أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - عن حكمة إله الدماء...!!؟














المزيد.....

عن حكمة إله الدماء...!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد نجح متدينو هذا الزمن الرديء، في تشويه إلههم الذي يزعمون عبادته وإتباعه، وينتحرون وينحرون الآخرين من أجله، أيما تشويه. لقد قالوا أن من حكمته تعذيب هذا المخلوق الضعيف،الحشرة، الحقير، في هذه المسافة الفاصلة بين المهد واللحد، المخلوق السائر بقدميه إلى أفران الحرق السماوية. وأن جل ما يمكن لهذه الحشرة أن تعمله هو سعيها لتقريب الوعد الإلهي بالقيامة الميمونة. قيامة تلك الأفران، التي وضعوا لها هي الأخرى علامات ومقاييس، وهي كثيرة على أية حال، لكن تظل أغربها؛ الزعم القائل: متى ما وصل الدم للركاب في أرض السواد، عندها ستبدأ القيامة بالقيام..!!
لا أدري إن كان منسوب الدماء العراقية قد بلغ (الركاب)، أم أن هناك بضعة سنتيمترات ما تزال ضرورية من أجل تحقق الوعد الإلهي..؟ علماً، أني لم أفهم بعد ما هي حكمة هذا الإله، في اختيار الثلث الأول من طول الـ(بني آدم)، مقياساً لتحقيق عدالته أو قيامته، ثم أي (ركبة) من (ركاب) البني آدميين هي المقصودة باتخاذها مقياساً لمستوى ارتفاع الدماء..؟ نعرف أن ثمة (ركب) تبلغ وبكل أنواع القياس (ركبة ونص) من (ركب) البشر العاديين.
أننا لو أخذنا فناناً وهو مخلوق ورأينا كيف يداري منحوتته كما تدارى العين الرمداء، وكيف يتذكر الساعات والأيام والأشهر والسنين ربما، التي قضاها في تحميل تلك المنحوتة غير الحية، الشفرات والرسائل التي أراد البوح بها، لاستطعنا أن نحكم وبسهولة على أن إله (الدم للركاب) ما هو إلا إله مزيف لمخلوقات فاشلة ومضللة.
على أية حال، هذا ما يبشر به مسلمو هذا الزمن الرديء، مسلمو الجيوش والأحزاب والمنظمات الإسلامية وهم كثر، وأن جل ما يعملون له وبه، هو تقريب موعد تحقيق الوعد الإلهي بقيامته. مع أن أحداً منهم لم يجب بعد على هذا السؤال ولعلهم لم يعلموا: أن الدماء البشرية في كثير من الوقائع قد تجاوزت ليس الركاب فقط، بل وتجاوزات أطول قامة بشرية، أظنهم لم يسمعوا بفظائع الحرب الأولى والثانية. حيث بلغت ضحايا السوفييت وحدهم أكثر من 30 مليون ضحية. ألم تكفي في حينها تلك الدماء لتغرق كل أصحاب الركب الطويل منهم والقصير.. أم أن القيامة لا يحلو لها القيام إلا على أشلاء العراقيين وفي العراق تحديداً..؟
مرة أخرى لا أدري، لِمَ هم فرحون ومتشوقون لتحقيق هذا الوعد، هل حقاً هم قد ضمنوا مقاعدهم في تلك الجنة الموعودين بها، وهل هم متأكدون من أن إمرائهم وفقهائهم لم يخدعوهم ويقدموا لهم بطاقات دخول مزيفة هي الأخرى، ألم يسمعوا عن (سوق مريدي) الذي يزورون به كل شيء بدءاً من العمامة إلى وثائق نواب الشعب المدرسية..؟ ثم من يقول أنك أنت المعني بمنطق تلك الآية القائلة: وكل حزب بما لديهم فرحون وحزب الله هم الغالبون.. هل يكفي أن تطلق على نفسك اسم (حزب الله) أو (جيش المهدي) أو (كتائب الغضب) أو (جيش الطائفة المنصورة) أو (سرايا الجهاد) أو (جيش بدر)..إلخ إلخ إلخ الأسماء كثيرة، لتضمن الدخول إلى (ستاد) الآخرة السماوي، حيث المباراة النهائية بين فريقي المؤمنين والكافرين..!!؟ هل هذا هو حقاً الإله الذي بشرت به الأنبياء والرسل، بدءاً من (آدم) إلى (محمد)..!!؟؟
ولو عدنا مرة أخرى إلى نشوة ذلك الفنان وحرصه على منحوتته، ألا يكمن وراء ذلك أن عظمة المنحوتة من عظمة خالقها، والعكس صحيح، ضعف وحقارة ورداءة المخلوق من ضعف وحقارة وفشل خالقه..!!
أي حكمة يريدون الوصول إليها.. هل حقاً سيكون الإله سعيداً وهو يرى مخلوقه الذي فضله على كل مخلوقاته الحية وغير الحية وجعله خليفته في الأرض وأعطاه هذا الجهاز الراقي الذي به يريد تسخير الكون كله وليس فقط اكتشافه.. هل ستكتمل الحكمة الإلهية برؤيته يسير بقدميه إلى أفران الصهر السماوية.. هل حقاً هذا إله بكامل قواه العقلية، أم أنه إله دموي، سادي، لا يستحق أكثر من وضعه في زنزانة إنفرادية طيلة عمره، ليس في (غوانتانامو)، بل في أحقر بقعة من بقاع صحراءنا العربية حيث لا ماء ولا هواء ولا أي مظهر من مظاهر الحياة التي يحاربها فقهاء الظلام ويريدون وأدها..!!؟؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - عن حكمة إله الدماء...!!؟