من ذبح شنكال... يذبح كوباني ؟!

مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من ذبح شنكال... يذبح كوباني ؟!
كوباني شنكال الثانية , تقودان العالم في تصديهم للإرهاب الأسود , للتغريد لأجل السلام والوئام لجميع شعوب العالم ولهم في نهاية السرب حسب عقيدتهم القديمة والعريقة , رغم تقديمهم للضحايا الضخمة في القرن الحادي والعشرين . من يناصر هؤلاء المساكين ؟ ليس لهم مناصر وهم يتقدمون للموت الرهيب بكفاءة عالية كأنهم ذاهبون لعرسهم الجميل الدموي .هذه التراجيدية الشنيعة , مشاهديها يشعرون كأنهم في صالة عرض , ولم يحركوا ساكن , كأي فلم تراجيدي أو مسرحية وليست حقيقية وأن الضحايا أمامهم ليسوا ضحايا حقيقيين , وليست إلا ساعة من التسلية وبعد وقت قصير سيلتقون بالممثلين من جديد وكأن شيئاً لم يحدث . هذه نظرة المشاهدين لكارثة كوباني . فعلوا كما فعلوا لكارثة شنكال سابقاً , ننصح سادة العالم والمحسوبين على التيار الديمقراطي والإنساني والتقدمي ومدمري العالم المتحضر وغيرها من الألفاظ , أن يشجعوا المخرجين والمنتجين للأفلام والمسرحيات لاستيعاب وتسجيل هذه المظاهر البديعة لكي ينتجوا أفلام زاهية "وفق تصورهم المتعثر" لكي ينتجوا مختلف وأعظم الأفلام الراقية لأجل الحصول على جوائز وواردات عالية لتغذية شركاتهم المتعطشة للغناء الفاحش والسريع , أما السلام والمحبة والتآخي وغيرها من القيم السامية فلا , لأنهم أصبحوا خارج أسراب برامج المجتمعات الراقية ...
معظم المتفرجين على كارثة كوباني يطلبون " بطلب خجول " من تركيا التدخل لإنقاذ كوباني كأنهم يجهلون أن هذه عرس تركيا , لأن تركيا هي مخطط ومنفذ هذه الفاجعة على كوباني , لأن حلم الأتراك هو تصفية الشعب الكردي وبالذات البراعم الزاهية من كردستان , ساسة الأتراك سبقوا الفرس في معمعة المفاضلة السياسية ونيل المكاسب , والوقود هم الأكراد المساكين الذين ليس لهم من مؤازر في ساحات الوغى والذين يشخصون جراحهم بعد فوات الأوان , لأنهم يضعون خبزهم في سلة خصومهم , وبعض المحسوبين على الإسلام " والذين يجهلون مبادئ الإسلام" من الضاليين التائهين في الشتات الذين يحلمون بلقمة الخبز بلا أتعاب وربما دولة الحلم وهي الدولة الإسلامية قبل آلاف السنين . حماية تركيا للأكراد تشبه الحكمة الكردية التي تقول " القطة التي تحرس الخاثر أو الذئب الذي يحمي الغنم " العثمانيون حصلوا على الذبيحة على طبق من ذهب أو "ليت معدن أغلى من ذهب يمكن البلاتين والجواهر " وبلا مقابل من الضحايا المادية أو المعنوية , لأنهم قدموا مجموعة من الأتراك حصراً وهي 10% من مجموع عناصر الدواعش من الأتراك , والخدمات المرورية بتمويل من قطر وبقية دول الخليج , الأتراك ودعوا المعارضة الكردية وبقية الأقوام التي تعيش في تركيا مع احتمال توسيع الدولة التركية في سوريا والعراق أي الحلم العثماني القديم . يقال أمريكا تقدم مائة سيناريو لكل معضلة , وإذا أفلحت في آخر سيناريو , تشعر بالفخر وهي تتصور هي تحصد أثمار النصر ، لأن في التخطيط الأمريكي هي ضمان المصالح الأمريكية الرئيسية , أما تالي الغنائم لا يهم الأمريكان لمن تكون . والدول الأوربية التي تلعب في الفلك الأمريكي ويحملون بالسلام وحقوق الإنسان وغيرها من القيم السامية , وربما لبراءتهم يجهلون غدر الغادرين وهم ضحايا حالهم حال الأكراد بدرجات متفاوتة . أما العرب فلهم حصة كبيرة من الكعكة لأنهم تخلصوا من الديمقراطية والتقدم والسلام ومن الرعاع " بتحويلهم إلى مجاهدين " الذين ينافسوهم في الغنائم الضخمة من مداخيل البترول مع احتمال التمتع بجغرافية كردستان , الحلم القديم الجديد كما فعلوا على مدى آلاف السنين , ضمن برامج هجرات الأقوام السامية إلى بلدان الهلال الخصب في شمال الجزيرة ...

مراد كافان علي
6/10/2014

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل