إحصاء المنصور...!!

كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 18:43
المحور: كتابات ساخرة
    

قيل (وكل بلاوينا من القال والقيل) أن الخليفة (المنصور) الخليفة العباسي الثاني أراد يوماً جباية أهل الكوفة المتمنعين عليه وهو يريد حفر خندق وبناء سور حول المدينة. ولأنه لم يكن يعرف عدد سكان المدينة على وجه اليقين، لجأ إلى حيلة مستحدثة.. إذ طلب من المنادي أن ينادي في أهلها معلناً أن الخليفة سيعطي لكل ساكن في المدينة خمسة دراهم، هكذا مكرمة لوجه الله، شرط أن يثبت أنه من سكنة المدينة. ولما وزع الخمسة دراهم وعرف عدد السكان بالاسم والعنوان، أمر بجباية أربعين درهماً من كل ساكن لينفقها على بناء السور.. حتى قال شاعر المدينة في قومه:
يا لقومي ما لقينا من أمير المؤمنينا
فرَّقَ الخمسة فينا وجبانا الأربعينا (1)
وقبل أيام احتفل العالم باستقبال المولود الذي أكمل عدد سكان الأرض وجعلهم (سبعة مليارات)، رغم أن ذلك الاحتفال باعتقادي كان فاشوشياً مبنياً على كذب وتلفيق، كيف لهم أن يعرفوا عدد سكان الأرض وهم لا يعرفون بعد عدد سكان العراق مثلاً.. أليس العراق في الأرض.. لكن من جهة أخرى كيف لهم أن يعرفوا والدولة العراقية والحكومة نفسها لم تعرف بعد عدد السكان..؟ كذلك سمعت أن (فخامة) رئيسنا اقترح ومن باب التهيؤء لمعضلة الأقاليم التي أخذت تتفجر كل يوم إقليم وكأنهم يريدون الاحتفال برحيل قوات الاحتلال الأمريكي (إقليمياً)؛ أقترح الرئيس أن تتم المباشرة بترسيم الحدود بين المحافظات.. لكن يا (فخامة) الرئيس كيف ترسم حدود المحافظة وأنت لا تعرف عدد سكانها المتشظين في الآفاق البعيدة والقريبة من مركزها.. كذلك محنة وزارة التخطيط التي لم يبقى إلا أن تصرخ وتلم الجيران علينا تعبيراً عن عجزها عن إيجاد الخطط والمشاريع التنموية البعيدة والقريبة طالما أنها لا تملك إحصاءات رسمية موثوقة عن عدد سكان البلد، خصوصاً ونحن نعيش في عالم حديث كل شيء فيه مبني على المعلومة الدقيقة المخزنة في العقول الالكترونية لا في رؤوس رؤساء الكتل والحمايل.. لهذا اقترح بصفتي (مواطن صالح) لِمَ لا تستفيد الحكومة ووزارة تخطيطها من تقنيات الأسلاف الأباعد والبحث عن حيلة جديدة تستزوجنا الحكومة بها وتمشي علينا التعداد دون أن نحس.. تماماً كما استزوج المنصور سكان الكوفة قديماً.. لكن ليس بالضرورة استنساخ تجربة المنصور نفسها، هذا غير معقول أكيد القوم الآن قد تنبهوا وسوف يسقطونها حالاً، لكن ليس خطأ البحث عن تقنيات أحتيال جديدة.. وهل ينقصنا محتالين.. أليس عندنا فطاحل في الاحتيال لم يتركوا زاغوراً في الدولة لم يمارسوا عليه مهارتهم.. طيب يا حكومة استفيدي من هؤلاء الآن..!!!
(1) الطبري6/298 –الكامل3/618

#كريم_كطافة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات