الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:16
المحور:
الادب والفن
حين يجنى الليل اسكب ما خبأت من بقايا النور ينشف دمعي و أعلن صمتي كزاهد متعبد مستحضرا لها في مخيلتي ، ، تعم سمائي غيوم لتمطر، تسقي زهور بستاني ، اجعل لها قلبي بستانا أخدها إليه ، اقضي ليلي مع اناشيد الحب المخبوءة في ذاكرتي ، يدق نور الفجر باب خلوتي يبشرني ...
فجأة تطلع علي ليدهمني دبولها ، جسدها بارد كصقيع ، في غفلة مني تتسرب برودتها الى اطرافي .
صحت بي
هل استحق كل العذاب ؟ لازال صدى قهقتهم الساخرة يطن في اذني
قلت مرتبكا
هوني عليك الغد لك بل لنا
…….
قطعتني قائلة
هل أستحق منهم كل هذا وأنا التي عشتُ طُفولتي ... أنا التي التهمت السنين زهرة شبابي بعد انطلقي في رحلة البحث عن ذاتي ، أنا التي أخترت رحلة البحث عن انسانيتي ... لاجلها ركبت المجهول ، هل هذا جزائي ؟؟ تغنيت بعشقها ليالي و ليالي ، كانت بوصلتي عندما تنسد في وجه الأفق .
اختنقت كلماتها و بلوعة المكلومة ... قالت :
أضنني ابحث عن شيء في عالم لم يدركه بعد .. !!.انا اليوم غير نادمت عما أضعته من ايام العمر
تنهدّت.. .وأخذت نفسا عميقا ... وبصوت يائس التّحف شجون الكون .
قالت :
لن اتخل عن انسانيتي في عالم الادمين . لن اسلم
أكملت، ويدها ترتجف كالعصفور الذبيح :
ساكون كما انا و لن اكون كما يريدون ..!!
امتقعَ لونها وهي تَقول:
لاااااا..لااا ...لا .....!!.
اجتاحتني قشعريرة سرت كالتيّار في جَسَدي .. وتمْتمْتُ كمن يلتمس الصفح عن جرم لم يقترفه :
الانسانية كالنور لابد ان ينير العالم يوما ...و مادام ا القلب يدق فالعمر لم ينتهِ بعد..!! .
حينها تمنيت لو ان الفجر لم يحل .
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟