أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في المنطقة















المزيد.....

الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في المنطقة


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الورقة اليمنية وورقة "داعش"، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في المنطقة

في آذار من هذا العام، فجرت الأزمة الأوكرانية كورقة ضاغطة على "روسيا الاتحادية"، في محاولة من "أميركا" والدول الأوروبية، لتشتيت الاهتمام الروسي الكبير بالأزمة السورية التي ظهرت للوجود منذ شهر آذار أيضا، ولكن عام 2011. فالاهتمام الروسي بالقضية السورية، ومساعي الثعلب "بوتين" الواضحة لحماية "سوريا" من الوقوع في براثن الذئب الأميركي حماية لسوريا، ولمصالحه فيها، خصوصا وأنه يرتبط منذ سنوات بعلاقات وثيقة معها، كان الهدف من التحرك الغربي المفاجىء في "أوكرانيا".
ففي محاولة لايجاد مصدر للقلق الروسي يلهيه عن الاهتمام المركز بالقضية السورية، فجرت له الأزمة الأوكرانية، فأبعد رئيسها الصديق لروسيا عن كرسي الرئاسة، وقلبت كل الموازين في "أوكرانيا". ولكن السحر انقلب على الساحر، فلجأت "روسيا" الى الهجوم عوضا عن الاكتفاء بالدفاع، فاستعادت "جزيرة القرم"، وأشعلت "شرق أوكرانيا" الذي كان معظم سكانه من الروس، أو من الناطقين بالروسية، مما اضطر الحكومة الأوكرانية الى الموافقة على منح شرق أوكرانيا حكما ذاتيا، قد يكون خطوة تمهيدية نحو انسلاخه نهائيا عن "أوكرانيا".
وفي الوقت الذي تبدل فيه الموقف في "اوكرانيا" لصالح "الاتحاد الروسي"، كان الموقف في "سوريا" والمنطقة العربية، يتبدل تدريجيا أيضا نحو رجحان الكفة السورية، واندحار أو تراجع كفة حلفاء أميركا في المنطقة، الذين قاتل رجالهم الجيش السوري لأكثر من ثلاث سنوات دون جدوى.
ثم وقع تطوران هامان في المنطقة، أولهما اشتداد قوة "داعش"، وتهديدها لدول المنطقة ابتداء ب"العراق وسوريا"، مع تبلور همجية واضحة في سلوكها، اضطر حتى من كانوا حلفاء لها ك"قطر" و"الولايات المتحدة"، واللذين قدما الدعم لها لمقاتلة الجيش السوري، الى استنكار سلوكها والدخول (أميركا على الأقل) في مواجهة معها. وثانيهما، وهو التطور الأهم، كان في "اليمن" السعيد، والتحول السريع الذي جرى فيه في الأيام الأخيرة.
فبعد أن تدخلت "السعودية" لوضع حد للاضطراب في "اليمن" عن طريق ابعاد "علي عبد الله صالح" عن كرسي الرئاسة، ووضع "منصور هادي" (نائبه) في موقعه، بغية انهاء حالة الاضطراب في البلد المجاور للسعودية خشية انتقاله الى أراضيها، فوجئت بعجز الرئيس "هادي" عن السيطرة على الأوضاع، وبظهور "الحوثيين" المتحالفين مع "ايران" (المتحالفة مع سوريا)، كقوة رئيسية استطاعت خلال أيام قليلة، من السيطرة على العاصمة "صنعاء" ومواقع أخرى في "اليمن"، فظهرت بكونها القوة الأكثر قدرة على التأثير في زمام الأمور. وهذا التطور المفاجىء، لم يخلط الأوراق بالنسبة لليمن فحسب، بل بالنسبة للسعودية أيضا، وبالنسبة لدول الخليج كافة، مما سيؤثر في المدى البعيد أو القريب، على مجريات الأمور في "سوريا".
فدول الخليج ابتداء بمحور "السعودية وقطر"، والذي تطور فيما بعد الى محور "السعودية والامارات"، وقاد الحرب ضد الحكومة السورية على مدى ثلاث سنوات ونصف في مسعى لقلبها، وذلك عن طريق ارسال الرجال والمتطوعين اضافة الى التمويل والتسليح، قد يجد نفسه الآن منشغلا، ولو بعض الشيء، عن متابعة القضية السورية التي شكلت طوال الأعوام الماضية مركز اهتمامه، بالهم اليمني الذي قد يشكل تدريجيا خطرا عليه في عقر داره. فالخليج الآن قد بات بين فكي كماشة أحداهما شرقا هي "ايران"، وثانيهما غربا وجنوبا، هي "اليمن" المتحول تدريجيا نحو التحالف مع "ايران"، مما يجعل الاهتمام بحماية الخليج وحكوماته، أكثر أهمية وضرورة من اسقاط الحكومة السورية البعيدة عنهم ولا تشكل تهديدا مباشرا لهم, رغم اعتراضهم على سياستها الممانعة للحل العشوائي للقضية الفلسطينية، والذي يبدو أن دول الخليج اجمالا، قد باتت متعطشة لايجاد حلول ل تلك القضية بأي ثمن، خوفا منهم من تأثير بقائها مشتعلة على مستقبل أنظمتهم القائمة.
ولكن الخطر الداهم القادم من "اليمن" بشكل مباشر، ومن ايران بشكل غير مباشر، قد بدل الأمور بشكل واضح، وسوف يضطرهم، عاجلا أو آجلا، للتخفيف من اندفاعهم وانغماسهم في الوضع السوري، الذي بات يتأكد لهم تدريجيا أنه مستنقع سيطول اشتعاله، ولا تبدو في الأفق نهاية قريبة له، خصوصا مع بقاء الدعم الروسي والايراني، اضافة الى دعم حزب الله اللبناني، قائما للصديقة "سوريا".
فصور الرئيس "بشار الأسد" الذي أرادوا اسقاطه، قد رفعت الآن في "اليمن" على مقربة من الحدود السعودية. وفي هذا ما فيه من تهديد لهم، يقترن بتهديد قوة "داعش" المتنامية، والتي باتت تهددهم، وهي القوة التي كانت من افرازات الحرب التي أشعلوها هم في سوريا، واكتسبت قوة كبيرة (كما سبق وذكرنا) نتيجة تقديمهم الدعم لها، وخصوصا الدعم القطري، بغية مساعدتهم في مقاتلة الجيش السوري كخطوة نحو اسقاط الرئيس "بشار" الذي لم يسقط، ولا توجد مؤشرات على احتمال سقوطه.
هناك مثل يقول "على الباغي تدور الدوائر"، ويبدو أن هذا ما يحدث الآن سواء على الصعيد الأميركي، أو الأوروبي، أو الخليجي، بل والتركي أيضا.
فعلى صعيد الأزمة في "أوكرانيا"، يبدو بأن الأمور بدأت تتجه في اتجاه معاكس, ولو عادت "اوكرانيا" بتشجيع من "أميركا" والدول الأوروبية الى التشدد مجددا، فان الرد الروسي القادم سوف يكون مع بداية فصل الشتاء المثلج والبارد، وذلك بحجب الغاز الروسي المتوقع عن "أوروبا" وخصوصا عن "المانيا".
وعلى صعيد الأزمة في سوريا، فان بعض الدلائل أخذت تشير بأن المصاعب التي أثيرت لسوريا، والتي نفذها بعض الدول الخليجية لحساب "الولايات المتحدة"، بدأت تنتقل الى دول في الجوار الخليجي، مما يعني أن أنظمتها قد تضطر قريبا الى الانتقال من مرحلة الهجوم على "سوريا"، الى مرحلة الدفاع عن نفسها والمحافظة على أنظمتها.
أما "الولايات المتحدة" والدول الأوروبية، فقد وجدت نفسها الآن مضطرة للتدخل في تلك الحرب السورية ولو بشكل غير مباشر، عن طريق قصف مواقع "داعش" جوا سواء في"سوريا" أو في "العراق"، مما يعني قصف الربيبة التي كانت من افرازات ونتاج تلك الحرب التي خططوا هم لها بغباء، وبدون الامعان في تقييم عواقب الأمور. فاستقدام المقاتلين الأجانب لمقاتلة النظام السوري، دعما ل"لجيش السوري الحر" والمجموعات المنتمية "للجبهة الاسلامية"، اضافة الى مشاركة البعض من مواطني الدول الغربية في ذاك القتال، أدى الى استقواء المجموعات المنتمية الى "داعش"، وبالتالي الى جنوحها للاستقلال عن "القاعدة" و"النصرة" و"الجبهة الاسلامية"، وشجعها على سلوك نهج همجي لم يعد مقبولا حتى من أولئك الذين مولوها وسلحوها في بداية الأمر، على أمل أن تكون عونا لهم في اسقاط النظام السوري، واذا بها تصبح عبئا عليهم وعلى كل المفاهيم الحضارية التي كان الغرب ينادي بها، مما اضطرهم في نهاية الأمر للدخول، ولو جوا فحسب حتى الآن، في مجابهة معهم على الأراضي العراقية والسورية. وقد تسوء الأمور أكثر وأكثر، اذا بدأ المقاتلون القادمون من "أوروبا" و"استراليا" و"أميركا"، بالعمل ضد مصالح بلادهم، في داخل بلادهم ذاتها، بعد عودتهم اليها، وهو الخطر الذي يبدو أنه قادم لا محالة بعد زمن قريب او غير بعيد.
أما "تركيا" التي فتحت حدودها مسهلة دخول المقاتلين والسلاح والتمويل عبر أراضيها، على أمل تحقيق رؤية "أردوغان" غير الواقعية، باضعاف "سوريا" و"العراق"، تمهيدا لانعاش احتمالات عودة الامبرالطورية العثمانية، فقد بدأت (أي تركيا) تشعر بالخطأ الذي ارتكبته، خصوصا بعد سيطرة "داعش" على المناطق الكردية الواقعة على حدودها، ومحاصرتها لمدينة "كوباني" (عين العرب) ذات الأكثرية الكردية، مما استفز مشاعر أكراد "تركيا" ليهبوا دفاعا عن اخوتهم وعن تلك المدينة، مصرين على عبور الحدود التركية رغم الممانعة التركية الرسمية لذلك، بغية مشاركة أكراد سوريا في الدفاع عن مدينة "كوباني" وباقي المناطق السورية ذات الأكثرية الكردية من السكان. فهؤلاء، عاجلا أو آجلا، من المتوقع أن يعودوا الى بلادهم، كما سيعود مواطنو "اوروبا واميركا واستراليا" الى بلادهم، ويثيرون عندئذ المتاعب للحكومة التركية التي اعتقدت أنها قد حجمت التحرك الكردي في بلادها، باعتقالها زعيمهم "عبد الله اوجلان".
اذن صدق المثل القائل بأنه "على الباغي تدور الدوائر"، خصوصا ذاك الباغي الذي لا يرى أبعد من أنفه، ويكتفي برؤية ا لأثر المباشر لتحركه الاستراتيجي، ولا يفكر أبدا بالنظر بعيدا وفي عمق التطورات الأخرى المحتملة، أي أنه لا يقرأ "الاستراتيجية في نهاية مطافها"، بل في بداياتها فحسب، وكفاه الله شرا مما يلي بداياتها. و"استراتيجية نهاية المطاف" هو عنوان كتاب تضمن دراسة لي تقع في 700 صفحة، واستغرقتني كتابته ست سنوات، وأشرت الى بعض مضمونه في أكثر من مقال، حاثا المخططين الا ستراتيجيين على عدم الاكتفاء برؤية ا لأثر المباشر فحسب لاستراتيجتهم، وتوقع أثارا أخرى تليه. لكن أحدا لم يلق بالا أو يعطي اهتماما لما أقوله أو أكتبه.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نقطع رأس داعش أم نقطع رأس المؤامر ة؟
- هل نحارب الفكر السلفي التكفيري بمحاربة العروبة باعتبار بلاد ...
- الأردن وسياسته الضريبية كحل غير مجد لمشاكله الاقتصادية
- من يقطع رأس داعش.. قاطعة الرؤوس؟ ولماذا تتلكأ الولايات المتح ...
- السمات الغريبة التي تميزت بها الحروب في العقد الحالي من القر ...
- الزلزال في غزة، والضحايا من الأطفال الأبرياء، في قصائد الشعر ...
- قراءة في نتائج العدوان على غزة وشعبها الصامد
- من امن المسئول عن الدم الفلسطيني المراق في غزة؟ هل هي اسرائي ...
- هل تصبح غزة غزتين، وهل نكرر أخطاء 1948 و 1967و 2005
- الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قب ...
- صوت المعارك في العالم العربي، كما تسجلها قصائد لشعراء محدثين ...
- التطورات غير المفاجئة على ساحة القتال في الشمال العراقي
- ماذا يجري في غزة؟ وما هي ألأسئلة الثلاثة المحيرة حول التطورا ...
- تاريخ الحركات الارهابية من الانتحاريين في حركة الحشاشين، مرو ...
- حسابات عراقية وكردية خاطئة بالنسبة لداعش، ومتغيرات مذهلة ومت ...
- من هو الرابح الأكبر، والخاسر الأكبر، والمحرج الأكبر نتيجة ال ...
- معمع تواصل القتال في شمال العراق،ما هي أسباب التردد الأميركي ...
- مع تواصل القتال في شمال العراق،ما هي أسباب التردد الأميركي ف ...
- ماذا يحدث في العراق؟ أين حرب -اوباما- على الارهاب؟ وأين الجي ...
- هل اعلان -أوباما- الحرب على الارهاب كاف، أم يتوجب صدور اعلان ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في المنطقة