صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 20:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كانت الشعوب الإسلامية حقا تريد تطبيق الشريعة كما يزعم الإسلاميون ؛ وإذا كان تطبيق الشريعة حقا فرضا يجب أن يؤديه المسلمون كما يقول الأصوليون ، فليكن هذا ، ولتطبق لشريعة ، لكن وجب على الإسلاميين و الأصوليين قبل هذا إدراك أن تطبيق الشريعة كما هي الآن وبمضمونها الحالي غير ممكن ، فالشريعة ولكي تطبق وجب عليها أولا الالتزام ببعض المعايير ، وتحديدا معايير احترام حقوق و حريات البشر ، فالشريعة ولكي تطبق في العصر الحالي عليها أن تحترم قيم العصر الحالي ، و منها احترام حقوق الإنسان كحقوق المرأة والطفل و أن تجرم الجرائم التي يجرمها هذا العصر ، كالرق و التمييز العرقي و الجنسي ، و أن تناهض التعذيب و نكاح القصّر الخ ، و المعنى العام من هذا الكلام هو انه ولكي تطبق الشريعة فيجب قلب المفهوم الذي يتبناه الإسلاميون حولها اليوم ، فالإسلاميون اليوم يرفعون شعارات "ديمقراطية بما لا يخالف شرع الله" و "حريات بما لا يخالف شرع الله" في محاولة لقولبة القيم الإنسانية الحديثة في إطار الشريعة ، بينما الأصل أن كل هذا باطل ، فالشريعة هي من عليها أن تتقولب لكي لا تخالف تلك الأمور و لتكون أهلا للمجتمع الذي ستطبق فيه ، فالأصل اليوم هو قداسة الإنسان وحقوقه ، وليس قداسة الايدولوجيا التي تحاول حكمه ، و كما نلاحظ هنا فهذا الاعتراض على الشريعة ليس اعتراض فحواه الاعتراض على الشريعة لأنها شريعة ، فلا احد هنا ضد الشريعة لأنها من الإسلام كما يروج الإسلاميون ، لكن الاعتراض هو على الهمجية فيها ، وما أن يعدل الأصوليون شريعتهم بما يلائم حاجيات و متطلبات المجتمع الحديث ، فبلا شك لن يكون هناك أي معارضة للشريعة أو لتطبيقها ، إن لم نقل انه ستكون هناك مباركة من الجميع على هذا الفعل ، فاليوم تقريبا تمثل الشريعة الإسلامية المشكلة الوحيدة في العالم الإسلامي ، حيث تعتبر هي و بمفاهيمها الماضوية الهمجية الإشكال الأساسي الذي يمنع ارتقاء المجتمعات الإسلامية نحو التحضر ، لهذا فما أن تزال الهمجية من الشريعة وتستبدل بقيم أكثر إنسانية و تحضر يؤمن بها المسلم ، فبلا شك ستكون هناك قفزة حضارية للمسلمين تنقلهم من واقعهم المزري الحالي من إرهاب وعنف ودموية ، إلى واقع أكثر إشراقا ، وهذا ما يتمناه الكل .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟