أتعرض لها الآن ، وتحولت إلى الرسم ..
أمضيت ثلاث ليال في إعادة قراءة " ساق البامبو " ، دون أن أشعر أنني أقرأ الرواية للمرة الثانية ، بل كنت متشوقا للغوص في التفاصيل وإعادة قراءة بعضها .
يتسلل سعود إلى نفوسنا بهدوء وترو وخفة دم وصدق قل نظيره في الأدب . لم أشعر ولو للحظة بالمبالغة أو التكلف والإفتعال في السرد ، بل شعرت أنني أمام حياة حقيقية لأشخاص
حقيقيين ، لا مكان للخيال فيها . شخصيات مرسومة بدقة متناهية . أحببت عيسى وراشد وغسان ووليد. أحببت جوزافين وآيدا وهند وميرلا وخولة .. وأحببت المجانين أصدقاء عيسى .
أحببت جميع أبطال الرواية .. وأحببت سعود السنعوسي والكويت ، رغم إدانة الرواية لواقع اجتماعي أفرزته مجموعة عوامل كان عيسى ضحيته . ففي الوقت الذي كان فيه قانون الدولة إلى جانب عيسى بمنحه الجنسية الكويتية كابن كويتي ، كان القانون الإجتماعي غير المدون يرفض هذا الشاب كونه ابن خادمة فلبينية . كم هو قاس هذا القانون ، حتى القانون الذي يصنف البعض (بدون) يسمح لهم بالإقامة في الكويت ، أما هذا (القانون ) الشفهي فهو يحاصر المرء حتى في سريره، وبينه وبين نفسه . وهذا ما دفعني إلى التساؤل هل هذا التمايز الطبقي كان سائدا أيام اللؤلؤ أم أن الواقع الحديث للكويت هو الذي أفرزه ؟ مع أن هذا التمايز لا يلمس في الرواية إلا ضمن الأجيال القديمة ، الأجداد والكبار نسبيا ،أما بين أجيال الشباب فلا وجود له ،فعلاقة عيسى بالمجانين الخمسة كانت علاقة حميمية ،وكما تكون عليه أي صداقة .
ثمة مواقف مؤثرة كثيرة في الرواية: تشييع جثمان الأمير . وقوف عيسى على قبر أبيه الشهيد راشد . وداع خولة لعيسى عند تركه منزل العائلة . وداع خولة وهند وغسان لعيسى في المطار عند مغادرته الكويت عائدا إلى الفلبين . إضافة إلى مشاهد كثيرة تحتاج إلى وقفة مطولة معها .
وثمة مشاهد كثيرة تثير الضحك أيضا وتحتاج إلى وقفة .
البناء الفني في الرواية :
إن أهم ما ميز اسلوب الرواية هو البساطة والصدق . لكن أية بساطة ، إنها بلاغة البساطة أو السهل الممتنع كما يقال .. حيث لا يشعر المرء أنه أمام كتاب يقرأه ، فيأتي الخطاب الروائي سلسا سهلا يتسلل إلى نفس القارئ قطرة قطرة إلى أن يجد نفسه أسير النص .
من الفصل الأول يضعنا السنعوسي في أجواء روايته ، فيقدم نفسه على أنه ابن رجل كويتي من خادمة فلبينية وأنه يبحث عن هويته ووطنه " لينعم برغد العيش ويحيا بسلام " كأبنائه . لقد فعل ما لم يفعله روائي من قبل حسب ما أعلم . وفي مقدور أي قارئ أن يقرر على ضوء هذه المقدمة ما إذا كان يستهويه هذا الأمر ليقرأ الكتاب أو لا يقرأه . غير أنني أكاد أجزم أن أي مهتم بالأدب لن يقرأ هاتين الصفحتين إلا ويشرع في قراءة الكتاب بشغف .
لجوء السنعوسي إلى لعبة الترجمة التي ليست غريبة علي ككاتب خاصة وأنني قرأت "عزازيل " و" اسم الوردة " في الفترة نفسها ، جعلني أشك في أن السنعوسي ابن فلبينية ويكتب بالفلبينية ،لكثرة ما أجاد في وصف الحياة الفلبينية ،ولعمق الصدق الذي قدم به عيسى ، خلال 79 فصلا وخاتمة في خمسة أجزاء .
بعد المقدمة ، يعود السنعوسي إلى الوقائع من بدايتها ،ويشرع بها صعودا إلى النهاية ..
لا شك أن الرواية تحتاج إلى أكثر من مقال ، والتوقف عند محطات كثيرة فيها ، لكن الصحف تشترط أن لا يزيد المقال عن كذا كلمة ،حسب خطها ، وآخر صحيفة أكتب فيها أحيانا ( العرب ) أعطتني حد أقصى 1100 كلمة للمقال ! وها أنا أنظر أسفل شاشة الحاسوب لأجد أن الرقم
1117 ، ولم أنته بعد وما يزال لدي الكثير لأقوله ، وكم كان بودي أن أشرك القراء في المشاهد التي أبكتني أو أضحكتني وغير ذلك ،وآمل أن يتاح لي في مقالة ثانية .
تهاني الحارة للأديب سعود السنعوسي وتهاني للكويت بالجائزة العربية التي نالتها الرواية والتي استحقتها بجدارة .
محمود شاهين
*روائي وفنان تشكيلي فلسطيني أردني
[email protected]



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزازيل : صراع الكنائس حول طبيعة المسيح؟
- ماذا فعلت بعلاء الأسواني في نادي السيارات ؟!
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (12)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (11)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (10)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (9)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (7)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (8)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (6)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (4)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (5)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (3)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (2)
- النبي محمد لم يكن أميا !
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (1)
- اسلامان أم إسلام بلا حدود ؟ أي اسلام يريد المسلمون ؟
- الإنسان من أين وإلى أين ؟! (4) من(4)
- الإنسان من أين وإلى أين ؟! (3)
- الإنسان من أين وإلى أين ؟! (2)
- الإنسان من أين وإلى أين ؟! (1)


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-