أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قبل المقاومة المساومة















المزيد.....

الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قبل المقاومة المساومة


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قبل المقاومة المساومة
بات من المؤكد أن الاسرائيليين لا يتوخون الصدق او الدقة فيما يكشفون عنه من خسائر لحقت بصفوفهم او برجالهم، سواء العسكريين منهم أو المدنيين. فالناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، ظل يتشدق بفعالية "القبة الحديدية"، مؤكدا أنها قد استطاعت اسقاط سبعين بالمائة من الصواريخ التي اطلقت على اسرائيل. ولكن الخبراء العسكريين أكدوا أن فعالية القبة الحديدية لا تتجاوز الخمسة عشرة الى عشرين بالمائة، وبالتالي لا يمكن أن تصل فعاليتها الى حد اسقاط سبعين بالمائة من تلك الصواريخ كما ادعت اسرائيل.
وقد أكد ذلك اللواء المتقاعد "مأمون أبو نوار" في حوار أجري معه على قناة تلفزيون "بي بي سي - عربي". اذ نفى فعالية القبة الحديدية بالمدى والحجم الذي تعلن عنه اسرائيل، مرجحا أن قدرات القبة الحديدية أقل من ذلك بكثير، وقد لا يتجاوز نجاحها اسقاط خمسة عشرة الى عشرين بالمائة من الصواريخ التي تطلق عليها، علما أن اللواء المتقاعد "ابو نوار" هو خبير عسكري متخصص في هذا الشأن، كما أنه يدير مركزا متخصصا في الأبحاث الاستراتيجية والعسكرية.
ولأنني لا أريد الاعتماد على تقييم مصدر عربي فحسب، خوفا من القول أنه مصدر منحاز، فسوف أورد مصدرا آخر يعزز هذا القول، وهو مصد اسرائيلي هذه المرة. ففي لقاء اذاعي بث قبل يومين على محطة الراديو العبرية (راديو 103)، قال الدكتور "موتي شفر" الخبير في هندسة الطيران والفضاء، والحاصل على جائزة "أمن اسرائيل"، أن "القبة الحديدية أكبر خدعة عرفتها المنطقة". وأضاف الدكتور "شفر": "لا يوجد حاليا في العالم أجمع، ولو صاروخ واحد قادر ويعرف كيف يسقط صاروخا آخر او قذيفة صاروخية. والقبة الحديدية، لا تعدو أن تكون عرضا صوتيا وضوئيا لا تعترض ولا تسقط شيئا" , وأضاف الخبير المذكور: "أن الصواريخ التي يعلنون عنها كصواريخ اعتراضية تطلقها القبة الحديدية ولا تعود ثانية للأرض، هي مجرد صواريخ افتراضية، تولد وتموت على شاشة حاسوب القبة الحديدية فقط ، لهذا لم نر ولو صاروخ قبة حديدية واحد يعود الى الأرض". واعتبر الدكتور "شفر" القبة الحديدية جزءا من مؤامرة متعددة الأطراف يشارك فيها طرفان يخشيان حتى الموت خيار لسلام، وهما "نتنياهو" والصناعات الأمنية الاسرائيلية.
وما لم يقله الخبير المذكور، هو أن "الولايات المتحدة" تشاركهما في هذا الخوف. فهي من ابتدعت "غول" القبة الحديدية، وأخذت تنشره في المناطق المحيطة بروسيا الاتحادية ، ومنها دول أوروبا الشرقية التي كانت متحالفة مع الاتحاد السوفياتي السابق كبولندا وغيرها من تلك الدول، وتسعى الآن لالحاق "اوكرانيا" بما يسمى حماية منظومة القبة الحديدية، من خلال ضمها للاتحاد الأوروبي مستقبلا، ومن ثم لحلف الأطلسي، مما يثير مخاوف روسيا، الا اذا كانت رواية الخبير الاسرائيلي دقيقة وغير مبالغ فيها، وكانت روسيا تدرك مدى صحتها، وبالتالي تدرك أيضا عدم وجود خطر كبير من القبة الحقيقية . لكن الثعلب "بوتين"، يمثل أمام الولايات المتحدة دور الخائف والمرتعد من مخاطر القبة الحديدية.
وما يعزز احتمالات الكذب الاسرائيلي، والتستر على وقوع قتلى أو اصابات في صفوف الاسرائيليين، أن احدى مراسلات ال"ب بي سي - عربي" كانت في يوم الأربعاء 16 تموز، تقرأ أمام الكاميرا تقريرها من أحد المواقع الاسرائيلية حيث سقط صاروخ تسبب ببعض الدمار. قد رددت أكثر من مرة أن ما تورده عن عدم وقوع اصابات، هو استنادا للبيان الرسمي الصادر عن السلطات الحكومية. وكانت تعود لدى قراءتها الى ورقة في يدها، ربما لتتأكد بأنها لم تتجاوز ما أذنت السلطات الاسرائيلية بقوله حول موضوع الاصابات.
والواقع أنني لا أرجح صحة وجود رقابة شديدة على ما ينشره الصحفيون استنادا فحسب لمشاهدتي لمراسلة "بي بي سي" التي بدت مترددة فيما تقوله، بل أستند الى خبرتي الطويلة في تعاملي مع الصحفيين الأجانب بحكم منصبي كمدير اقليمي لوكالة أنباء تليفزيونية عالمية. فبحكم عملي ذاك، كنت غالبا ما أتبادل أطراف الحديث مع بعض المراسلين الأجانب المقيمين في اسرائيل، أو ممن زاروها خلال الأزمات. وقد أكد لي أكثر من واحد منهم، وجود الرقابة الشديدة، والالزام بوجوب التقيد بما تكشف عنه اسرائيل، او لا تكشف عنه من اصابات أو قتلى بين الاسرائيليين، مما يتناقض مع الصورة الديمقراطية وما تقتضيه من حرية القول والرأي التي كانت اسرائيل ترسمها لنفسها أمام العالم. وقال لي أكثر من واحد منهم، أنهم كانوا يكتشفون الحقيقة في اليوم التالي، برجوعهم الى صفحات الوفيات في الصحف الاسرائيلية، حيث يقرأون النعي لمن قتلوا في اليوم السابق او اليوم الذي قبله. فالسلطات الاسرائيلية كانت تستطيع منع الصحفيين من اذاعة الأنباء عن القتلى، لكن لم يكن بوسعها الحيلولة بين ذوي القتلي ونشر نعيهم لذويهم القتلى في الصحف الاسرائيلية.
وأكثر ما يثيرالضحك ويعزز الشك بأن اسرائيل تكذب في بياناتها المعلنة، هو كشفها بأن جنديا اسرائيليا واحدا قد قتل على معبر "ايريتز" نتيجة قذيفة "هاون". اذن اعترفوا أخيرا بوجود قتيل، لكنهم فضحوا من حيث لا يدرون كذبهم. فقذيفة "هاون" تقتل جنديا، وعشرات.. بل مئات الصواريخ، لم تقتل أو تصيب أحدا اوتسبب ضررا ما. ذلك لأن سبعين بالمائة منها، تسقطها القبة الحديدية ( كما تعلن اسرائيل رغم التشكيك العلمي بذلك)، وما ينجو منها ، يسقط في أراض فارغة بدون الحاق أضرار، مما كان غلوا واضحا في استصغار عقول السامعين. وقد قدم الرئيس "شمعون بيريز" بنفسه الدليل على كذب ذاك الادعاء، عندما أدلى بتعليق على الحرب بثته "بي بي سي" في 16 تموز بالصوت والصورة، يقول فيه بكل وضوح أن الحرب تحقق الدمارهناك عندهم وهنا عندنا, مما شكل اعترافا صريحا منه بوقوع دمار في اسرائيل، رغم مواظبة اعلامهم الرسمي على انكار وقوع أي منها.
ويبقى التساؤل قائما عمن كانت له مصلحة في اشتعال الجبهة الغزاوية: هل هي "حماس" أم هي اسرائيل؟
وقد يتبادر للذهن فورا، أن "حماس" التي وجدت بين يديها كما من الصواريخ لم تستخدمه بعد، كانت صاحبة المصلحة في اشعال الحرب، التي أملت أن تكون حربا قصيرة، وبالتالي مجرد معركة تحريكية تسعى لاكتساب التضامن العربي معها، وتؤدي لاخراجها من العزلة التي وضعت نفسها فيها، نتيجة تغليبها مصلحة حركة الاخوان المسلمين التي انبثقت عنها، على مصلحتها الخاصة باعتبارها منظمة فلسطينية ينبغي أن ترتبط بمصالح الشعب الفلسطيني أولا، لا بمصالح حركة الاخوان المسلمين رغم انبثاقها عنها، ولا بالتحالف القطري التركي الاخواني الذي زجت نفسها فيه.
و الواقع أن "حماس" وجدت نفسها في موقع لا تحسد عليه بعد أن ارتكبت سلسلة من الأخطاء ابتدأتها عام 2005 ، عندما تعهدت ل"ايريال شارون" ضمن وساطة قادها المرحوم "عمرسليمان"، بالتوقف عن الأعمال الاستشهادية التي بدأتها منذ انطلاقتها في عام 1987 وأثارت الرعب في القلوب الاسرائيلية، مقابل انسحاب اسرائيل من غزة وتركها تحت سيطرة حماس، مما أدى لتفسخ الوحدة الفلسطينية وهو ما اعتبر خطأها الثاني.
وتبع ذلك سلسلة من الأخطاء الأخرى التي كان من أبرزها (وهو الخطأ الثالث) استغلال الثقة التي منحتها اياها الحكومة السورية، بتركها حرية الحركة لها باعتبارها حركة تحرير تسعى لانقاذ فلسطين من براثن الاحتلال الاسرائيلي، واذا بها تسعى لتدريب وتسليح عدد من المقاتلين، انطلقوا منذ شهر آذار 2011 لتحرير سوريا من حكومتها المنتخبة، من خلال تمرد أدى لنشوب الحرب الأهلية في سوريا والتي ما زالت مستمرة.
ثم جاء الخطأ الرابع عندما دخلت "حماس" طرفا في ادارة الشأن السياسي في مصر، بمشاركة بعض مقاتليها لمسلحين من الاخوان المسلمين، في عملية مهاجمة سجن "وادي النطرون" لتحرير الدكتور "محمد مرسي" من ذاك السجن، تمهيدا لخوضه معركة الالنتخابات الر ئاسية وفوزه فيها. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، اذ قدموا الحماية الشخصية للرئيس مرسي بتوفير حراس شخصيين من حماس لذاك الرئيس، اضافة الى مشاركتهم الفعالة والمتواصلة قي اجتماعات متكررة تعقد في مكتب الاخوان المسلمين في "المقطم"، وهي اجتماعات تشاورية مع "محمد بديع" ونائبه "خيرت الشاطر". وربما ساهم بعضهم أيضا في الاعتصام في ميدان "رابعة العدوية"، وهو الاعتصام الرافض لعزل الرئيس مرسي بناء على قرار من الجماهير المصرية.
وكان هناك الخطأ الخامس، عندما ماطلت "حماس" كثيرا في حوار المصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وما تبعه من خطأ سادس عندما وقع في القاهرة عام 2012 اتفاق للمصالحة الفلسطينية، لكنها ظلت تماطل في تنفيذه، الى أن عزل الدكتور مرسي عن كرسي الرئاسة، فقامت "حماس" بابداء التأييد لحركة المحافظة على الشرعية المصرية الرافضة للثورة المصرية الجديدة ولعزل "مرسي"، مما أدى لاغلاق الحكومة المصرية لمعبر "رفح" في وجه حماس، وهو ما زاد في عنفوان الحصار على "غزة"، وبالتالي أضاف الى عزلتها، خصوصا بعد القطيعة بينها و بين "ايران" بسبب تأييدها للمتمردين في سوريا، ثم وقوف السعودية والامارات في وجه حركة الاخوان المسلمين التي باتت مرفوضة الا من قطر وتركيا، وربما من السودان أيضا .
وهنا كان لا بد من تراخي معارضتها للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وموافقتها على المشاركة في حكومة الانقاذ الفلسطينية، مقابل وعود من السلطة الفلسطينية بتشجيع مصر على فتح معبر "رفح" لتخفيف الخناق عن غزة. ولكن عندما وقع تراخ في فتح المعبر، لجأت حماس كما قدر البعض، الى حربها التحريكية بغية ايجاد نوع من الضغط السياسي على مصر لفتح المعبر الذي كان يطالب به بحرارة الأستاذ "عبد الباري عطوان"( المتعاطف كما يبدو مع "الاخوان وحماس") في كل حوار أجري معه على القنوات التلفيزيونية المتعددة. وأكد هذا الاحتمال أيضا تقرير السيد "ناصر اللحام" مراسل قناة "الميادين" في مصر، عندما قال اليوم، بأن المحادثات حول المبادرة المصرية والجارية حاليا في القاهرة باشراف مصري، وحضور "عزام الأحمد" مندوبا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، وبمشاركة مندوبين يمثلان حماس والجهاد الاسلامي، لا تركز على قضية وقف اطلاق النار، قدر ما تركز على قضية فتح معبر رفح.
ويقول الألستاذ "محمد الروسان"- عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية في الاردن، في حوار أجري معه على قناة" الميادين" بث في 17 تموز، أن المشروع المصري لانهاء القتال في غزة، أعدته المخابرات المصرية، وقد صيغ بطريقة تسعى لرفض حماس له، وهو ما حصل فعلا، مما يعني أن مصر غير مستعدة لمصالحة مع حماس، ما لم تحصل على ضمانات منها، بالتوقف عن تقديم الدعم للمسلحين في سيناء، ولأنصار الشرعية في مصر.
ولست في معرض الدفاع عن اسرائيل. فالعدوان على غزة، هو عدوان على سوريا كما قالت اليوم السيدة "بثينة شعبان" مستشارة الرئيس السوري. وأنا أضيف بأنه عدوان على كل العرب. ولكن المرجح أن اسرائيل لم تسع للحرب،غير أنها عندما بدأت المعركة على أرض الواقع، وجدت فيها مناسبة لحسم بعض الأمور، خصوصا بعد أن فوجئت بكم الصواريخ المتواجدة لدى حماس، كما دهشت لنوعيتها مع وجود صواريخ بعيدة المدى في يد حماس للمرة الأولى في تاريخ النزاع الذي كان تكرارا لمعارك مشابهة وقعت في عامي 2008 وفي 2012. وهكذا بات همها الأكبر الآن ، ليس القضاء على حماس، لاحتمال حلول منظمات محلها أكثر تشددا، كما قالت ناطقة باسم حزب "البيت اليهودي" التي تخوفت من حلول "داعش" محلها. لكن همها الأكبر بات الحيلولة دون تدفق مزيد من الصواريخ على حماس.
والواقع أن الكم الكبير من الصواريخ التي ظهرت داخل "غزة" المحاصرة من كل الجهات، قد أثار دهشة كبرى لدى العديدين، وليس لدى اسرائيل فحسب. فأنا قد تساءلت عن ذلك أيضا، مرجحا احتمال كونها قد وصلت باتفاق بين الرئيس مرسي وأميركا، مع التنبيه بأن ذلك لا يستند الى معلومات، بل الى اجتهاد وتحليل شخصي. وقد ندمت على ذلك القول فيما بعد، لكونه كان متسرعا، ولم يأخذ بعين الاعتبار كل ا لاحتمالات الممكنة، وهو الأسلوب الذي أنادي به دائما تطبيقا لفلسفتي الشخصية المسماة "استراتيجية نهاية المطاف"، التي تفترض بالمحللأو الدارس، وجوب أن يأخذ با لاعتبار كل الاحتمالات، حتى الصغيرة منها.
فقد كان هناك احتمال لم آخذه بعين الاعتبار آنئذ، وهو أن تلك الصواريخ بأعدادها الكثيفة، ربما أرسلت الى غزة بأوامر من "محمد مرسي"، وبدون علم الولايات المتحدة، وذلك في فترة وجود "مرسي" على كرسي الرئاسة، مما أدى الى مرور بعضها عن طريق المعبر الرسمي وهو معبر رفح، ومرور البعض الآخر عن طريق الانفاق بدون اعتراض أي من الجهات الرسمية المصرية. وكان الغرض منها، تسليح حماس تسليحا جيدا باعتبارها القوة العسكرية التي يثق فيها "مرسي"، أكثر من ثقته بقواته المسلحة التي كان يتخوف من انقلابها عليه. فكان بحاجة كخطوة احترازية، الى قوة موازية تقف الى جانبه، وتعزز قوة المقاتلين في سيناء المتحالفين معه، للتصدي للثورة المحتملة ضده، أو الانقلاب كما شاءوا أن يسمونه. ويعزز هذا الاحتمال، أنه لم يرافقها صواريخ ضد الطائرات، أو مقاومات أرضية تستخدم في حالة الغارات الجوية، لو كان مقدر لها أن تستخدم ضد اسرائيل التي سترد بغارات جوية مكثفة. وهذا يرجح أن احتمال استخدامها ضد اسرائيل، لم يكن واردا.
ويظل التساؤل قائما ان كان من المعقول أن تمر شحنات كبيرة كهذه، سواء عبر المعبر أو عبر الانفاق، دون أن تلاحظها أقمار التجسس الصناعية الأميركية، أو طائراتها من نوع " اواكس" المستخدمة للمراقبة. فالمرجح أنها قد اكتشفتها، لكنها لم تحذر اسرائيل منها، لتقديرها بأنها لم ترسل لتستخدم ضد اسرائيل، بل ضد أعداء "مرسي" الذي كان قد دخل في تحالف غير معلن مع الولايات المتحدة.
وهذا التطور..أي العبور الكمي لصواريخ نو عية الى غزة ، هو الذي أثار مخاوف اسرائيل أكثر مما أثارته الصواريخ ذاتها، مما دفع "ناتنياهو" للتفكير بعدم الاكتفاء بالغارات الجوية، بل توسيعها الى خوض معركة برية، ليس الهدف منها احتلال كامل قطاع غزة، بل الجانب الشمالي منها المتصل بمعبر رفح وبصحراء سيناء، والبقاء فيها بعد الاحتلال، بهدف الحيلولة دون تدفق مزيد من الصواريخ، سواء عبر الممر الرسمي المصري "رفح"، أو عبر الأنفاق التي يصبح باستطاعته احكام سيطرته عليها. وعزز ذلك الاحتمال، توجيه اسرائيل نداءات لسكان تلك المنطقة باخلائها.
ومن هنا يتبلور تدريجيا أن معبر رفح والأنفاق، هما محور تلك الحرب، وهما محوران يتوزيان في أهميتهما مع محور المقاومة. ولأن "نتنياهو" يعلم ذلك، بات يريد السيطرة عليهما ليتأكد بنفسه من كل شحنة مستقبلية تصل الى غزة، بحيث لايتجاوز أيها حدود الحاجات الانسانية دون العسكرية منها. ولا يعلم أحد ان كانت حماس، قد أجرت دراسة وافية لاحتمال كهذا، وماذا ستكون خطوتها القادمة اذا تعذر فتح المعبر بقرار مصري، أو بسيطرة اسرائيلية مباشرة عليه وعلى المناطق التي تشكل امكانية فتح انفاق فيها الى سيناء.
ترى هل بدأت :حماس" تخطط للعودة الى العمليات الاستشهادية أو النوعية التي توقفت عنها منذ عام 2005، فلم نسمع عن أي منها بعد الاتفاق المشؤوم مع "شارون؟"؟ لو فعلت ذلك،سوف تكتسب احترام كل العرب الشرفاء، كما أنها ستكتشف أن العمليات الاستشهادية وعمليات المقاومة النوعية، أكثر فاعلية ضد الصهاينة من كل الصواريخ التي امتلكتها.
ولكن في الوقت نفسه، ومع تقديرنا لحركة "حماس" كحركة مقاومة وطنية فلسطينية نجلها ونحترمها، طالما هي تعمل لمقاومة اسرائيل لا لمقاومة الدول العربية، يظل الجميع بانتظار ما سوف يجد على الساحة الغزاوية والعربية معا. فكل العرب، من الخليج الى المحيط، يتعاطفون مع سكان غزة، وخصوصا أطفالها الأبرياء، الذين يدفعون الثمن... ثمن الصراع مع اسرائيل، وثمن خلافات "حماس" مع الدول العربية باستثناء" قطر" طبعا. فكان الله في عون أهل غزة، وليصلي كل فرد من أفراد الشعب العربي ليأخذهم الله أهل غزة برعايته، وهو القادر على كل شيء.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين...
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية)
عضو في شام بوك - عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية)
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت المعارك في العالم العربي، كما تسجلها قصائد لشعراء محدثين ...
- التطورات غير المفاجئة على ساحة القتال في الشمال العراقي
- ماذا يجري في غزة؟ وما هي ألأسئلة الثلاثة المحيرة حول التطورا ...
- تاريخ الحركات الارهابية من الانتحاريين في حركة الحشاشين، مرو ...
- حسابات عراقية وكردية خاطئة بالنسبة لداعش، ومتغيرات مذهلة ومت ...
- من هو الرابح الأكبر، والخاسر الأكبر، والمحرج الأكبر نتيجة ال ...
- معمع تواصل القتال في شمال العراق،ما هي أسباب التردد الأميركي ...
- مع تواصل القتال في شمال العراق،ما هي أسباب التردد الأميركي ف ...
- ماذا يحدث في العراق؟ أين حرب -اوباما- على الارهاب؟ وأين الجي ...
- هل اعلان -أوباما- الحرب على الارهاب كاف، أم يتوجب صدور اعلان ...
- متى يتحرر لبنان من حبل -حريري- التف حول عنقه؟
- لماذا -السيسي- ؟ قراءة أولية في نتائج انتخابات الرئاسة المصر ...
- لماذا لا يكون المولود يهوديا الا ا ذا ولد من أم يهودية، وأخط ...
- مسيحيو لبنان الى أين؟ هل هم مدركون لما يفعلون؟ أم يغرقون في ...
- عندما يكتب تاريخ الحرب بقصائد شعر لونت حروفها بدم الضحايا ال ...
- هل الوضع في ليبيا -باهي- - -باهي-، أم خطوة نحو محاربة الارها ...
- دراما الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا ولبنان، والمخاطر الن ...
- ماذا يجري في سوريا ؟ حرب لتغيير النظام العلماني، أم مساع خبي ...
- التناقضات الأميركية بين موقف وموقف مشابه،وهل هناك دهاء مبيت ...
- هل تسعى دولة -خطر- لاستعادة اسمها دولة -قطر-، وما تأثير ذلك ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قبل المقاومة المساومة