أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - أيها المثقفون ما هي حلولكم..!!؟














المزيد.....

أيها المثقفون ما هي حلولكم..!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 14:52
المحور: الادب والفن
    


من البضائع الفاسدة للحقبة السوداء حقبة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، التي قادتها الأحزاب القومية في مجتمعاتنا، واستكملتها الآن الأحزاب الدينية، ثمة بضاعة على درجة عالية من الخطورة لحجم الخداع الذي تستبطنه، خداع النفس وخداع الجمهور، وقبلهم وبعدهم خداع المثقفين أنفسهم، البضاعة القائلة أن (للقلم وللبندقية فوهة واحدة).
القلم بالنسبة لي هو كل أداة إبداع جمالي، إن كان سرداً، شعرا، رسما، نحتا، موسيقى..إلخ والبندقية هي أداة السياسي لفرض مشاريعه قبل أن تكون أداة العسكري الذي هو نفسه أداة للسياسي.
من حيث المبدأ لا أجد تعارضاً بمعنى العداء بين النشاط السياسي والنشاط الثقافي. الشخص السياسي يتعامل مع الواقع كما هو عليه ومنه ينطلق بحثاً عن حلول ومشاريع يخدم بها فئة من المجتمع. وأقول فئة من المجتمع لأنه لن يستطع أن يجعل حلوله تخدم الجميع، طالما المجتمعات المعاصرة قائمة وفق بنية طبقية وفئوية بينها من التفاوت على صعيد امتلاك الثروة الكثير، إلى الحد الذي يخلق بالضرورة صراعاً تحاول فيه كل فئة أو طبقة الحصول على ما تعتقده حقها من الثروة الوطنية أو القومية. لهذا يكون لكل سياسي حاضنة مجتمعية تدعمه وتقف خلفه في خلافاته وصراعاته. وهذا المقياس يصلح حين يكون المجتمع على شيء من الاستقرار ومواطنيه يلمسون مصالحهم المادية على الأرض وليس تلك المصالح الكامنة في الغيب وفي ما وراء الموت كما هو حاصل الآن في بلدنا.
أما المثقف فينطلق من الواقع ليس كما هو عليه بل كما يريده أن يكون. تبعاً لرؤيته العابرة للحاضر هو أما يستقرأ الماضي ويعيد إنتاجه أو يستشف المستقبل، الأمر الذي يجعل رؤيته تنتمي للحلم أكثر منها للواقع. أمام عين المثقف (المبدع) كل شيء يحمل عيوبه ونواقصه وهو يبحث عن الكمال الذي لن يصله لكنه يظل يلهث خلفه.
لهذا، أقول من الجنون انتظار الحلول من المثقفين. الحلول يقدمها السياسيون. هذا على افتراض وجود سياسيين تكون السياسة وشؤون الإدارة هي عملهم وعالمهم. يقدمون الحلول والمشاريع سواء ذات الأهداف العامة كنظم الخدمات أو ذات الصبغة الخاصة بهذه الفئة أو تلك من فئات وطبقات المجتمع التي يمثلونها، في النهاية هم يقدمون خدمة للمجتمع. أما المثقف فيخدم المجتمع بوسائل وقنوات أخرى، يقدم الجمال بألوانه المختلفة، جمال النص، جمال القطعة الموسيقية، جمال القصيدة، جمال الرقص، جمال اللوحة، جمال الصورة...إلخ في الواقع هو يعمل على جعل الحياة قابلة للعيش رغم كل ما فيها من عيوب وآلام معاشة. هكذا يكون جهد السياسي والمثقف على شيء من التكامل، شرط أن يفهم كل منهما حدوده وحدود الآخر ولا يتدخل فيها.
هذه هي رؤيتي لرسالة الفن (وكل أشكال التعبير هي فن) تقديم الجمال وهذا يبهر ويفرح ويسعد الكائن البشري وهو أي الجمال موجود ومتوفر في البيئة على تنوعها الإنساني والحيواني والنباتي وبباقي موجودات الكوكب. موهبة الفنان هي الاكتشاف وعمق البصيرة. النحّات يرى في الصخرة التي أمامي وهي مجرد صخرة بالنسبة لي، يرى فيها كائناً من نوع ما أو شكلاً ما.. كذلك السارد والشاعر والموسيقي في علاقتهم مع الأصوات والصور.. وهذه تكون أقدس خدمة يمكن أن يقدمها الفنان لمجتمعه..
لكن مشكلتنا العويصة التي جعلت كثير من المثقفين يقعون في هذا الفخ ويستمرأونه إلى حد القناعة به أقصد أن المثقف قادر على تقديم الحلول بل الحلول محل السياسي في إدارة شؤون البلد، للأسف حصل هذا ويحصل الآن لأننا عانينا وما زلنا نعاني من سياسيين ليسوا بسياسيين البتة. بل كائنات يصعب وصفها إلى أي مجال حياتي تنتمي. ملفعة بالقبح وبالتخلف والجهل والأمية في ألف باء السياسة ومعادية بشكل صريح للثقافة والمثقفين، ديدنها مصالحها الشخصية وتالياً مصالح أحزابها أو عشائرها وعلى نطاق ضيق جداً. تمتاز بدناوة النفس تجاه المال العام وقلة الاكتراث بالضرورة بمصالح البلد العليا. ومما زاد الطين سيان أسود ومصخم هو دخول الدين والتدين الشعبي الساذج واعتماده من قبل هؤلاء اللصوص رافعة لاستحواذهم وتشبثهم بنظم الإدارة والقيادة في الدولة. لهذا السبب نجد مثقفينا لا يتوانون من التدخل في الشؤون السياسية ومن زوايا النظر الخاصة بهم التي تجعل ما يقولونه ويطالبون به من حلول عرضة للسخرية من السياسي اللص ومن المواطن المكتوي بفساد وإجرام هذا السياسي على حد سواء. الأمر الذي شطرهم إلى متراسين، أحدهما سلّم أمره وصار تابعاً ذليلاً للسياسي طامعاً في عطاياه من فتات ما يسرق وينهب والشطر الآخر منهم ظل وما زال يعاني من عقدة الشعور بالذنب، حين يواجه في مكان عام بسؤال غبي: وأنتم المثقفين بدل ان ترغون وتزبدون في النقد.. ما هي حلولكم..!!!!!!؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قرية كوجو.. وقصة الجد البعيد
- شعواط يتصاعد من مطبخ الإقليم
- فؤاد يلدا... الجرح الناتئ في روحي
- ماذا يريد الأنصار..؟
- ما يخفيه النص
- بيت اللعنات...!!!
- بين كلابنا وكلابهم دماء تنزف..!!
- الحزب الشيوعي العراقي وسؤال الهوية الوطنية
- من يرسم خرائط حديدان..؟
- التاريخ المنسي في فلم (سنوات الجمر والرماد)
- النقاط الثلاث الساحرات في الانتخابات الهولندية
- التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي
- طائفة الغراب الأبيض..!!
- دعاء البدل.. صلاة البدل
- اليسار.. فقدان الحاضنة الاجتماعية..!!
- إحصاء المنصور...!!
- شؤون وشجون شباك الدائرة..!!
- كراديس جيش المهدي..!!!
- أطفال البعث.. يا لهم من أطفال..!!
- المواطن يسأل .. ورجل الدين يجيب..!!


المزيد.....




- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...
- -حول تعريف البطل الحقيقي-.. إليكم ما نعرفه عن فيلم -درويش- و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - أيها المثقفون ما هي حلولكم..!!؟