أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا














المزيد.....

قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد فرض داعش تغييرات عديدة على المنطقة و منها جذرية، و تعتبر بداية لمرحلة مختلفة تماما لما كانت عليه منطقة الشرق الاوسط، و من كان وراءه فانه فرض خارطة سياسية جديدة كانت امريكا تخطط لها و لم تنجح فيها رغم المحاولات السابقة و ما اعترضتها من العقبات و العراقيل التي ادت الى تراجعها ولو مؤقتا .
اذا عرفنا الكثير عن داعش و كيفية انبثاقه نفهم ما ياتي مستقبلا . كثر الحديث عن منشا داعش، الا اننا نعلم انه جاء في خضم المعارك الدائرة و التنظيمات المتشددة و التدخلات المفتوحة على كل جوانب الحياة في منطقتنا عابرة الحدود دون اذن من احد، فالمصالح السورية فرضت غض الطرف عن بروزه ان لم نصدق بانها نبتته و سقته، و الوضع المتردي في العراق اسهم في نموه و ساعد في تماديه، و اصبح في مصلحة تحقيق الخطط الكبرى ان لم يكن من صنع يد اللاعبين الكبار من اجل تلك الخطط بذاتهم . اي ان سلمنا جدلا بانه من صنع محلي اصبح داعش وسيلة لتحقيق استراتيجيات و نقطة فصل بين الجهات و حجة لحسم صراع المحاور الدائرة و الذي اشتد اخيرا في هذه المنطقة .
بعدما ولد تحالف الجدة باشراف و رئاسة امريكا و الهدف منه هو تحقيق اهداف ماوراء داعش و ما يهم امريكا اكثر من محاربتها له، فاعادت امريكا مكانتها العالمية و فرضت نفسها شرقا و غربا و تقدمت خطوات لقيادتها العالم بعدما اهتزت مكانتها منذ فشلها في العراق و الازمة الاقتصادية التي مرت بها و تردد و حذر اوباما من اتخاذ خطوات في هذا الشان منذ مجيئه و وعوده الانتخابية التي حجز نفسه بها .
اليوم نرى في الافق عملية متعددة الاهداف و على مسارات عدة و منها، الصراع الامريكي و من يلف لفها مع روسيا و الصين و من يؤيدهما، فان المخطط يهدف لضمان السيطرة النهائية للمحور الغربي على المنطقة بتنفيذ مابعد داعش، و يحاول المحور الاخر المقابل بما يتمكن من عرقلته ليبقى له الاهمية لدول المنطقة لحين بروزه و تقوية شوكه في الدخول الى الصراع بقوة اكبر و بمكانة افضل .
دول المنطقة انقسمت لحدما في ثقلها غير المتوازن بين المحايد لحد ما و بين المحسوب على المحور الامريكي بعدد اكبر و بعض منها مجبرة لانها ضمن المحور علنا و تدعم داعش سرا، و لم نلمس من في المحور الروسي الا نظام الاسد فقط .
عند قرائتنا لما تكون عليه المنطقة بعد ان تضع الحرب اوارها مهما اخذت من المدة الزمنية، نعتقد بان العملية ربما لم تنجح بنسبة مرضية لكثرة العراقيل السياسية امامها قبل العسكرية، و ان افترضنا نجحت و تمت التغييرات المطلوبة منها فاننا لم نجد راحة و استقرار لسنين عديدة اخرى و كما شاهدنا ما سارت عليه منطقة الشرق الاقصى او البلدان التي ابتليت بتنظيم القاعدة من قبل و بقاء ترسباتها لحد اليوم . تغيير النظام في سوريا ليس بصعب على هذه القوة العسكرية الجرارة و الاموال النفط الوفيرة، و لكن المشكلة في البديل و ما تكون عليه الحال و ما يبرز على الارض بعد العملية، فتجربة العراق تفرض امام اي المتابعين ان يشك في الخروج من العملية بنتيجة مطلقة و التوقع الصحيح لما يراد منها.
دور تركيا اليوم يشوش على المخطط و ربما تضر تركيا بنفسها قبل المنطقة و غيرها نتيجة عنجهيتها و ما تريد الحصول عليه في النهاية هو انهاء مشاكلها الداخلية و الخارجية جراء فرض شروطها على اتخاذ الدور المفروض عليها فيما يحصل الان في المنطقة و تخبطها الواضح في سياساتها و دبلوماسيتها بشكل كبير . و ما تفكر به تركيا ليس ضمن الاولويات التي يهتم به الحلف الذي انبثق اخيرا و عليه لم توقع تركيا على وثيقة جدة بعدما احست انها قد تخرج من المولد بلا حمص و اتخذت رهائنها حجة علنية لما اتخذته من موقف ازاء ما يحصل، و ربما تراجعت الان بعدما حست ان الوضع سوف يكون بحال لا تفيدها و انها ستدفع الثمن كبيرا هذه المرة .
العملية العسكرية بدات بهدوء دون ضجة و انها تسير وفق ما يفرز منها على الارض و لم يحصل الحلف المشكل من اجل انهاء داعش على اي نتيجة و انها تسير وفق ما يمكن السيطرة على الموقف في حال فرزت حالات غير مرغوبة بها اثناء العمليات، لذلك البطء و التاني و الهدوء يهدف الى الدقة في الحصول على النتائج المرادة و الاهداف المنوية تحقيقها اكثر من انهاء داعش بذاته .
ما نفهمه من امريكا هو بقاء المنطقة على خرائطها في المستقبل القريب مهما تسربت من اخبار عن الشرق الاوسط الجديد وان لها اهداف انية او لمستقبل بعيد بحيث تفضل اخضاع الحكومات الجديدة في البلدان التي تتغير لهيمنتها كي تفرض ما تهمها على المحور المقابل و تسحب البساط من تحت ارجل الاخر التي امتدت كثيرا كما تظن و تعلن بها جهارا، و هي تتدخل بشكل مباشر في بناء سدود امام طموحات الاخر و ما تفعله من وضع عصا في دواليبه لتبقيه متراوحا او عالقا في مشاكله عند عتبة بابه، كما يحصل لروسيا اليوم و ما تحاول امريكا من عرقلة سياسات الصين في المناطق التي وصلت اليها بهدوء تام .
على ما نعتقد بان دول المنطقة تبقى كما هي في شكلها الخارجي و ان تغيرت داخليا بشكل او اخر بتغيير حكوماتها المركزية، و لكن العلاقات و التحالفات تبقى ضمن الدائرة التي تفضله امريكا لحد ما تتمكن منها و تمنع خرقها من قبل المحور الاخر ، و كل ما يدعنا ان نفكر في هذا هو ما يحصل بعد هذا الذي يمكن ان نسميه الهدف المرحلي ما بعد داعش، و بعده، يمكن ان نحسب لتغيير منتظر و مرسوم وفق استراتيجيات امريكا البعيدة المدى و تخطيطها لقيادة العالم في هذا القرن على الاقل، و عندئذ يمكن تصور الخارطة التي رسمتها للمنطقة منذ الان .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء تخبطات تركيا السياسية
- مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
- يا له من تضليل سياسي
- 49 دبابة مقابل 49 رهينة
- انعدام دور المثقف التنويري في العراق
- هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
- تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
- بانت خيوط اللعبة في المنطقة
- هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
- حلم المواطنة في الشرق الاوسط
- خانقين دون غيرها
- الخمول يعقد الامور اكثر
- هل المطالبة بانبثاق دولة كوردستان، شوفينية؟
- ما هي الحياة و كيف نفهمها
- تركيا تلعبها على المكشوف
- سلبية توفر الحرية لمن ينفي الحرية
- كيف تكون اليسارية في كوردستان
- اعتبروا من درس اسكتلندا و انكلترا يا ساسة العراق
- تاثير الجنس على عقلية القادة الاسلاميين
- لماذا يفرض المالكي وزيرا فاسدا على العبادي ؟


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا