أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟














المزيد.....

العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:10
المحور: كتابات ساخرة
    


أرى أن أزمتنا الراهنة في جانب من جوانبها وبعد أن كانت أزمة بلد محتل، قد تحولت إلى أزمة لغوية. نجد الماضي الذي مضى وانقضى كما يؤكد التعريف اللغوي الرسمي، قد تحول وفق وجهات نظر كثيرة ومؤثرة في حاضرنا الراكد، إلى حاضر ومستقبل. حدث تلاشي لأزمان الفعل الثلاثة. لم يعد أمامنا سوى ماضي مستمر. الأمر الذي سيهدد درساً عتيداً من دروس اللغة العربية، ذلك هو درس (قواعد اللغة العربية) المضجر.
لم يعد مستغرباً رؤية جدل حام سواء كان بالكلام أم بالسلاح، بين فرقاء ينتمون مادياً للحاضر، حول ما حدث قبل أكثر من ألف سنة وكأنه قد حدث البارحة. نراهم يستنفرون كل قواهم العقلية والجسدية، لإثبات أو إبطال دعوى من الدعاوى التي مضى عليها غبار وركام أربعة عشر قرن. وفي ذهن كل طرف من الأطراف أن اتفاق الطرف الآخر معه في هذه الدعوة إثباتاً أو بطلاناً، يعد هو الانتصار الساحق والمفصل المهم الذي منه سينطلق قطار زمنهم، بعد أن توقف كل هذه المدة الطويلة.
لكن، من مفارقات هذا التلاعب، أن مدرسي القواعد المعاصرين الذين يدرسون لغتهم بالسيف والمنجنيق والسيارة المفخخة، وكما يجهدون عقولهم وسواعدهم على جعل ما حدث قبل أربعة عشر قرناً كأنه حدث البارحة، يعمدون كذلك إلى جعل ما حدث البارحة وكأنه مضى عليه أربعة عشر قرناً. والفيصل بين المزاجين في كل الحالات ليس المنطق النحوي، بل منطق الحاجة. إذا أراد أحدهم الهروب من استحقاقات أفعال منكرة حدثت قبل سنوات قليلة أو حتى أيام وذاكرة الشعوب لم تزل طازجة بروائح دماء الضحايا، يعمد إلى جعل الحدث ينتمي للماضي الذي مضى وانقضى وما علينا إن كنا شطار في درس القواعد، سوى أن ننساه..!! لماذا..؟ لأنه ماضي. تماماً على عكس ما يفعلونه وفعلوه في الحالة الأولى. وهذا لعمري لا يمكن وصفه سوى بالفتح المبين لشعوب قد توقفت فعلياً عن السير في ركاب زمنها، أما عجزاً ذاتياً أو قهراً خارجياً.
والآن إذا كان كل هذا ضرباً من اللغو في العموميات اللغوية، دعونا نتفحص واقع الحال على الأرض وكيف طبق فطاحل اللغة المعاصرون قواعدهم ونحوهم على حاضرنا ومستقبلنا، في النهاية على أجسادنا. أمامنا معسكران كبيران، أحدهما يحاول جعل ما حدث البارحة كأنه حدث قبل دهور وما علينا سوى نسيانه تماماً. والثاني يعمل على جعل ما حدث قبل دهور طويلة وكأنه حدث البارحة وعلينا أن لا ننساه أبداً. معسكر يريد إعفاء شلل البعثيين ومن لف لفهم من عصابات الجريمة المنظمة وغير المنظمة، الدينية وغير الدينية، من كل جرائمهم تحت بند عفا الله عما سلف، رغم أن دماء ضحايا هؤلاء لم تجف بعد. وشعار هذا المعسكر؛ هو أما النسيان أو أجعلكم تترحمون على ما سلف..!! والثاني يحاول إصلاح اعوجاج قد حدث في مراسم تسلم خلافة الرسول قبل أربعة عشر قرن. كان على المسلمين في ذلك الزمان البعيد أن يقلدوا صهر الرسول وابن عمه وحامل رايته ووصيه أمر الخلافة. يقولون هذا الأمر وكأنهم يتحدثون عن خلاف برلماني قد حدث البارحة ويجب إصلاحه الآن قبل فوات الأوان..!!
لكل معسكر فقهاءه ومجاهديه والمعسكران يحملان ذات النص الديني، إنما أحدهم يقلبه على ظهره والثاني على صدره.. المعسكران ينهشان بلحومنا.. ونحن نتقلى على جمر التأويلات والتأويلات المضادة..!!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اللثام إلى الشفافية
- محنتنا مع سارق الأكفان وولده
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟