أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يصبح لواشنطن مصلحة مهدَّدة في سَدِّ حديثة!














المزيد.....

عندما يصبح لواشنطن مصلحة مهدَّدة في سَدِّ حديثة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
حربٌ من نوعٍ جديدٍ مختلفٍ تريدها الولايات المتحدة الآن في العراق، أو بدءاً من العراق؛ فـ "العدو الجديد" لها، وللغرب كله، ولحلف الناتو، ولحلفاء حلف الناتو، وللإقليم، أو الدول المجاورة للعراق، وهو "داعش"، أو "الدولة الإسلامية"، عابرٌ للحدود، مُمْتَدٌ، ويمتد، إقليمياً؛ لكنَّ "عَيْب" هذه الحرب أنَّها قد بدأت قبل أنْ تُعْلِن (أو تَضَع) إدارة الرئيس أوباما "استراتيجيتها" لهذه الحرب، التي من أجلها شرعت تؤسِّس لائتلاف دولي، يَضُمُّ ما أسْمَتْه "دولاً (عربية) سنية".
"داعش" هو ظاهرة لا مكان لها، ويجب ألاَّ يكون لها مكان، في القرن الحادي والعشرين؛ وإنْ كنتُ أَشُكُّ في أنَّ حاضِرنا العربي هو القرن الحادي والعشرين؛ لكن، هل من "سببٍ مُعْلَنٍ وجيهٍ" لشَنِّ الولايات المتحدة الحرب على "داعش"؟
أَشَد ما يدهشني هو هذا الحرص الذي تبديه إدارة الرئيس أوباما على تأكيد أنَّ الولايات المتحدة لن تُقاتِل بجنودها على الأرض، وعلى أنَّ حربها الجديدة على "داعش" لن تكون أبداً كالحرب التي خاضتها، مِنْ قَبْل، في العراق؛ فـ "جيشها البري" سيبقى، هذه المرَّة، بعيداً عن ميادين وجبهات القتال؛ وكأنَّ مواطني هذه الدولة لن يَقِفوا ضدَّ حربٍ يخوضها جيشهم في الخارج إذا ما تأكَّد لهم أنْ لا قتلى، ولا جرحى، ولا أسرى، من جيشهم في هذه الحرب!
لقد شنَّت الولايات المتحدة 4 غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" قُرْب سد حديثة (على نهر الفرات) غرب العراق، في منطقة الأنبار التي تقطنها أكثرية سنية عربية؛ أمَّا ما استأثر باهتمامي، في أَمْر هذه الضربات الجوية الأولى التي تشنها الولايات المتحدة في هذه المنطقة، فكان "الحيثيات" التي قدَّمها وزير الدفاع تشاك هاغل.
لقد قال إنَّ هدف الغارات الجوية تلك هو مَنْع "داعش" من التَّقَدُّم في اتِّجاه السَّد، الذي هو ثاني أكبر سدٍّ في العراق لإنتاج الكهرباء؛ أمَّا "حيثية" الغارات الجوية فهي، وعلى ما أوضح هاغل، أنَّ سقوط السَّد في أيدي "داعش" يتهدَّد "مصالح" الولايات المتحدة، و"أرواح" مواطنيها.
هاغل يقول لمواطني الدولة العظمى في العالَم إنَّ سقوط سد حديثة (على نهر الفرات، في الأنبار، في العراق، في الشرق الأوسط) في أيدي "داعش" يُمَثِّل تهديداً لـ "مصالح" الولايات المتحدة، ولـ "أرواح" مواطنيها؛ لكنَّه لم يتجشَّم مهمة الشَّرْح والتَّوضيح؛ فما هي هذه "المصالح" المهدَّدة؟ وكيف يكون سقوط هذا السَّد في أيدي "داعش" تهديداً لها، ولتلك "الأرواح"؟
إنَّها "نظرية الفراشة" التي مؤدَّاها أنَّ فراشة في الصين (مثلاً) يُمْكِن أنْ تتسبَّب بإعصارٍ في الولايات المتحدة؛ فهي بتحريكها جناحيها يَضَطَّرِب الهواء من حولها؛ وهذا الاضطِّراب الهوائي الصغير التَّافه يَكْبُر ويَعْظُم ويشتد، مع مرور الوقت، حتى يغدو إعصاراً في الولايات المتحدة!
نحن مع حربٍ لا هوادة فيها على "داعش (وأشباهها)"، وعلى كل ما يُنْتِج، أو يعيد إنتاج، هذه الظاهرة؛ ومع خَوْض الضحايا الحقيقيين لـ "داعش" هذه الحرب، التي بعضها، لا كلها، بالحديد والنار؛ لكنَّنا لا نَقْبَل أنْ يُخاطِبنا هاغل كمثل مَنْ يُخاطِب قَوْماً من الأغبياء؛ فإذا كان للولايات المتحدة، في حربها على "داعش"، أهدافاً ومآرب ودوافع لا تجرؤ على إعلانها، والجهر بها، فهذا لا يعني أنْ نسمح لوزير دفاعها (ولغيره من ذوي السلطة والقرار فيها) باستغبائنا (واستغباء مواطنيه) على هذا النحو؛ كما لا يعني أنْ نَقْبَل، ونَتَقَبَّل، واقِعاً (إقليمياً ودولياً) تُصوِّره لنا الولايات المتحدة على أنَّه مزرعة لمصالحها، لها في كلِّ مترٍ مُربَّعٍ من سطح الكرة الأرضية مصلحة ينبغي لها الدفاع عنها بالحرب؛ وأيُّ حرب؟!
إنَّها حروبها هي في المقام الأوَّل؛ فلا مصلحة كبرى، ولا هدف كبيراً، يكمنان في هذه الحروب، إلاَّ مصلحتها، وهدفها؛ هي تتولىَّ قيادتها، وخوضها جوَّاً، أو من عن بُعْد، مُسْنِدةً مهمات القتال الأرضي إلى "قوى محلية"، وزاجَّةً في هذه الحروب، أيْ في حروبها هي في المقام الأول، بقوى إقليمية ودولية يضمها ائتلاف، أو تحالف، مؤقَّت.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة فلسطينية على قاعدة وحدة الخيارَيْن!
- ظاهرة -الاعتماد في البقاء-!
- نتنياهو يَقْصِف -خطَّة عباس-!
- في -خطة عباس-
- جَدَل الهدنة
- إنَّه -نَصْرٌ-.. لكنَّهم يَطْلبون دليلاً على وجود النهار!
- تحالفات الحرب على -داعش-
- مُرَاجَعَة استراتيجية فلسطينية لا بدَّ منها!
- إضاءات سياسية من الحرب على غزة!
- تَحَري صدقية -الخَبَر-!
- ما بَعْد الهُدَن القصيرة!
- ومضات 6
- الأسطورة والهزيمة والانهزامية!
- الحرب إذا غَدَت مرادِفاً للجريمة!
- -النَّصْر- و-التَّحَدِّي- في غزة!
- الحرب كالمطر لجهة خَيْرِها وشَرِّها!
- الفلسطينيون يَصْنَعون تاريخهم الآن!
- نتنياهو هُزِم!
- عندما -تُجَرَّم- المقاوَمة!
- -غزَّة-.. قصة دم مختلف!


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد -خطة- ضد إيران ووكلائها و ...
- ماجد الأنصاري يتحدث لـCNN حول توسط قطر بين إيران والولايات ا ...
- كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى -ساحات ...
- حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
- الحياة تعود إلى طهران، لكن سكانها يشعرون بصدمة عميقة
- حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. ...
- كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
- موجة عداء للمسلمين بعد فوز ممداني في انتخابات نيويورك التمهي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض للمرة الثانية طلب نتنياهو تأجيل محاكمته ...
- غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يصبح لواشنطن مصلحة مهدَّدة في سَدِّ حديثة!