أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي















المزيد.....

التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا أحد الذين شاركوا بمؤتمر (التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية) الذي عقد في أربيل يوم الرابع والخامس من آيار، وبالتأكيد سأكون مشمولاً بما تناولته الألسن والأقلام التي تناهشتنا من هنا وهناك، مشفوعة بتهمة جاهزة لا تتعب قائلها حتى لإطلالة خاطفة على الأسماء المشاركة في المؤتمر وهم من خيرة مثقفي وسياسي البلد إن كان حقاً ليس لدى هؤلاء من مبرر آخر لموقفهم هذا غير أن يصطفوا في طابور على باب السيد (مسعود البارزاني) منتظرين الـ (ألف درهم) على طوية شعراء عصورنا الغابرة مع الخلفاء..؟ وكأن هناك تعارضاً برز الآن بين الوطنية العراقية ونصرة القضية الكوردية.. وبحسبة سهلة أن من يناصر القضية الكوردية متنازل بالضرورة عن وطنيته العراقية.. علماً أن فكرة هذا التجمع ظهرت قبل ثمان سنين وليس الآن وهي إلى ذلك كانت وما زالت تقليد حضاري برزت ملامحه لدى شعوب سبقتنا في طور الحضارة.. حين نجد يهوداً في دولة أسرائيل يناصرون القضية الفلسطينية (حركة السلام الآن) التي لم يجهض مشروعها السلمي لحل الصراع إلا عمليات (حماس) الانتحارية داخل إسرائيل.. وحين نجد في الدول المبتلاة بالتمييز العنصري (حركة البيض لمناصرة السود).. حينها نقول أن شعبنا بدأ يرتقي درجات سلم الحضارة الإنسانية.. علماً أن ليس كل الذين شاركوا في هذا التجمع كانوا متفقين على رؤية واحدة (مركزية) هبطت عليهم من فوق، فيما يخص شكل ومضمون مشروعهم.. هناك من كان معترضاً أصلاً على عنوان هذا التجمع مقترحاً بدل مفردة (نصرة) مفردة (تضامن) والمفردات هنا هي أفكار، طالباً أن يكون هذا التضامن باتجاهين وليس باتجاه واحد (تضامن العرب مع الكورد وتضامن الكورد مع العرب) وبالتالي تغيير العنوان والمشروع بالكامل، خصوصاً وأن كورد العراق قد حصلوا الآن على معظم حقوقهم والطريق مفتوح أمامهم حتى للاستقلال لكن العرب وباقي اثنيات العراق وطوائفه يعانون جميعاً من ديمقراطية التحاصص القبيحة التي أوجدت أحزاباً وكتلاً لا تفكر إلا في مكونها الذي تدعي تمثيله ناسين أنهم سيتحولون إلى لقمة سائغة بأفواه الكبار المتربصين بالبلد من كل حدب وصوب.. وثمة من قال أن الـ(نصرة) تخص الآن الكورد في تركيا وإيران وسوريا داعياً إلى إيجاد ما يشبه (البلاتفورم) يجمع تجمع تركي وآخر إيراني وسوري لنصرة القضية الكوردية.. وغيرها من أفكار كثيرة طُرحت في المؤتمر لست في وارد استعراضها.
لقد أعادني هذا اللغط لأكثر من ثلاثين سنة إلى الوراء إلى حادثة قديمة استعدت بها وجه صديقي الكوردي (كاكه أنور) وقصة مشروعه المغامر.. كنا جنديين في فوج قُتل وأُسر معظم جنوده وضباطه في الحرب العراقية الإيرانية ولم ينج من تلك المذبحة إلا من ولدته أمه في ليلة القدر حسب تأكيد (عريف جواد) الذي نجا هو الآخر. وقتها لم نضع وقتاً للنبش في تواريخ الميلاد إذ أمي نفسها لا تعرف متى ولدتني..!! ركبنا رحلة هروبنا من جبهة البسيتين في الجنوب إلى (أربيل) في الشمال. وفي أربيل وبعد ليلتين قضيتها في ضيافة عائلة صديقي الكريمة، أكتشفت أن صديقي داخل في مشروع على شيء من الجنون؛ إذ سيوصلني إلى الشيوعيين في الجبل، لكنه هو نفسه سيعود إلى الجبهة من جديد..!!
- آني أعرف شغلي.. العرب أوصلهم للشيوعيين والأكراد أوصلهم حسب رغبتهم إلى أي حزب يريدون.
- وأنت... مع من؟
- أنا قلت لك لا ألتحق... أنا اشتغل كوردي وبس...!
- آني أعرف أنت كوردي...
- كاكه (كريم)، أنا فتحت عيني على شعبي وهو يقاتل... أبي استشهد في الثورة الأولى وأخي الأكبر استشهد بالنكسة. عرفت أن كثير من الأكراد يقاتلون وهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط... لأنهم ليسوا سياسيين. يعرفون شيء واحد؛ أن الجبل مكان الرجال.
- وأنت تعرف شتريد؟
- بلي... آني أريد أفكك عدو شعبي من الداخل... أقصد الجيش...!!
ظلت ردود أفعالي في ذلك الحوار حائرة بين أن صديقي مجنون جداً.. أو هو ذكي جداً:
- مع أن هذا تفكير مجانين... والجيش ليس هو عدو شعبك بل الحكومة التي تستعمل الجيش... لكن، بعد تفكيك الجيش وين تريد توصل؟
- أنا لا أريد لشعبي أن يظل تحت رحمة العرب!!
- وآني شايف أن العرب والأكراد هم الآن تحت رحمة... أو نقمة البعث...
- هذا أنت تشوفه... لأنك سياسي وشيوعي. لكن الواقع يقول أن العرب لا يسمحون للأكراد بالانفصال عنهم والجيش هو وسيلتهم لحرماننا من حقنا هذا، حتى أنت ومع تفهمك للقضية الكوردية، لا تستطيع النظر إلى أبعد من الحكم الذاتي... مو هيج؟
- هذا يعني أننا نحبكم كاكه أنور... لا نريد الاستغناء عنكم...
- لكننا أكثر من ثلاثين مليون نسمة يا (كريم) ما زلنا مستعمرين من أربع دول
- لكن لا تنس أن هناك شيء أسمه (حق تقرير المصير)... وهذا لا يتحقق برأيك وحدك... يقرره شعبك بكامله حسب مصلحته وحين يكون حراً..
- وهذا شوكت راح يصير ومنو راح يسمح به...؟
- خل نخلص بالأول من (البعث) وحروبه وبعدين يصير خير... لكن احذر يا كاكه انور ليس كل الجنود شيوعيين...!!
حقاً لا أدري شيئاً الآن عن مصير صديقي ذاك وأخشى أن يكون قد ذهب ضحية مشروعه المغامر.. وها نحن جميعاً خلصنا من البعث وحلم الاستقلال أخذ يراود مخيلة كل الكورد وليس فقط (كاكه أنور).. لكن السؤال الملفت الآن؛ لماذا يلح الناطقون باسم رئيس الوزراء وهم كلهم عرب بمناسبة أو بدونها؛ على الكورد أن يعلنوا استقلالهم اليوم قبل غد وكأنهم مستعجلين..!! وعادة ما يشفعون الرأي بـ(على الأقل سنوفر الـ17 بالمئة من حصة النفط نوزعها على المحافظات الجنوبية) كما هو واضح لهؤلاء السياسيين أن القضية قضية محاصصة نفطية وليست مصالح شعوب.. وهذه لعمري المرة الأولى في التاريخ يطلب فيها من ينتمي لحكومة مركزية من القومية الثانية في بلده أن تنفصل.. علماً أن التهديد الذي أعلنه السيد (مسعود البارزاني) بوجه الحكومة أنه إذا لم يعدل رئيس الوزراء عن سلوكه الدكتاتوري فأنه (أي البارزاني) سيعود إلى استفتاء شعبه.. ولم يقل سننفصل.. ومن نطق بالانفصال بشكل واضح هم من يمثلون المركز.. وليس الكورد.. والتجمع العربي إيماناً من المساهمين فيه بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ليس ضد حلم استقلال الكورد بدولة قومية خاصة بهم، لكنه أيضاً مع هذا الحلم حين يكون ممكناً ويحقق نفعاً ومصلحة واضحة للشعب الكوردي.. وهنا نكون قد ناصرنا شعبنا وكنا منسجمين مع مبادئنا.
أما الخلفية التي سيرت معظم المشاركين في هذا التجمع للقدوم إلى أربيل والمساهمة في المؤتمر فهي أيها السادة المتقولين ليست (الألف درهم) المزعومة، بل ما صار ينضح به رئيس الوزراء من أفعال وأقوال كلها تصب في صالح مشروع دولة دينية طائفية يُراد لها أن تبنى في بلدنا إن كانت على شاكلة إيران أو غيرها.. وعداءه الواضح الذي أخذ يعبر عنه بشكل واضح لكل من يريد دولة مدنية علمانية.. وتاريخياً أيها السادة المتقولين كان هناك رابط متين بين الديمقراطية في العراق ككل وبين ممارسة الشعب الكوردي لحقوقه.. والصراع الدائر الآن هو صراع حول مستقبل البلد، بين من يريد إرساء أسس دولة دينية طائفية ومن يريد إرساء أسس دولة مدنية علمانية.. الصراع يدور الآن حول المستقبل مستقبل أولادنا وأحفادنا.. وللضعف الواضح في أحزاب اليسار العراقي وعموم الديمقراطيين بات الكورد دعامة قوية لهذا المشروع (مدنية وعلمانية الدولة العراقية) لأنه في النهاية يصب في صالح قضية الشعب الكوردي.. إذ لا يوجد كوردي عاقل ينتظر من الإسلاميين أو العروبيين أن يعترفوا به.. هل يوجد هدف أكثر نبلاً لمستقبل بلدنا أكثر من هذا؟
الواضح أن زمننا الأغبر قلب كل شيء على عقبيه جاعلاً كل إناء ينضح بما فيه.. لكن يظل عتبي ليس على العروبيين المتعصبين وأشباههم كذلك ليس على الإسلاميين وأتباعهم هؤلاء لا ينُتظر منهم موقفاً آخر، عتبي على بعض اليساريين الذين صاروا يحولون خلافاتهم وعدم قناعتهم بسياسات الحزب الشيوعي العراقي إلى مواقف عدائية تعتمد على النيل والنهش برفاقهم القدامى، علماً أن هذا التجمع نشأ ونما بعيداً عن الحزب الشيوعي واستطيع الجزم أن 90 بالمئة من الحاضرين وأنا منهم لا علاقة تربطهم الآن بالحزب الشيوعي وتندرج عناوينهم تحت صفة (مستقلين).. وإذ استعرض أسماء المشاركين في هذا التجمع بدءاً من السياسي العراقي المخضرم (كاظم حبيب) إلى رجل الدين الشيعي اللبناني الرائع (هاني فحص) مروراً بالقيادي الفلسطيني (تيسير خالد) وصولاً إلى الكوكبة الرائعة من المثقفين والأكاديميين العراقيين، أجد أمامي قامات كبيرة لإناس قد هدتهم سنين النفي والتخفي والنضال في أصعب الظروف دون أن يتنازلوا عن مبادئهم وأفكارهم التي آمنوا بها، أجساد أغلبها معطوبة بعاهة أو اثنتين من عاهات العمر.. إناس لم يعد لديهم ما يخسرونه غير تاريخهم.. هل حقاً أن هؤلاء لا يدرون شيئاً عن خلفيات جو التراشق الإعلامي والتهديد والتهديد المقابل بين حكومة الإقليم وحكومة المركز والذي أختصر في كثير من وسائل الإعلام وكأنه شجار بين السيدين (المالكي) و(البارزاني) حول حصص النفط.. !!؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائفة الغراب الأبيض..!!
- دعاء البدل.. صلاة البدل
- اليسار.. فقدان الحاضنة الاجتماعية..!!
- إحصاء المنصور...!!
- شؤون وشجون شباك الدائرة..!!
- كراديس جيش المهدي..!!!
- أطفال البعث.. يا لهم من أطفال..!!
- المواطن يسأل .. ورجل الدين يجيب..!!
- سقوط شماعة الباطون السلفي..!!
- هل من يبحث عن عوائل مه راني
- أنا شخص لا يحلم.. لكني حلمت..!!
- روايتي بين المطير والنمري..!!
- دين الشيطان أخيراً...!!
- بورصة الشرف والانتخابات..!!
- شهادة رجل خرج من الموت تواً..!!
- مركز وأطراف
- وسائل الاحتجاج والنصر المؤزر..!!
- ولايات وبدائل وبلاوي
- باسم الله الرحمن الرحيم.. لماذا!!؟
- إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي