أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - متى يغدوا الحب جريمة ؟ .














المزيد.....

متى يغدوا الحب جريمة ؟ .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 17:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يرى البعض أن الشرطة المغربية التي قامت بإعتقال أطفال على خلفية " قبلة " قد تجاوزت في صلاحياتها ، و أنها ربما أهتمت بشيء تافه فيما تركت الأمور الأهم " و هو ما قد يرونه من قبيل التجاوز في القانون " ، لكن في الحقيقة و برأيي فالشرطة المغربية لم تتجاوز صلاحيتها ، و هي لم تفعل إلا ما كان مرسوما لها ، و إن جئنا للواقع لوجدنا أن الشرطة المغربية بفعلتها تلك إنما دافعت في الحقيقة عن صلب النظام المغربي وهو الهدف الذي أنشأت من أجله .

إن الحقيقة التي لا يمكن التغاضي عنها هي أن جميع الأنظمة في بلادنا أنظمة قائمة على شرعية العنف (العنف بشقية المعنوي و المادي) وعليه فكل فعل مناقض للعنف أو مهدد له (الحب على سبيل المثال ) ، فهو سلوك مخل بالنظام العام ويستحق العقاب ، على هذا فحين تمارس الشرطة دور الرقيب على أعمال الحب ، فإنما هي تمارس دورها في حماية النظام ، وهذا بدهي .

الواقع أن مسألة الحب (وخاصة التعبير العلني عنه و الذي يمثل تحديا إستفزازيا للنظام القائم ) ليست مسألة هينة كما يعتقد البعض ، بل هي مسالة عظيمة ، فالحب عندنا يمثل خطرا وجوديا على النظام الحاكم ، بل هو الخطر الأكبر لأنه و مادام هذا النظام قائم على شرعية العنف ومستمدا لديمومته منه ، فحنيها كل أعمال الحب ( قبلة ، غمزة ، أو عبارة غزل أو علاقة جنسية.. إلخ ) جميعها هي من قبيل الأعمال العدائية الإجرامية وأصحابها مدانون ، وهنا يمكن الإضافة أن الأمر لا يتعلق بسلطة سياسية إستبدادية فقط ، بل هو مسألة بنية اجتماعية شاملة ، فبدا بالأب الذي يمارس العنف بدل الحوار لتربية أبناءه وصولا الى الاله الذي يتوعد الصّادين عنه بالويل و التبور ، جميع هؤلاء يعتمدون على العنف كوسيلة للبقاء ، وكوسيلة لحفظ النظام القائم ، لهذا فحين يقبل صبي فتاة علنا ، فالامر ليس مجرد قبلة ، بل هو عملية إعلان حرب على النظام العام ، وعليه فالجميع يحتشد للدفاع عن ألثوابت .

الواقع أن العنف في بلادنا هو النظام ، لهذا فقد كان من البدهي أن يعتقل الأطفال بسبب قبلة ، بل يمكنني أن أضيف أن إعتقال أولئك الاطفال ربما كان بمثابة الإنذار فقط ، فالجيل الجديد الصاعد وكما نرى بدا ينحو نحو التخلي عن قيم العنف ، لهذا فقد جاء إنذار السلطات و المجتمع الأبوي بأنها حاضرة و أنها تملك عنفا يمكن أن يمارس كوسيلة لضبط الأمور .

في الحقيقة إن ما حدث في المغرب هو مؤشر لحالة قد تطول مستقبلا وقد تتكرر بقسوة ، لأنه و كما يبدو فالمجتمع التقيدي القديم ببناه الإجتماعية قد بدا يتداعى وقد بدأت أساسته تنهار في ظل ما فرضته العمولة ، (الثورة على الاستبداد السياسي مجرد البداية فقط ، فهناك مؤشرات لقيام ثورة على الاستبداد الديني ، وعلى الديكتاتورية الابوية )، وعليه فقد بدأ هذا النظام إستعراض عضلاته ، ومن علمنا أن العجزة عنيفون و شرسون فيمكننا التوقع أن المستقبل يحمل مزيد من الإرهاب والقمع عدى الذي هو موجود أصلا ، فهذا النظام نظام مبني على العنف ، ولا يمكن تخيل لا يمارس عنفا أشد دفاعا عن نفسه .





#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربما التقسيم هو الحل .
- تيلملي - أن تكون قاتلا خير من أن تكون عاشقا- .
- حول دعم أوربا للإخوان المسلمين .
- صحيفة الشروق تحتاج إلى التأديب .
- الشريعة لنا و ميثاق حقوق الإنسان للإسلاميين .
- الخيار الجزائري أم الخيار السوداني .
- الصحافة الجزائرية مصابة بمتلازمة ستوكهولم اتجاه الإسلاميين.
- لماذا الحفاظ على وباء الإسلاميين .
- دعوة لتصحيح الموقف الرسمي الجزائري من الثورة المصرية .
- قوة الإسلاميين مصدرها جهلكم .
- اهدموا دولة الإسلام في قلوبكم تهدم على أرضكم .
- افتضاح إخوان الجزائر ، أو بالأحرى بقايا الفيس المنحل .
- إسلاميو الجزائر و - إنقلاب - السحر على الساحر .
- الكلام عن مصر والمعني هو الجزائر .
- تحية جزائرية للشعب المصري .
- حنين إلى الجاهلية .
- متى تفكر الحكومة بعقلانية .
- حتى نقدر تضحيات جنودنا الأبرار .
- الإسلاميون كمرض .
- عن عظمة الإسلام وعن إنحطاطه .


المزيد.....




- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - متى يغدوا الحب جريمة ؟ .