أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - المأزق التركي في كوباني!














المزيد.....

المأزق التركي في كوباني!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
تركيا، العضو في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على "داعش"، والعضو في حلف الأطلسي، والتي لها حدود مشتركة طويلة مع سورية، مَدْعُوَّة إلى خَوْض حرب برية (بمفردها) في شمال سورية لمَنْع سقوط بلدة "عين العرب (كوباني)" الكردية (السورية) من السقوط في أيدي مقاتلي "داعش"؛ فالضربات الجوية، وعلى عنفها وشدتها، لا تكفي وحدها لإنقاذ البلدة، التي فَرَّ معظم سكَّانها (الأكراد) إلى الأراضي التركية، من خطر السقوط؛ لكنَّ تركيا، التي تبدو متخوِّفة قَلِقَة من عواقب سقوط البلدة، والتي أجاز برلمانها دخول جيشها الأراضي السورية (والعراقية) واستخدام جيوش أجنبية الأراضي التركية للدخول إلى سورية والعراق، لا مصلحة لها في التَّدخُّل العسكري البري قبل أنْ تُلَبَّى لها جُمْلَة من المطالب والشروط، التي في مقدَّمها إقامة منطقة عازلة في داخل الأراصي السورية، يُحْظَر فيها الطَّيران، حمايةً للأراضي التركية، ومساعدةً للمدنيين السوريين الفارِّين من "داعش"؛ وما زالت الولايات المتحدة غير موافِقَة على إقامة هذه المنطقة، التي ترفض روسيا، أيضاً، إقامتها إلاَّ بقرار من مجلس الأمن الدولي.
مِنْ قَبْل، بَدَت أنقرة مُحْجِمَة عن التَّورُّط في "الحرب الدولية (والإقليمية)" على "داعش"؛ لأنَّ مواطنين أتراك كانوا مُحْتَجَزين (في العراق) لدى التنظيم؛ ولَمَّا تكلَّلت جهودها ومساعيها للإفراج عنهم بالنَّجاح، بَدَت مُسْتَعِدَّة للانضمام إلى هذه الحرب؛ أمَّا الآن فتبدو غير مُسْتَعْجِلة، مُنْتَظِرةً تلبية مطالبها وشروطها، قَبْل، ومن أجل، أنْ تَزُجَّ بجنودها في حرب برية، تريد إشراك دُوَلٍ أخرى فيها؛ ومع ذلك، رَسَمَت "خَطَّاً أحمر"، إذا تجاوَزَه "داعش"، قاتَلَتْهُ بمفردها؛ وهذا "الخط" هو ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، المُقام على قطعة أرض قُرْب حلب، تُعْتَبَر أرضاً تركية، ويحرسه جنود أتراك؛ ولقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنَّ تركيا ستَرُدُّ على أي اعتداء يتعرَّض له الضريح (من "داعش").
أنقرة تخشى التَّمَدُّد العسكري لـ "داعش"، وفي شمال سورية على وجه الخصوص؛ لكنَّ هذه الخشية لا تُضْعِف، ولا تُقلِّل، خشيتها من تَوطُّد التعاون العسكري والسياسي لدُوَلٍ غربية، في مقدَّمها الولايات المتحدة، مع إقليم كردستان في شمال العراق، ومع الأكراد على وجه العموم، ولو كانت الحرب على "داعش" هي الذَّريعة الغربية. وهذا التعامُل الغربي مع الأكراد على أنَّهم "حليف طبيعي" للغرب في الحرب على "داعش"، سمح لهم باكتساب مزيدٍ من القوَّة العسكرية والسياسية، وجَعَل مقاتليهم، في العراق وسورية وتركيا، يتبادلون الدَّعْم وكأنْ لا وجود للحدود بين الدول الثلاث؛ كما أنَّ أنقرة لا تَجِد فروقاً يُعْتَدُّ بها بين حزب العمال الكردستاني في تركيا، التي تضم نحو 15 مليون مواطن كردي، يتركَّز وجودهم في جنوب شرق البلاد، وبين "وحدات حماية الشعب الكردي" في سورية.
وأنقرة لا تَشْعُر بالارتياح لتدريب (وتجهيز وتسليح) قوَّة مُنْتقاة من "المعارَضَة السورية (المعتدلة)" في خارج الأراضي السورية، ويَسْتَغْرق تدريبها وإعدادها زمناً طويلاً نسبياً، مع أنَّ الضربات الجوية قد بدأت. وأحسبُ أنَّ أنقرة يحقُّ لها أنْ تخشى عواقب ضربات جوية في غياب "قوى أرضية سورية موثوقة (تُرْكِيَّاً)" في مقدورها الإفادة من هذه الضربات؛ وليس ثمَّة ما يمنع جيش بشار (وحلفائه) من أنْ يكون هو المستفيد الأوَّل والأكبر من إضعاف "داعش" بالضربات الجوية.
ونحن لو أَمْعَنَّا النَّظر في مطالب وشروط أنقرة للتَّدَخُّل العسكري البري (ولإنقاذ "كوباني") لَوَجَدْنا فيها تأسيساً لصلةٍ قويةٍ بين الحرب على "داعش" والحرب لإطاحة بشار الأسد؛ فأنقرة تَفْهَم "المنطقة العازلة" على أنَّها صنو التَّدَخُّل العسكري البري (والجوي) التركي، الذي تُشارِك فيه، أيضاً، وبالجنود، دول أخرى، وقوى المعارَضَة السورية، الموجود الآن على الأرض، والتي تحظى بثقة أنقرة؛ وتَفْهَمها، أيضاً، على أنَّها مَنْعٌ بالقوَّة لسلاح الجو السوري، ولمنظومة الدفاع الجوي السوري، من العمل حيث يعمل الجيش التركي في شمال سورية، وحيث يُركَّز، تدريجاً، وجود اللاجئين السوريين في شمال سورية؛ لكن التَّحدي الكبير الذي تواجهه أنقرة الآن، حيث لم تُلَبَّ مطالبها وشروطها بَعْد، هو أنْ تَعْرِف كيف تَمْنَع لهيب "كوباني" من الامتداد إلى الدَّاخل التركي المليء بكثير من الوقود الكردي، وغير الكردي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!
- لا تَتَلَهُّوا ب -الهدف النهائي- للحرب!
- حرب جوية تحبل بحرب برية!
- أَهذه هي حقيقتنا الاجتماعية التاريخية؟!
- استراتيجية بنكهة توراتية!
- فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي!
- وفي رُبْع السَّاعة الأخير ظَهَرَ -البُعْبُع- وكان اسمه -داعش ...
- -الترسانة القانونية- لأُوباما!
- إذا ما بادَرَت روسيا بضربات جوية على -داعش- السوري!
- أوباما يعود إلى سورية من طريق -داعش-!
- -داعش- في -وظيفته التاريخية-!
- هل تأخذ روسيا حصتها من الحرب على -داعش-؟
- عندما يصبح لواشنطن مصلحة مهدَّدة في سَدِّ حديثة!
- وحدة فلسطينية على قاعدة وحدة الخيارَيْن!
- ظاهرة -الاعتماد في البقاء-!
- نتنياهو يَقْصِف -خطَّة عباس-!
- في -خطة عباس-
- جَدَل الهدنة
- إنَّه -نَصْرٌ-.. لكنَّهم يَطْلبون دليلاً على وجود النهار!


المزيد.....




- نتنياهو لماكرون: القضاء على -حماس- لا يزال من الأهداف الأساس ...
- قرن على رحيل كافكا.. لماذا يجذب صاحب -المحاكمة- اهتمام العال ...
- سارق سيء الحظ يلتقطه بث تلفزيوني مباشر أثناء سطوه عند أحد شو ...
- الجيش الإسرائيلي: القوات البرية تقوم بعملية في مخيم البريج
- حزب سويسري يناشد سلطات بلاده لتدعو روسيا إلى مؤتمر السلام حو ...
- -لوموند-: بنغازي تتحول إلى مركز جديد للهجرة غير الشرعية نحو ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن الحل الأمثل للأزمة الأوكرانية والأمن ...
- إسرائيل تعلن اقترابها من اتخاذ قرار بشن هجوم على الحدود مع ل ...
- الانتخابات العامة في الهند: للمرة الثالثة... تحالف ناريندرا ...
- حزب الله يهاجم مواقع إسرائيلية بكفر شوبا والجولان


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - المأزق التركي في كوباني!