|
ذيح الابن فى تراث الشعوب القديمة
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 12:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتقد كثيرون أنّ حكاية التضحية بالابن ومحاولة ذبحه هى الأولى فى تاريخ البشرية، كما وردتْ فى التراث العبرى عن قصة الأمر (الإلهى) لإبراهيم بذبح ابنه ( إسحاق كما يعتقد اليهود وإسماعيل كما يعتقد المسلمون) إلى أنْ افتداه بكبش (نزل من الجنة) بينما كتب علماء علم الأنثروبولوجيا أنّ تلك الحكاية كانت ضمن أساطير/ معتقدات بعض الشعوب قبل الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ومن بين هؤلاء العلماء جيمس فريزر فى موسوعته (الفلكلور فى العهد القديم) وإذا كانت الشعوب القديمة (قبل الديانة العبرية) قد فعلتْ ذلك ، فإنّ العقل الحر يجد لها بعض العذر، نظرًا لأنها كانت لم تزل فى مرحلة (الطفولة البشرية) واعتقادها بوجود (قوى عليا) تتحكم فى حياة ومصير البشر، فكانت تلك الشعوب تقوم ببعض الطقوس لتحقيق هدفيْن : الأول تجنب غضب تلك (القوى العليا) حتى لا تنزل عليها لعناتها . والثانى (عبادتها) لمرضاتها فتنال خيراتها. ولكن (كما يتساءل العقل الحر) كيف استمر ذلك الاعتقاد بعد آلاف السنين من التاريخ الرسمى لبداية الديانة العبرية؟ (العهد القديم) ثم يأتى القرآن فى القرن السابع الميلادى ويُقر ما جاء فى التوراة عن قصة إبراهيم وابنه الذى كاد أنْ يذبحه لولا حكاية (كبش الفداء) وهذا الموقف الذى تعرّض له إبراهيم (الأمر بذبح ابنه) هو موقف تراجيدى بالمعنى الدقيق لتعريف التراجيديا ، ومع ذلك لا يوجد ذكر للسبب الذى جعل (الرب) يضع (نبيه) فيه باستثناء ما جاء فى التوراة عن الأمر بذبح الابن ((وحدث أنّ الله امتحن إبراهيم)) (تكوين :22) ولكن لماذا هذا (الامتحان) ؟ وما الخطأ الذى وقع فيه إبراهيم ليتعرّض لتلك المحنة النفسية القاسية؟ عن هذه الأسئلة يصمت النص التوراتى تمامًا ولا يُقــدّم أى تبرير. ونفس الشىء فى القرآن باستثناء ما ورد به ((وإذْ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ بكلمات فأتمهنّ)) (البقرة/124) أيضًا لماذا تعرّض ابراهيم لذاك الموقف (الابتلاء) من ربه فلا يوجد أى تبرير. وبالبحث فى كتب تفسير القرآن العديدة ، فإنّ المُـفسرين ابتعدوا عن السبب المُـتعلق بمحنة الذبح ، فمثلا جاء فى تفسير الجلاليْن ((إذْ ابتلى (اختبر) إبراهيم بأوامر ونواه كلفه بها قيل هى مناسك الحج وقيل المضمضة والاستنشاق... (فأتمهنّ) أى أدّهنّ تامات)) (تفسير الجلاليْن : جلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطى – مطابع شركة الشمرلى – فى تفسير الآية 124 من سورة البقرة) وهكذا يُلاحظ العقل الحر أنّ التفسير لم يُقــدّم أي سبب عن محنة (الابتلاء) وفق النص القرآنى ، وأنّ (الاختبار) كان له علاقة بمناسك الحج ، ثم يزداد الغموض عندما يقول التفسير أنّ إبراهيم أدى تلك المناسك ، أى التزم بتعليمات ربه ، فلماذا عرّضه لمحنة محاولة ذبح الابن؟ وبالتطبيق لقواعد علم النفس فإنّ العقل الحر يضع نفسه فى ذاك الموقف التراجيدى الذى تعرّض له إبراهيم ؟ هل من السهولة على أى أب أنْ يذبح ابنه حتى لو كان تحت تأثير قوى خارقة للطبيعة، فى إطار منظومة الميتافيزيقا التى بدأتْ مع التوراة واستمرتْ حتى القرن السابع الميلادى؟ ما المشاعر التى مرّ بها ذاك الأب وهو يمسك السكين ليذبح ابنه؟ ولماذا لم تنتابه أية خواطر نفسية كبداية لمشروع تمرد على أوامر الرب؟ حتى لا يرتكب تلك الجريمة التى هى تكرار لسيناريو قتل الأخ لأخيه (قابيل وهابيل) مع التغيير فى الشخصيات وفى صلة الرحم؟ وما الهدف من تلك المحنة البشعة؟ هل لمجرد توكيد (منظومة الطاعة المُـطلقة) من القوى الغيبية وترسيخها فى عقول البشر؟ وهل يوجد احتمال آخر غير ذاك الاحتمال (ترسيخ الطاعة المطلقة)؟ وإذا كان موقف إبراهيم تراجيديًا ، فإنّ موقف الابن أكثر فداحة وبالتالى أعمق فى مغزاه التراجيدى . ورغم ذلك فإنّ القرآن لم يتعرّض لذاك الموقف النفسى الذى تعرّض له الابن عندما أخبره أبوه أنه سوف يذبحه ، فإذا به يرد على الأب بكل بساطة وعفوية ودون أدنى تفكير، وبأقصى درجة من درجات الشطحات الرومانسية ((يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدنى إنْ شاء الله من الصابرين)) (الصافات/ 102) كل تلك الأسئلة التى يطرحها العقل الحر، لا يتوقف أمامها أغلب المؤمنين بالديانة العبرية، بل (إنّ المسلمين) أبناء الشعبة الثالثة من تلك الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) يحتفلون كل سنة بعيد أخذ اسمًا شهيرًا (عيد الأضحى) 000 وهذا العيد يحتفل به المسلمون فى كل الكرة الأرضية. والحكاية بدأتْ كما ورتْ فى التوراة ((وحدث أنّ الله امتحن إبراهيم.. فقال خذ ابنك إسحق واذهب واصعده إلى محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك . فبكــّر إبراهيم وشدّ على حماره . وأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق ابنه وأخذ بيده النار والسكين وقال هو ذا النار (وردتْ هكذا) والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة. ثم قال إبراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة.. ثم مدّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء.. وقال لا تمد يدك إلى الغلام.. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا بكبش.. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه)) (تكوين- 22) ووردتْ نفس الحكاية فى (التوراة السامرية) بدون أى اختلافات فى التفاصيل (إصحاح 22) أما فى القرآن فوردتْ قصة النبى إبراهيم فى العديد من السور منها ((فبشرناه بغلام حليم ، فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدنى إنْ شاء الله من الصابرين)) (الصافات/ 101، 102) وجاء فى تفسير الجلاليْن أنّ هذا الذبح المأمور به لهو البلاء المُبين أى اختيار الظاهر (فديناه) أى المأمور بذبحه وهو إسماعيل أو إسحق بكبش عظيم)) (تفسير الجلاليْن مصدر سابق فى تفسير سورة الصافات) وقد اختلف اليهود والمسلمون حول شخص ابن إيراهيم الذى ينوى ذبحه : قال اليهود إنه إسحاق وقال المسلمون إنه إسماعيل. وقد أفرد الطبرى عدة صفحات لهذه المشكلة بين الطرفيْن، فذكر أقوال المؤيدين لشخص إسحاق وأقوال المؤيدين لشخص إسماعيل. فكتب ((اختلف السلف من علماء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم فى الذى أمر إبراهيم بذبحه من ابنيه. فقال بعضهم هو إسحاق بن إبراهيم وقال بعضهم هو إسماعيل بن إبراهيم. وقد رُوى عن الرسول كلا القوليْن لو كان فيهما صحيح لم نـَـعْـدُه إلى غيره غير أنّ الدليل من القرآن على صحة الرواية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال هو إسحاق أوضح وأبين منه على صحة الأخرى . والرواية التى رُويتْ عنه أنه قال هو إسحاق حدثنا فلان عن فلان..عن العباس بن عبد المطلب عن النبى من حديث ذكر فيه (وفديناه بذبح عظيم) قال هو إسحاق)) أما الرواية التى رُويتْ عنه أنه إسماعيل : قال حدثنا فلان عن فلان.. حتى عبد الله بن سعيد الصناجى قال كنا عند معاوية بن أبى سفيان فذكروا الذبيح إسماعل أو إسحاق ؟ فقال (على الخبير سقطم) كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال يا رسول الله عِدْ علىّ مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحيْن فضحك الرسول ، فقيل له وما الذبيحان يا رسول الله ؟ فقال ابن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر الله لئنْ سهـّـل الله له أمرها ليذبحنّ أحد ولده قال فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا : افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل وإسماعيل الثانى)) ثم كتب الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى ((ونذكر الآن من قال من السلف إنه إسحاق ومن قال إنه إسماعيل)) وبالفعل ملأ الطبرى عدة صفحات ذكر فيها أقوال الفريفيْن بالتفصيل ( تاريخ الطبرى – المعروف بتاريخ الأمم والملوك- مطبوعات مؤسسة الأعلمى للمطبوعات – بيروت لبنان- ج1- عام 1983- من ص 184- 201) وكما تعرّض النبى إبراهيم لمحنة الاختبار الإلهى بذبح أحد ولديه ، كذلك تعرّض عبد المطلب الذى أنذر لله ذبح أحد أولاده الذكور إذا اكتمل عددهم إلى عشرة رجال . ولكنه نظرًا لظروفه الخاصة ومشاغله الحياتية نسى النذر الذى قطعه على نفسه ، فلم يف بوعده . مع مراعاة أنّ عدم الوفاء بالنذر يُعتبر سابقة خطيرة فى العرف السائد قبل الإسلام. ثم بعد أنْ مرّتْ الأيام ((نام ليلة عند الكعبة فرأى فى المنام من يقول له : يا عبد المطلب أوفِ بنذرك لرب هذا البيت ، فاستيقظ فزعًا وأمر بذبح كبش)) ثم نام من جديد ورأى من يقول له ((هو أكبر من ذلك فانتبه. وقرّبَ جملا وأطعمه للمساكين ونام . فرأى من يقول له (وهو نائم) هو أكبر من ذلك . فسأل وما هو؟ قال له محدثه وهو نائم : أحد أولادك الذى نذرته فاغتمّ غمًا شديدًا)) ولكنه لا يجد مفرًا من تنفيذ أوامر الهاتف فهمّ بذبح أصغر أبنائه وأحبهم إليه (عبد الله والد محمد صاحب الدعوة الإسلامية) والملفت للنظر أنّ عبد المطلب أوفى بنذره فى العلن وفى فناء الكعبة وعلى مرأى ومسمع من ملأ قريش ((الذى سارع فحال بين عبد المطلب وبين ما كان يريد – أى أنّ عبد المطلب (فى رأى البعض) أراد ذبح الابن عند قدمىْ (إساف ونائلة) وهما صنمان لقريش كانا فى فناء الكعبة كما ورد فى بعض كتب السيرة ، بينما يرى آخرون غير ذلك لأنّ 1- النذر كان لله وليس ل (إساف ونائلة) 2- أنّ عبد المطلب كان من المُـتحنفين الذين هم موحدون (قبل الإسلام) ونبذوا الأصنام . وأنّ من أفتى بذبح مائة من الإبل فداءً لابن عبد المطاب فهى (عرافة) الحجاز المقيمة بيثرب حيث قضى عبد المطلب صباه واسمها (قطبة) أو (سجاح) (خليل عبد الكريم – قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية- سينا للنشر- عام 93- ص44، 45) ويجب ملاحظة اختلاف السبب الذى من أجله نذر عبد المطلب النذر: ففى رواية أنّ السبب الأمر بحفر بئر زمزم ، فنذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده لو أنّ الله سهـّــل له مهمة الحفر، وتلك الرواية ذكرها محمد كما جاءتْ فى تاريخ الطبرى ، بينما ذكر آخرون سببًا آخر مختلفـًا تمامًا وهو أنّ عبد المطلب نذر بذبح أصغر أبنائه لو اكتمل عدد الذكور عشرة ، وهى الرواية الأكثر شيوعًا بين مؤرخى السيرة النبوية. وبغض النظر عن السبب ، فإنّ العقل الحر يتساءل كيف حدث ذلك فى القرن السابع الميلادى؟ أى بعد أنْ قطعتْ البشرية عدة مراحل نحو التطور الحضارى؟ تطور يمقتْ القتل بين (غرباء) بوازع من حس إنسانى ، فكيف يفعلها (الأب) مع أحد أبنائه؟ وهل حكاية عبد المطلب مؤشر على العقلية العربية التى هى امتداد للعقلية العبرية ، كما وردتْ فى التوراة والقرآن عن حكاية الأمر (الإلهى) لإبراهيم بذبح ابنه؟ 000 أما فكرة (التضحية) فتعود بجذورها إلى شعوب ما قبل الأديان ، وبعض الشعوب كانت تضحى بالحصان فى الهند القديمة فى ظل ديانتهم القومية (الهندوسية) (المعتقدات الدينية لدى الشعوب- مجموعة دراسات فى أنثروبولوجيا الشعوب- تحرير جفرى بارندر- ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام- سلسلة عالم المعرفة الكويتية- عدد 173- مايو93- ص150) وكتب جيمس فريزر أنّ ما جاء فى العهد القديم عن التضحية بالابن له جذوره عند شعوب ما قبل الأديان. وأنّ الشعائر التى أداها النبى إبراهيم شبيهة كل الشبه بالشعائر التى كانت تؤديها الشعوب البدائية ، بما يُـشبه تحرير عقد بين طرفيْن ، وأنّ من يحنث باليمين أو ينقض العهد يكون مصيره كمصير الذبيحة)) (الفلكلور فى العهد القديم- ترجمة د. نبيلة إبراهيم- هيئة قصور الثقافة- ج1- عام 98- ص44، 100) وعن (العهد بين الرب وإبراهيم) الوارد فى التوراة ونصّ على ((فى ذلك العهد قطع الرب مع إبرام (إبراهيم فيما بعد) ميثاقــًا قائلا لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات)) (تكوين : 15- من 18- 19) عن ذلك النص كتبتْ د. نبيلة إبراهيم ((فهذه القصة تحكى عن ميثاق عُـقد بين إبراهيم والرب ومن ثمّ فقد سمى فريزر هذا الفصل (عهد إبراهيم) ومن الواضح أنّ العهد قد تمّ بين إبراهيم والرب بعد أنْ أدى طقوسًا معينة بناءً على أمر الرب ، وهى القيام بذبح الطيور التى ذكرها الرب وشطرها ثم وضع شطرىْ كل حيوان فى مقابل بعضها بعضًا . وعندما مرّ الرب بين هذه القطع كان هذا تأكيدًا للعهد الذى قطعه الرب مع إبراهيم على أنْ تكون الأرض التى رحل إليها له ولنسله من بعده)) وهذا ما وجده فريزر عند بعض الشعوب القديمة الذين كانوا يذبحون ذبيحة ويشطرونها نصفيْن يمر بينهما الطرفان المتعاقدان فى الوقت الذى يتلو أحد الأفراد دعوات شريرة على من يحنث باليمين أو ينقض العهد ، وبذلك يكون مصيره كمصير الذبيحة المشطورة)) وكتبتْ عن مغزى (الأضحية) أنّ البعض يُسميها (كبش فداء) وآخرون (تيس عزازيل) وهى تعنى فى علم الأنثروبولوجيا أنّ شخصًا أو شيئـًا أو حيوانـًا يحمل خطايا الفرد أو المجتمع أو يحمل ما يبتلى به الفرد أو المجتمع من أمراض وكوارث ، ومن ثمّ فإنّ هذا الشخص أو الشىء أو الحيوان يُقــّدم أضحية للإله. ويرجع هذا المصطلح إلى عادة عبرية قديمة ، إذْ كان العبريون يُـقــدّمون كبشيْن أضحية للإله تكفيرًا عن ذنوب الشعب أو الفرد . ثم دخل هذا المصطلح فيما بعد مجال علم النفس ومعناه أنْ يلوم شخص غيره عما يُـصاب به من خيبة فى أمر ما ، فهو ينسب إليه التقصير- لا إلى نفسه - ومن ثمّ فهو شكل من أشكال الاسقاط)) (المصدر السابق - هامش – ص 100) ولعلّ ما كتبته د. نبيلة إبراهيم يُـفسّر فكرة الفداء فى الديانة المسيحية ، حيث افتدى المسيح نفسه من أجل شعبه. وبمراعاة أنّ الديانة المسيحية هى الطبعة الثانية من الديانة العبرية. وإذا كان المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى بذبح الخرفان والاستمتاع بلحومها ، وإذا كان قد انتشر فى الريف المصرى عادة غمس أصابع الكف بدم الذبيحة ولصقها على واجهة الدار، كنوع من البركة أو المُباهاة ، فإنّ الحقيقة الغائبة أنّ أصل تلك العادة مختلفة تمامًا من حيث نشأتها ، إذْ ورد فى العهد القديم أنّ الرب خاطب بنى إسرائيل قائلا لهم ((إنى أجتاز فى أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر فى أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكامًا بكل آلهة المصريين . أنا الرب.. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها . فأرى الدم وأعبّر عنكم . فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر. ويكون لكم هذا العيد تذكارًا فتعيدونه عيدًا للرب. فى أجيالكم تعيدونه فريضة أبدية)) (خروج: 12- من 12- 14) وهذا النص يؤكد حقيقة ولع العبريين بالدم ، مرة مع بداية (قصة الخلق) عندما قتل الشقيق شقيقه (قابيل وهابيل) ومرة الأمر بذبح الابن (إبراهيم وابنه) ومرة ثالثة على أرض الواقع (نذر عبد المطلب بذبح أحد أولاده) وهكذا يكون التراث العبرى/ العربى قــدّم للبشرية مسلسلا عن الولع بالدم ، وهو مسلسل توفرتْ له كل عناصر الدراما التراجيدية ، ولا يبقى غير السيناريست والمخرج والمنتج ، وقبلهم المناخ الثقافى الذى يسمح بمثل هذا العمل الفنى ، وهو مناخ لم يتوفر بعد بسبب طغيان الديانة العبرية ، ليس على عقول السياسيين فقط ، بل على عقول المشتغلين بالإبداع ، أو المُـفترض أنهم من المُـبدعين. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأدب الإسرائيلى ومجابهة الصهيونية
-
الخيال والواقع فى الأسطورة الأوزيرية
-
القومية العربية والقومية المصرية : نقيضان
-
الهجرة والعودة للوطن الأم
-
الوحدة العربية والوحدة الأوروبية : مفارقات
-
الجوائز الدولية والأغراض السياسية
-
اعتذار وتوضيح
-
الوسطية الدينية : وهم أم حقيقة
-
المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين
-
أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين
-
عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
-
الناصرية ومتوالية الكوارث
-
لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
-
العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى
-
الشعر فلسفيًا والفلسفة شعرًا
-
السنة المصرية وجذور التقويم العالمى
-
الحمساويون دمّروا غزة
-
العلاقة بين الكلمة والفنبلة
-
بيرم التونسى والشعر المصرى
-
عندما تكون الرواية (وليمة للذئاب)
المزيد.....
-
“ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا
...
-
الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل
...
-
“طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20
...
-
إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها
...
-
غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة
...
-
مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس
...
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا
...
-
قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|