صحيفة الشروق تحتاج إلى التأديب .

صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 08:57
المحور: الصحافة والاعلام
    

حين بدأت صحيفة الشروق الجزائرية حملتها الدعائية لصالح النظام الأخواني الساقط ، عن نفسي لم أرى أي في هذا مشكلة (رغم التجاوزات التي تمت في هذا الإطار) ، لأنه من حق الصحافة في الجزائر "التي تقر بحرية التعبير" أن تبدي رأيها في أي موضوع ، لكن الحقيقة أنه و مع تفهمنا لحرية التعبير هذه إلا أن بعض "الأراء" لا يمكن قبولها ، فحين يصل الأمر إلى التحريض العلني على طائفة معينة في شعب شقيق *، فهذا أمر غير مقبول و هو تصرف لا تقره لا حرية التعبير، و لا أعراف الصحافة .

الشروق بخرجتها الأخيرة ( التهجم على المسيحيين في مصر) تجاوزت في الحقيقة أي خطوط إعلامية حمراء ، فالخطأ الذي ارتكبته لم يكن تجاوزا إعلاميا مهما كان حجمه .. فالأخطاء يمكن تصحيحها ، لكن الأمر كان تحريضا علنيا على طائفة كريمة في شعب شقيق وهذا أمر غير مقبول .

إن ما قامت به الشروق في الواقع لم يخرج عن إطار المهنية الإعلامية فقط ، بل تحول إلى عمل عدائي ضد شعب شقيق ، وهو ما يستلزم تصرفا سريعا من السلطات ، فالجزائر الآن كدولة معنية بهذا الأمر لكون هذا التصرف الأخرق من الشروق لن يحسب على بقايا الإخوان في الجزائر الذين يدعمون أترابهم في مصر ، بل سيحسب على الدولة الجزائرية ، لأن هذه الوسيلة الإعلامية تنطلق من أراضيها و تنشر أخبارها تحت رقابة سلطتها .

برأيي الدولة الجزائرية الآن مطالبة بالتصرف السريع حيال هذا الموضوع ، لأن هذا التصرفات من الشروق باتت تحسب على الجزائر حكومة وشعبا وهذا أمر مشين بحق الجزائريين ، لهذا فيجب تأديب الشروق على هذا الفعل لرد الاعتبار للإخوة المصريين ، وللانتصار للقانون داخل الجزائر .

_________________________

* تحت عنوان "مسيحيُو مصر.. الأقلية التي تحكم الأغلبية في الخفاء" نشرت صحيفة الشروق مقالا تحريضيا ضد المسيحيين في مصر حاولت فيه استحضار الحمية الطائفية لحشد الأنصار لدعم النظام الاخواني الساقط بزعم أن الثورة ضد الإخوان في مصر هي حرب صليبية على الإسلام يديرها المسيحيون الأقباط في مصر .

#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل