|
أغدر التاريخ ام جهل القيادة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 20:34
المحور:
القضية الكردية
كلنا على علم كيف تاسست الدولة العراقية و فرضت على مكوناتها و اتي بالملك المطرود من سوريا و فرض على الشعب العراقي و الحقت كوردستان بها بقوة السلاح و الحرب و الدماء و مصلحة الاستعمار نتجية جهل القادة الكوردية في حينه لعدم تجاوبهم او الوثوق بهم في ضمان مصلحة المحتل و استنادهم على الشيمة و العزة و الاخلاق في سياساتهم على عكس غيرهم من قبلَ بالعمالة للاستعمار من اجل بناء دولته و اعتلائه منصة حكمه ملكيا و هو ليس ابن شعبه الاصيل بل مستورد من اجل ذلك فقط لاسباب استعمارية مكشوفة . و كما يُقال عندنا نحن الكورد، نخسر نضال مئة عام و ضحايا جسام على طاولات المفاوضات بدقيقة واحدة، اساسا كان بمقدورنا ان نكون كما غيرنا بما لدينا من المقومات الاساسية الذي لدى غيرنا في بناء الدولة ان لم يكن اكثر . فبالتزامات اخلاقية بعيدة عن السياسة و الاعتماد على القيم و خلطها بالسياسة التي لا تغني و لاتسمن في اوقات كثيرة اغلقنا الابواب على انفسنا مما سببنا نحن بانفسنا فيا صابتنا بالمآسي التي حلت بنا فيما بعد . انه جهل بالسياسة و الجهل بعينه و ليس سواه . اهل من المعقول ان تكون ملكيا اكثر من الملك، و تدعي افكار و عقائد غيرك و لم يتسم بها مدعيه و مؤسسه و منظٌره، اهل من الحنكة ان تناطح من ليس لك قدرة في مناطحته و انك قادر على كسبه بفعل و كلمة . ان التعامل مع الاحداث في مسيرة الكورد التاريخية يدلنا على مدى تاثير الواقع الثقافي الاجتماعي على مصير امتنا و ما آلت اليه اوضاعنا و كيف تخلفنا عن الدرب في تامين المستقبل لاجيالنا عقود و كم راحت نتيجة الاخطاء و الجهل من الضحايا من النفس وخسرنا من الثروات وت الممتلكات و كيف تقلص مساحة الاراضي و الجغرافيا الحقة لهذا الشعب المغدور . كانت غالبية الامة العربية تحت كنف الامبراطورية العثمانية، و عند مجيء الاستعمار البريطاني والفرنسي و غدر بمن لم يقف معه لاسباب ذاتية و موضوعية تخص المتعاملين و هم يعانون لحد اليوم من مواقف و افعال كان من السهل ان ان يتجنب الضرر بموقف او تعامل اي قائد محنك السلبيات بعقلية مقيٌمة لما كانت عليه المنطقة و ما فرضت و بقراءة الواقع حينئذ بعقلية براغماتية . اليوم و التاريخ يعيد نفسه بشكل و اخر، و الاخطاء تعاد ايضا باشكال متعددة نتيجة الظروف الذاتية و الموضوعية ايضا، ترى ما وصلنا اليه نخسره في لحظة زمن و نعود الى المربع الاول و ننتظر مئة عام اخرى و نقدم من الضحايا اضعاف كي نصل الى المبتغى ؟ ام تعلمنا الدرس و لا يمكن ان نخرج من المولد بلا حمص . لو قيَمنا الوضع الداخلي لكوردستان و المعادلات الجارية بعيون و عقلية عصرية متفتحة لما يجري الان فيالمنطقة و العالم و بقراءة دقيقة، يمكننا ان نكون كما نحن و بقوة ثقلنا الموجودين على الارض و رقما صعبا لا يمكن تجاوزنا في اية خطوة يخطوها الاستعمار الجديد و بشكله المغاير و بتعامله الجديد مع المنطقة . فهل نتعامل مع الوضع الجديد كما فعل صلاح الدين الايوبي و الشيخ محمود الحفيد، ام نعتبر من دروسهم و واقعهم حينئد لصد اي عمل داخلي او خارجي يقع ضد مسيرة نضالنا الدامي الفريد من نوعه في العالم، ام الدرس القاسي علٌمنا ان نتعمق و لم نعد ذلك المتعنت و لنا باع في السياسة و القدرة القيادية العصرية، ام نفعل الاسوا، و من اعاد الخطا مرتين يجب ان لا يلوم الا نفسه و لا يستحق الا مزبلة التاريخ . الوقت حساس و حاسم، لابد من التعمق في اتخاذ القرارات المصيرية في هذه الاونة التي توجهت عيون العالم نحو هذه المنطقة و لكل نظرته و نيته و مصالحه، و تعقدت الامور اكثر من زمن الاجداد و تحتاج المرحلة لعقول علمية محللة و باحثة عن الاصح، و لا يمكن التعامل بسطحية مع ما يجري كما فعلنا من قبل و نفعل لحد الان، و نلوم بعضنا و نندب حظنا بدلا من الاعتبار من اخطائنا . اليوم المنطقة في اعادة ترتيب و تنظيم بايدي صناع جدد و قدم ايضا، و لكل من يتدخل اهدافه الخاصة، فيجب ان يتعامل الكورد وفق ما يفرضه الوضع و ما ينويه الاخر، و لا اخلاق في سياسة بعض من يتدخل و حتى يراس ما يجري و يفعل ما يشاء دون اعتبار لاي قيم او عرف، فلابد ان نسايس هؤلاء بادواتهم و وفق ما يضمن عدم خسارتنا و بعقلية و توجه حتى بما لا يتفق مع مبادئنا و قيمنا الشرقية من اجل اجيالنا المستقبلية و لاحقاق الحقوق الضائعة منذ قرن .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا اوصلوا كوردستان لما نحن فيه
-
قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا
-
ماوراء تخبطات تركيا السياسية
-
مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
-
يا له من تضليل سياسي
-
49 دبابة مقابل 49 رهينة
-
انعدام دور المثقف التنويري في العراق
-
هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
-
تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
-
بانت خيوط اللعبة في المنطقة
-
هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
-
حلم المواطنة في الشرق الاوسط
-
خانقين دون غيرها
-
الخمول يعقد الامور اكثر
-
هل المطالبة بانبثاق دولة كوردستان، شوفينية؟
-
ما هي الحياة و كيف نفهمها
-
تركيا تلعبها على المكشوف
-
سلبية توفر الحرية لمن ينفي الحرية
-
كيف تكون اليسارية في كوردستان
-
اعتبروا من درس اسكتلندا و انكلترا يا ساسة العراق
المزيد.....
-
ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
-
المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل
...
-
مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها
...
-
أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
-
الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ
...
-
مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف
...
-
مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
-
اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو
...
-
مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي
...
-
مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|