الحزام القبطي بالصعيد والأمن القومي للمملكة الوهابية

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 20:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

في مناسبة سابقة تطرقت لعملية تجنيد الداعية والشيخ والوزير السابق محمد متولي الشعراوي لصالح الوهابية السعودية لينضم بذلك إلى طاقم المجندين بمصر للحرب على الأقباط في أفق تقليص أعدادهم تحت المليون عند اطلالة القرن الواحد و العشرين والقضاء نهائيا على الكنيسة المصرية واجتثاثها من جذورها ،التجنيد تم بصفة رسمية سنة 1970 عند تعيينه في منصب أستاذ زائر بكلية الشريعة بجامعة الملك عبدالعزيز بمكة و على هامش هذا الحدث، أي حدث تعيينه في هذا المنصب أبدى الشعراوي للمؤسسة الوهابية الذراع الديني للنظام السعودي استعداده التام للانخراط في هذا المشروع الجهادي الابادي الذي يستهدف العنصر القبطي أحد وأبرز المكونات التاريخية للهوية المصرية .....
هناك مثل مأثور يقول بأن الشيطان يزين أعمال الانسان الشرير، والعكس هو ما جرى أثناء لقاء الشعراوي بالشيخ عبدالعزيز بن باز فالشعرواي هو من كان يحرض السعوديين على الأقباط شركاء الوطن ، كان ابن باز حينها يشغل منصب رئيس البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد وحضر هذا اللقاء الى جانب ابن باز والشعراوي ثلة من رجال الدين و بعض الأمراء ....كان من بين الحاضرين في هذا الاجتماع الغرانيق الوهابيين الآتية أسمائهم ....
== راشد بن صالح بن محمد بن خنين
==زيد بن عبدالعزيز الفياض
== صالح بن عبدالرحمان الحصين
== عمر بن محمد فلاتة
== الأمير نايف بن عبدالعزيز
الأربعة الأوائل رجال دين في حين كان نايف يشغل منصب نائب وزير الداخلية....
الشعراوي اذن هو من زين أعمال غرانيق السعودية و حرضهم على الأقباط شركاء الوطن و شحذ عزيمتهم و حرك بركة البغض الآسنة في جوفهم الحالك و دغدغ قريحتهم الخيبرية الحاقدة بكلام لا يأتيه الباطل من خلفه أو من قبله.....
أتدرون ما قاله الشعراوي للسعوديين ؟؟ قال والعهدة على الراوي والراوي مصدر موثوق ، قال الكنيسة القبطية مضللة ولها مشروع تنصيري شيطاني خبيث في مصر حتى وان لم يظهر للعيان فهم يعملون بهدوء و يحققون نتائج تقلقنا ....والحزام القبطي المتواجد بصعيد مصر والذي يضم الملايين من الصليبيين له خطورة على مصر و على بلدان الجوار خاصة بلاد الحرمين، فان نحن غضضنا الطرف عن هذا ولم نتصدى له بما يرضي الله ورسوله فان ثلث الشعب المصري سيتنصر خلال عقدين من الزمن وسيزداد حجم هذا الحزام القبطي والأخطر أن التنصير لم يشمل عامة الناس من البسطاء بل تعداه الى نخب مثقفة، طلبة وأساتذة ومنهم أزهريون، والأخطار أن أناسا من خلفية اسلامية تحولوا الى النصرانية المشركة ويروجون للهوية الفرعونية القبطية بحماس يفوق حماس الأقباط أنفسهم .....
خلص السعوديون بالاقتناع بأن الحزام القبطي بالصعيد والممتد من أسوان حتى بني سويف في الضفة المقابلة للبحر الأحمر الذي تطل عليه المملكة ومصر يشكل خطرا محدقا على عقيدة التوحيد والمرجعية الوهابية و على الأمن الروحي لبلاد الحرمين الشريفين ....و اقتنعوا بأن خطورة هذا الحزام لا يقل خطورة عن الشيوعية.....
منذ السبعينيات من القرن الفارط الى يومنا هذا لم يهدأ بال السعوديين ولم ينقطع تمويلهم لمشروع افراغ مصر من أقباطها و قد جندوا لذلك عملاء ينتمون لرجال الدين و عناصر أمنية ومسؤولين بمختلف الوزارات خاصة وزارة التعليم حتى يتم دس المرجعية الوهابية في المقررات التربوية وبلطجية لحرق كنائس و محلات ومساكن شركاء الوطن و اختطاف و أسلمة القبطيات بطرق رهيبة تتعدى طرق عصابات المافيا ، كل هذا الارهاب حتى يتم تدمير الحزام القبطي الممتد من أسوان جنوبا حتى بني سويف شمالا وكأنه يضاهي في خطورته خطورة خط برليف الذي شيده الجيش الإسرائيلي على طول الضفة الشرقية لقناة السويس.....

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات