صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم كل الكلام الذي نسمعه اليوم من البعض عن التضامن مع غزة بإسم الإنسانية و الشفقة ، إلا أن الواقع يقول أن كل هذا التضامن ما هو إلا تضامن مغشوش ، فالتضامن الإنساني يعني التضامن مع الإنسان أي إنسان ضد الظلم والقهر و الإجرام ، و ليس التضامن مع الإنسان من العشيرة و القبيلة و الطائفة الموالية فقط ، فهذا النوع من التضامن ليس تضامنا إنسانيا ، بل هو مجرد حمية عصبية .
إن جل التضامن الحالي الذي نراه اليوم من اجل غزة هو في الحقيقة تضامن طائفي ، قومي ، عصبي ليس أكثر ، وهو أبدا ليس إنساني ، فنفس هؤلاء الذي يتباكون على الإنسانية في غزة ، وعن جرائم إسرائيل هناك ، هم أنفسهم الذين لا يتوانون عن تبرير جرائم أكثر بشاعة في سوريا والعراق و أماكن أخرى كثيرة ، ومنه فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن أن دوافعهم للوقوف مع الغزاويين هي دوافع إنسانية ، فالإنسانية تضامن مع جميع الضحايا حتى ولو كانوا من الأعداء ، وليست التضامن مع الضحايا من الأقربين فقط .
أنه لمن المؤسف أن نقول أن أكثر شيء غائب في التعاطف مع غزة اليوم هو التعاطف الإنساني .. لكن هذه هي الحقيقة ، فكل ما هناك هو إدعاء تضامن ، بل انه ليس حتى مع سكان غزة ، بل هو مع جماعات فيها ، ففي أحيان كثيرة هذا التضامن المزعوم هو تضامن سياسي لجماعات محددة ، وعليه فحتى بالنسبة للغزاويين فليس لهم أن يفرحوا بهذا الأمر ، لأن الغزاويين أنفسهم سيستباح دمهم في يوما ما إذا ما تغيرت الظروف ، و للغزاويين تاريخ مع هذا الأمر حين ألقوا من سطوح العمارات تحت أنظار هؤلاء ولم يندد أحد بما يجري لهم ، لهذا فليس لأحد أن يزعم اليوم أن ما نراه من تضامن هو طوفان من الإنسانية نزل العرب ، فأخر الأشياء عند العرب هي الإنسانية ، ففاقد الشيء لا يعطيه
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟