صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في إطار الحالة التي نعيشها من الإرهاب و التطرف الديني في بلادنا ، تذهب بعض الآراء ولحل هذه المشكلة إلى طرح يعزم أنه يجب علينا العودة لصحيح الدين للخروج من هذه الأزمة (أو للدين الصحيح بلفظ أخر ) ؛ و الحقيقة أنه ورغم أن هذا الرأي ينطلق من نوايا حسنة ، إلا أنه رأي مغلوط في واقعه ( إن لم نقل انه رأي كارثي ) فهذه الفكرة عن سيادة الدين الصحيح على الأديان الباطلة هي بالذات الفكرة التي أدت إلى ظهور الإرهاب ، فما الإرهاب الإسلامي والشمولية الدينية التي نعيش آثارها المدمرة إلا نزعة عنيفة لنصرة الدين الصحيح ؛ لهذا ففكرة أن الدين الصحيح هو الحل لمشكل الإرهاب فهذا كلام باطل ، لان هذا الأمر لن يؤدي سوى لإعادة الإرهاب بعناوين أخرى ليس أكثر .
إن الأصل و إذا أردنا القضاء على مشكل الشمولية الدينية ، وعلى الإرهاب الإسلامي فهو بــ "التعددية الدينية "، فالدولة ليست من مهمتها التفتيش في عقائد الناس أو أديانهم ، بل مهمتها حفظ أمن وسلام المجتمع فقط ، لهذا فليس للدولة البحث عن الدين الصحيح أو الخاطئ ، بل هي عليها أن تحترم جميع الأديان مهما كانت مادامت تلتزم بالقانون ، وبخصوص القانون الذي نقصد ، فهو في الثلاث أمور الممنوعة على أي دين ليكون دين مقبول في المجتمع .. واحد : أن لا يستعمل العنف اثنان : أن لا يحرض على الكراهية والطائفية ثلاثة : أن لا يكون داعية للخيانة والعمالة ، فأي دين يلتزم بهذه الأمور الثلاثة فهو دين مقبول ، ولا حاجة هنا للدولة لان تسأل اهو دين صحيح أو باطل ؟ فحتى لو أصر شخص على الإيمان بدين باطل وكان لا يؤذي أحدا فالدولة يجب أن تحترمه من باب احترام حرية الاعتقاد ، وهذا كل ما على الدين من واجب أمام الدولة .
على هذا فالحل لمشكلة الإرهاب و الإسلام الشمولي عموما هي بتطبيق القانون عليه ، فأي مذهب إسلامي أو فرقة تدعو للعنف أو الكراهية أو العمالة فهي يجب أن تحارب ، أما من لا تخالف هذه الأمور فهي فرقة ليس عليها شيء ، وطبعا أي دولة إسلامية أو غير إسلامية ستتغاضى عن هذا الحل فهي حتما ستواجه الكثير من المصاعب ، فإذا أستمر الحال كما هو عليه من السماح للمذاهب الدينية الإسلامية الإرهابية (كالسلفية) و العميلة (كالإخوان) بالتبشير و الدعوة ، فسيستمر الإرهاب ، وسيتمر الخراب ، ولن تجف شوارع بلادنا من الدماء ، فالأصل ليس مشكلة في الدين الصحيح شرعا ، بل المشكلة هي ذهنية سيادة الدين الصحيح ، فمتى ما تخلينا عن الدفاع عن الدين الصحيح ودافعنا عن الدين المغلوط فسينتهي الإرهاب .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟