أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - حجّ المسؤول














المزيد.....

حجّ المسؤول


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حجّ المسؤول
حسين رشيد
في العام الماضي أصدرت الحكومة السابقة أمراً بعدم سفر النواب والوزراء للحج، لكنهم خالفوا ذلك وذهبوا حجوا وعادوا مارسوا ما كانوا يمارسونه قبل الحج. المفارقة ان العراق ضمن الدول المتقدمة او الأولى بالفساد الاداري والمالي، وان اغلب قادته ووزرائه ونوابه ومسؤولي الدرجات الخاصة والمدراء قد ذهبوا إلى الحج مرة او اكثر، لكن العراق ظل ضمن المراتب المتقدمة بالفساد بأنواعه طبعا. وسط كل هذا الذي نعيشه من خراب ودمار وظلم وقتل يومي، ما فائدة ذهاب المسؤول للحج، وهو الذي عاد قبل فترة من اجازة صيفية في منتجعات اوربا السياحية؟
الحج ياسيادة المسؤول هو اتمام العمل الموكل اليك، وخدمة البلد وتقديم الأفضل له. الحج هو انصاف المواطن الذي يتعامل مع دائرتك وحث موظفيك على التعامل الحسن معه وإتمام ما جاء من اجله باسرع وقت واقل جهد. الحج هو تعاملك الحسن واللائق مع موظفي دائرتك، وفق الاستحقاق القانوني والاخلاقي والانساني. الحج ياسيادة المسؤول هو حفظ اموال الدولة التي هي بالتالي اموال الشعب لا هدرها او سرقتها او التستر على من سرقها. الحج ياسيادة المسؤول هو ان تكون نظيف اليد والقلب واللسان.
ما ان تخلصنا من مصطلحات رفيق واستاذ حتى ظهرت لنا مصطلحات شيخنا وسيدنا، وأخذت تعزو كل مفاصل الدولة العراقية، ولأنهما اي الشيخ والسيد لا يكتملان إلا بالحجي لذا حج معظمهم لا من اجل اتمام فريضة او عمل بمعروف بل دخل الحج ضمن مستلزمات العمل وكيفية الحصول على منصب مهم في وزارة او دائرة او هيئة. ولأنهم حجاج الدولة العراقية الجديدة، يطمعون بكل شيء، ارادوا الحصول على الالقاب الأخرى ومنها العلمية، وخاصة لقب "د". احدهم قال اسمي جميل جدا فلان الفلان الفلاني لكن سيكون اجمل لو سبقه "د" وفي ظرف اعوام حصل على "الدال" وهو لم يكمل الاعدادية. ومثل هذا المسؤول كثر في الدولة العراقية الجديدة، منهم من جاء بدال خارجي من دول اوربية وهو الذي خرج ولم يكمل الكلية؟! لكنه عاد بزهو الدال، واكمل الالقاب الاخرى وخاصة الحجي. ومنهم يرغب بمناداته شيخنا اذ كان شيخ عشيرة، وسيدنا اذ كانت سيد ومن نسب الرسول، وبالمناسبة بعد عام او اكثر ربما يصل عدد السادة في العراق الى نصف السكان. ومنهم من يود مناداته حجينا.
ربما يتبادر الى ذهن البعض رفض فكرة الحج باعتبارها طقسا دينيا، او أشياء أخرى. الأمر ليس كذلك من حق اي إنسان تأدية الطقوس التي يؤمن بها، وهذا ما كفله الدستور رغم ان البعض الذي يؤدي طقوسه بحرية يضيق على الآخر لكن هذا ليس موضوعنا الآن. ما اقصد هنا ان الذهاب الى الحج يتطلب عدة أشياء واهمها نظافة اليد والقلب واللسان، وبراءة الذمة من كل المتعلقات الإدارية والاجتماعية والعائلية. واعتقد أن اغلب مسؤولي الدولة ممن ذهب الى الحج ونال لقب الحاج، ومن ذهب هذا العام لينال لقب الحاج عليهم إشكالات إدارية وحتى شرعية كثيرة.
وهكذا تستمر مهزلة المناصب والاستحقاقات الوظيفية والألقاب في العراق من رفيق واستاذ الى شيخ وسيد وحجي، بانتظار ما ستؤول اليه المرحلة المقبلة من مصطلحات جديدة ربما تعيدنا الى زمن الباشا والاغا والأفندي والبيك.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتان قصيرتان
- احكام الوحشة
- الهيئات المستقلة
- قصص قصيرة جدا .... ثلاثية الرب
- ياسين النصير: القراءة ليست كافية لتأسيس نظرية نقدية جديدة
- حلم الدولة الكردية المنتظرة
- برهان شاوي: التمرد على الأيديولوجية ظاهرة صحية جدا، أنها عاف ...
- الشاعر علي ناصر كنانة: في العراق تطلع الثقافة من تراب الأرض
- الروائي شاكر الانباري: الجزر المنعزلة لا تنتج ثقافة مؤثرة
- -داعش- ولعبة الموصل والأموال المنهوبة
- د. ميثم الجنابي: الثقافة الحقيقة هي ثقافة منظومة
- اوقات
- بالتزكية
- سعدي المالح ... لما العجلة
- رايندال
- وطنيوسو
- شيمكور
- صوتك مقعد
- فلمسيوس
- النصف الأول من العام الحالي


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - حجّ المسؤول