أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)














المزيد.....

دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 10:00
المحور: كتابات ساخرة
    


الدراجة ابتكار بشري. أظن أن المخترع حاول فيه محاكاة الحصان.. وهذا أمر طبيعي كل مخترعات الإنسان ما هي إلا محاكاة للطبيعة المحيطة.. ظل الحصان الراكض هو واسطة النقل السريع للبشر قبل اختراع الدراجة والسيارة لاحقاً.. إنما ميزة المخترع الجديد صارت تعتمد على ترويض الراكب وليس المركوب على العكس من الوسيلة الأولى.. على الراكب لكي يجيد الركوب أن ينتهي من شيئين، الأول يقتنع أن هذا الكائن بإمكانه السير بقائمتين والثانية أن ينسى لشته الجاثمة على الكائن إن كانت نحيفة أو ثخينة ويركز على الطريق.. عندها وبقدرة ذاتية سيؤدي هذا الحصان الحديدي المهمة على أكمل وجه..
أما بماذا اختلفت دراجة السيد رامسفيلد عن دراجات الخلق..؟ فأليكم القصة التالية: في إحدى المرات القليلة التي لخص فيها السيد بوش حربه في العراق قال: نحن نسعى إلى مجتمع حر قادر على الدفاع عن نفسه وحكم نفسه وفي ذات الوقت يكون حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة في حربها العالمية على الإرهاب. ثم أردف في تقييم مثير للفزع (فزع المحيطين به) يبدو أن العراق غير قادر على إنجاز ذلك..
وكان الصراع حينها دائراً بين خطتين (استراتيجيتين) واحدة للسيد رامسفيلد ورئيس أركانه كيسي والثانية مجموعة من موظفي الوزن الثقيل في الدائرة الرئاسية، حول هل على الرئيس أن يأمر بزيادة عديد القوات أم يستمر على التخفيض.. وكان الوقت سنة 2006 السنة المشؤومة في تاريخ العراق المعاصر، سنة اشتعال الحرب الطائفية على أوسع نطاق بين سنة وشيعة استلفوا وقود حربهم من ملابسات تاريخ ديني قديم مشوه ومزيف بامتياز.. كان رامسفيلد واثقاً من استراتيجته إلى أبعد الحدود وهو قد لخصها بالتالي: «لكي نفوز يجب علينا أن نتراجع» وقيل أن السيد رامسفيلد كان شغوفاً باستخدام القياس ولا أدري إن كان من أنصار الإمام (أبو حنيفة) في التاريخ الإسلامي أم لا.. ورغم أن البشر هناك غير ميالين للشروح والإطناب والاستطراد حيث الحياة المنطلقة بسرعة الصواريخ العابرة لكل شيء علمتهم على مسك الفكرة وهي طايرة.. لكنهم رغم ذاك لم يفهموا رسالة الوزير، الأمر الذي اضطره ليوسع إفهامهم أن يردف لغزه الأول بلغز ثان قائلاً > وكان اللغز الثاني كفيلاً بإفهامهم جلية الأمر؛ أن على أمريكا بجيوشها أن تضع يدها خلف مقعد الدراجة لبرهة قصيرة من الزمن ومن ثم تدع الراكب يسير والهوا بظهره.. هل نجح الأمر..؟
بالطبع لم ينجح السيد رامسفيلد بإقناع المعنيين بدليل أن أحدهم ويدعى هادلي.. قال: أنا كلما اسمع بقياس رامسفيلد أشعر بالألم في يدي وساقي، لأن أبي في خمسينات القرن المنصرم أراد تعليمي ركوب الدراجة بهذه الطريقة.. وضعني على طريق منحدر ولسان حاله يصرخ بـ.. رائع.. رائع.. ليجد هادلي الصغير قدميه على دواسة الدراجة لكن صوت والده بدأ يبتعد وأدرك الصغير أنه بمفرده الآن ولما حاول الاستدارة ليرى والده كان قد سقط سقطة هائلة تسببت له بتلك الذكرى النفسية الأليمة..!!
طبعاً قياس رامسفيلد من الناحية النظرية والعملية صحيح جداً، كل حكام الجوار العراقي القريبين والبعيدين ركبوا شعوبهم بهذه الطريقة.. لكن الذي فات رامسفيلد وأمريكا من وراءه أنك لكي تعلم أحدهم قيادة الدراجة يجب في الأول أن تكون هناك دراجة.. وهذا ما لم يكن متوفراً في الحالة العراقية.. لأن قائد الدراجة العراقية القديم الله يسامحه وبعد شنقه بصبحية العيد لم يترك وراءه دراجة ولا بطيخ.. الجميع يعتقدون أن الدولة العراقية انهارت بمجرد دخول قوات الاحتلال للبلد.. بينما الحقيقة هي غير هذا، الدولة العراقية انهارت بعد 1991 أثر غزو الكويت وتوابعه.. وحين تنهار أية دولة لا محالة سيعود الناس إلى تجمعات وتنظيمات ما قبل الدولة العشيرة، القبيلة، الفخذ، الطائفة، الدين، القومية..إلخ لهذا كان في البلد دراجات وليس دراجة واحدة.. الأمر الثاني الذي فات رامسفيلد وطاقمه أنهم لم يتوانوا عن الإعلان عن نيتهم بتغيير كل طواقم ركوب الدراجات القدامى سواء المحيطة بالعراق أم البعيدة.. معلنين أنها طواقم أكلها القدم والدكتاتورية ولم تعد صالحة لأي شيء.. الأمر الذي دفع كل راكب دراجة مجاور إلى البحث عن دراجة عراقية يحور مفاصلها بما يلائم توجيهها عن بعد، لتحقيق هدف وحيد هو إجبار أمريكا على إبقاءهم أحياء يرزقون هم وخلفهم على مقاعد شعوبهم..
لهذه الأسباب لم يكن نافعاً لا زيادة عديد القوات ولا تخفيضها في لجم وترويض الدراجات العراقية الموجهة عن بعد.. الذي حقق المعجزة أخيراً هو الشعب العراقي نفسه.. الشعب الذي كان على وشك التفتت إلى طوائف وقبائل وعشائر وقوميات وأديان متناحرة.. ببساطة لقد صحى هذا الشعب.. وهل صدفة تأتي ثورته على نفسه تحت مسمى (الصحوات).. لقد صحى العراقيون على حقيقة أنهم يتحولون إلى قطع غيار لحروب راكبي الدراجات العرب وغير العرب.. كذلك صحوا على حقيقة أخرى أن العراق بلدهم الرابض على كنوز يسيل لها لعاب العالم كله هو ملكهم هم دون غيرهم وأن هذا البلد ومن الآن لم يعد بمقدور مكون واحد من مكوناته أن يقوده لذلك عملوا على اللقاء في منتصف المسافة التي أُريد لها أن تكون هي الفاصلة بينهم.. هل نجحوا..؟
أظن الجواب بتنا نرى ملامحه منذ بداية هذه السنة.. لكن على العموم ستزودنا به الأيام والسنين السائرة إلى المستقبل..
(*) ما يخص دراجة رامسفيلد، جاء في كتاب نشر مؤخراً للأمريكي بوب وودورد بعنوان (الحرب الداخلية: التاريخ السري للبيت الأبيض 2006-2008 استعرضته جريدة الشرق الأوسط لعدد يوم 9/9/2008



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تحوير أمخاخ النساء
- قبر لكل صحفي..!!!
- الحاجوز
- العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟
- من اللثام إلى الشفافية
- محنتنا مع سارق الأكفان وولده
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ


المزيد.....




- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)