|
الالتزام بالعادات و التقاليد و ضيق الوقت
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 12:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
انه مغرور و تائه و لا يعلم من الحياة شيئا، و معرفته قليلة بالامور الحياتية، و لا يبالي بما حوله، ان منعزل و ربما تخرٌف او تاثرت نفسيته بصعوبات الحياة او المضايقات التي تحده في حركته، انه يختفي و ينعزل، و ربما مصيره الجنون اخيرا . كل هذا الكلام سمعته عن احدهم و هو لا يشارك كثيرا في المناسبات او غير مرتبط بما تفرضه عليه العادات و التقاليد الشرقية و يعيش بما يؤمن و يسير وفق عقليته و تفكيره، و له من العلم و الثقافة كنوز، غير مرحب به اجتماعيا لكونه يعيش وفق برنامجه الخاص يتصرف خارج بيئته الاجتماعية و لا يبالي بما يُقال عنه، و هو مرتاح البال و النفس . قلت مع نفسي لابد ان جزءا من كلام الناس صحيح، فلاتاكد، و كيف اتاكد و انني اراه احيانا و هو في احسن الحال جسميا و نفسيا و بشوش الوجه واثق النفس يمشي بحيوية مرحا، و يمكن ان اصفه بانه يعيش حياة اوربا في الشرق . قلت له هل من الممكن ان اخذ من وقتك قليلا، ابتسم و قال نعم، قلت و نتكلم و نحن نمشي، و قال جيد فلنذهب هكذا اريد ان اكل لفة فلافل واشتري حاجة و( احنة ماشين)، ضحكت و تاكدت من انه على اتم الصحة و العقلية، ففرحت كثيرا من صحة اعتقادي على عكس من يتابعونه، يا لنا من مجتمع شرير يحكم من بعيد . تكلمنا و قلت؛ لي سؤال ارجوا الا ازعجك، قال تفضل اخي، قلت انت عشت في اوربا، قال؛ زيارة و سفرة فقط،، قلت تاثرت بحياتهم، قال نعم و بالتاكيد و حتى النخاع، قلت هل تعلم ماذا ينعتونك في الحي، قال نعم و شهق في الضحك، و قال يااخي عماد، انت مثقف نظري لم تفعل ما تؤمن به خوفا من المجتمع، انا متاكد من انك تؤمن بما افعل، قلت نعم . فقال اعطي لك مثل، انا اخطط لاسبوع و شهر و تعيقني المشغلات و بهذا التخطيط انحرف احيانا و انا غير راضي على نفسي الان لانني ملتزم باشياء ليس بلزوم الالتزام بها، و اتعرض لما اريد ان اسير عليه احيانا لضغوطات اجتماعية التي لا اؤمن بها، و بسبب ذلك ليس الجيران و الاصدقاء و انما حتى اقرب الاقرباء يمقتونني. بالامس ماتت قريبة لي في مدينة حلبجة، و انت تعرف المسافة و لم اتمكن من اداء الواجب لانشغالي بالاهم، و خبرتهم و ارسلت رسالة الى ابنه لاعزيه . و اخذت اهانة كبيرة من ابي و نعتني بعديم المعرفة و شاذ عن العالم . فلم ابالي و انا اسير على ما انا عليه، و قال انا اؤدي واجبات البيت مع عائلتي كواجب ضروري لا مناص منه و كما لي حقوق عليهم، و لي دوامي و التزاماتي الرسمية، و لابد ان يكون لي وقت للقراءة و الترفيه و الاهتمام بصحتي، قلت تمام، قال هل تخمن كم عمري، قلت عنه بما يقل عن عمره الحقيقي باكثر من اثنتي عشر سنة، و ضحك، فهذا عمري الحقيقي و ليس بالسنين، لانني اسير على منهجي و الاهم تعود تنفسي على عدم الاهتمام بكلام الناس، و احافظ على حياتي و صحتي و انا اكبر منك باكثر من سبع سنوات و لا يقارن وجهنا انني ابين اقل منك بكثير و هذا صحيح رغم السنين الا ان عمري البايولوجي اقل منك و حتما ان ابتعدنا عن الحوادث و لم نصب باذى طاري انا اعيش اكثر منك و اتمتع بحياتي احسن و افضل منك، قلت له صح، فقال يرحملك الله انت و اباك، فليتكلم من يتكلم و ينتقد من ينتقد بما هم يؤمنون و انا اعيش كما افهم و اعتقد بانه الصحيح و اعيش بمعدل اكثر من جميع من يلتزم بالتقاليد الاجتماعية الشرقية و انا المستفاد اخيرا، هذه هي الحياة، فقلت له احسنت و انت المستفاد حتما و سنصل نحن ايضا او اجيالنا القادمة الى التقيد بتحسن الحياة و ليس بما يؤثر سلبا من العادات و تقاليد التي لا تفيد بشيء . تربينا على العاطفة منذ الصغر و لا نقدر عن العلاقات و الافعال و التقاليد و العاات التي زرعت في كياننا و نلتزم به عفويا، الا اذا فعلنا كما يفعل الاخ سوركيو العليم .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على الكورد ان يفقهوا لعبة محاربة داعش
-
نتحاور كي نتشاجر
-
لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر
-
لدينا عقدة التقليد في غير محله
-
من آمن بالاستقلال و عمل بالفدرالية
-
أغدر التاريخ ام جهل القيادة ؟
-
لماذا اوصلوا كوردستان لما نحن فيه
-
قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا
-
ماوراء تخبطات تركيا السياسية
-
مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
-
يا له من تضليل سياسي
-
49 دبابة مقابل 49 رهينة
-
انعدام دور المثقف التنويري في العراق
-
هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
-
تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
-
بانت خيوط اللعبة في المنطقة
-
هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
-
حلم المواطنة في الشرق الاوسط
-
خانقين دون غيرها
-
الخمول يعقد الامور اكثر
المزيد.....
-
صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران
...
-
إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
-
كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت
...
-
دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
-
أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في
...
-
لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير
...
-
-الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ
...
-
سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
-
خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج
...
-
زلزال يضرب غرب تركيا
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|