أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - مسيحيو لبنان الى أين؟ هل هم مدركون لما يفعلون؟ أم يغرقون في مستنقع -حريري- وهم لا يدرون؟















المزيد.....

مسيحيو لبنان الى أين؟ هل هم مدركون لما يفعلون؟ أم يغرقون في مستنقع -حريري- وهم لا يدرون؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيحيو لبنان الى أين؟ هل هم مدركون لما يفعلون؟ أم يغرقون في مستنقع "حريري" وهم لا يدرون؟
عجبا كل العجب لموقف المسيحيين في لبنان. كيف يسمحون بفراغ موقع رئاسة الجمهورية، وهو الموقع القيادي الرئيسي الوحيد الذي يرأسه مسيحي، بل وخص به الموارنة من المسيحيين، بلد الأب القديس "شاربل" الماروني اللبناني؟ تاركين قيادة لبنان لرئيس وزراء سني، ورئيس مجلس نواب شيعي (مع كل الاحترام لهما ودون أي توجه طائفي، فأنا لا أحبذه أبدا )، متخلين عن الدور المسيحي الماروني في قيادة لبنان، وهي القيادة التي أريد لها أن تكون ثلاثية الأبعاد، بل ثلاثية الأرجل، لتستطيع الوقوف شامخة راسخة متجنبة الوقوع أشلاء مدمرة على أرض البعض ممن يضمرون الشر للبنان ولمسيحيي لبنان، بل ولكل المسيحيين في العالم العربي.
ألا يدرك مسيحيو لبنان، أن الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي بين مجموعة من الدول العربية جميع قادتها من غير المسيحيين. والواقع أن الرئيس اللبناني المسيحي، لا يمثل مسيحيو لبنان فحسب، بل يمثل كل المسيحيين في العالم العربي الذين يتضاءل عددهم يوما بعد آخر بسبب الهجرة الى الخارج طلبا للأمان، بعد أن لحقهم بعض الاضطهاد وخصوصا في العراق، حيث بات عدد المسيحيين المتبقين فيه، لا يشكل الا نسبة بسيطة من مسيحيي العراق الحقيقيين؟
والأمر ذاته كاد يلحق في زمن "مرسي"، بمسيحيي "مصر" من الأقباط وغيرهم من الطوائف المسيحية المصرية. ولولا تدارك القوات المسلحة المصرية للمنحدر الذي باتت مصر تنزلق اليه تدريجيا، لا بسبب الاعتداءات الاضطهادية التي بدأت تلحق بالمسيحيين فحسب، بل أيضا بسبب المسعى الاخواني للاستئثار بالحكم، وتحويل مجراه من حكم ديمقراطي الى حكم اخواني استئثاري ديكتاتوري.
صحيح أن المسيحيين في الأردن كانوا وما زالوا يتمتعون بكافة الحقوق الطبيعية التي توفرها لهم مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان في الحرية وفي لاعتقاد. ولكن مخاوفهم مما يجري في سوريا، باتت تلامس مواجعهم خوفا من الآتي الذي نأمل ألا يأتي.
أما في سوريا، حيث عاشت كافة الطوائف، وهي متعددة، بحرية وأمان على مدى أربعين عاما أو اكثر. بل عرفت تلك الطوائف مرحلة من التآخي بات معها الجار لا يعرف مذهب جاره ولا يسأل عنه، لأن المذهب الذي تعارف عليه جميع السوريين بطوائفهم المتعددة، هو كونهم سوريين، وسوريون فحسب. وكما قالت الشاعرة "ريمي الحلا" معبرة عن ذلك أجمل تعبير: "أفتح القرآن وفي صدري الصليب". مضيفة في قصيدة أخرى: "أنا كاثوليكية محمدية ... وانت مسلم على نهج المسيح".
ولكن ذاك التآخي السوري، بات هو الآخر مهددا بسبب هجمة بعضها قادم من الخارج، تعتقد أن زمن الفتوحات الاسلامية بقوة السيف، ما زال قائما. ولم تدر أن ثلاثة عشر قرنا قد مضت على ذلك العهد، وأن قوانين كثيرة، انسانية، حقوقية، ودولية، قد غرست جذورها في مجتمع العالم الحديث. و مع ذلك صمد الكثيرون من المسيحيين وغيرهم من الطوائف الأخرى، رغم لجوء الكثيرين ممن اقترب القتال منهم كثيرا، الى مواقع أخرى، وأحيانا الى دول أخرى.
وفي خضم هذا الوضع السيء، والأخطار التي هلت على عالمنا العربي، وخصوصا على سوريا، وما زالت تأتي وتهل مهددة مسيحيي العالم العربي بمستقبل موحش... في هذا الوقت بالذات، يفرغ مركز الرئاسة المسيحي في لبنان عندما بات مسيحيو لبنان والعالم العربي، بأمس الحاجة اليه.
ولماذا يفرغ هذا المنصب؟ انه بفلاغ بسبب بسبب تحالف البعض مع "الحريري" وجماعة 14 آذار وارتباطات غير ضرورية مع بعض دول الخليج.
ولا أحد يمكنه أن يتفهم بأي منطق ترشح 14 آذار لكرسي الرئاسة المسيحي، رجل لم يسلك مسلك المسيح في طيبته، هو الدكتور "سمير جعجع"، فشارك خلال الحرب الأهلية بالقتل على الهوية، وأسهم مع من أسهم بمذبحة "صبرا وشاتيلا"، بل ونفذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق "رشيد كرامي"، مع أنه قد تحالف فيما بعد مع جماعة 14 آذار التي أسست اعتراضا على اغتيال رئيس وزراء آخر هو "رفيق الحريري"؟
ترى أليس في فريق 14 آذار مسيحي آخر معتدل بعض الشيء، ليكون أكثر قبولا من الطرف الآخر، أي من مجموعة 8 آذار؟ أم ترى كان ترشيح "جعجع" بالذات، وهم يعلمون أرجحية رفضه، وسيلة لوضع العصي في الدولاب، والحيلولة بالتالي دون انتخاب رئيس وسطي جديد للبنان، فيترك الكرسي فارغا مما يزيد من الأخطار المهددة للبنان، نتيجة الأخطار المتفاقمة في سوريا، دولة الجوار، وما يحمله ذلك الفراغ من تزايد احتمال تسرب تلك الأخطار من سوريا الى لبنان، خصوصا مع حصول الفراغ في المقعد الرئاسي؟
هل يسعى مسيحيو لبنان، ليس لمجرد التخلي عن دورهم في صناعة القرار، وفي اللعبة السياسية، مما قد يمهد الطريق للوصول، في نهاية المطاف، نتيجة الفراغ في مركز القرار السياسي، الى مرحلة ازدياد تسلل الاسلاميين المتشددين من سوريا الى لبنان ، وما قد يحمله ذلك من نتائج قد تؤدي بالمسيحيين الى اضطرارهم لدفع الجزية، وتحجيب النساء، واغلاق كازينو لبنان، والديسكوات، والشواطىء، واحراق كافة المايوهات النسائية، وتدمير مصانع العرق والنبيذ، اضافة الى اغلاق كافة المطاعم السياحية نتيجة رفض الاختلاط فيها بين الجنسين؟
هل تريدون العودة الى الوراء لتصبحوا من أهل الذمة، وليس مواطنين لهم كافة الحقوق، بل وكان لهم حق رئاسة لبنان، برئيس مسيحي لا يمثل مسيحيي لبنان فحسب، بل يمثل أيضا مسيحيي العالم العربي كله كما سبق وذكرنا؟
آمل أن يعيد مسيحيو لبنان النظر في موقفهم، وأن يتوقفوا عن الانجرار وراء خيط حريري نصبه لهم "الحريري" ومن وراءه من دول الخليج. فهذا الخيط الحريري سيتحول تدريجيا الى حبل مشنقة يلتف حول أعناقهم، فيعدم منهم من تبقى منهم، كما أعدم السفاح "جمال باشا" العثماني في الماضي، الكثيرين من أحرار العرب.
عودوا رجاء الى رشدكم، سواء المسيحيين منكم في 14 آذار أو المسيحيين المنتمين ل 8 آذار، واستمعوا لصوت العقل الذي يمثله البطريرك "الراعي" الداعي للوحدة والتفاهم، والساعي لرعاية المصلحة المسيحية كجزء من المصلحة اللبنانية. ففي الوحدة القوة، وفيه مصلحة لبنان، ومصلحة المسيحيين فيها.
ولولا خشيتي من الاتهام بالجنوح بعيدا في طرحي، لقلت انتخبوا "البطريرك الراعي" رئيسا للجمهورية، كرئيس يمكن الاتفاق عليه من الجميع، خصوصا مع وجود سوابق في التاريخ على ذلك، لعل آخرها كان "المطران مكاريوس" الذي كان أيضا، اضافة لمركزه الديني، رئيسا لجمهورية "قبرص". أضف الى ذلك، الخشية بأن يكون للمركز البابوي في الفاتيكان، اعتراضه على خطوة كهذه.
هدى الله الجميع لما فيه مصلحة لبنان، وهدى الله ميسحيي لبنان بالذات، لم فيه مصلحة لهم باعتبارها مصلحة للبنان أيضا، آملا أن يحكم مسيحيو لبنان عقولهم، وينبذوا في نهاية الأمر التنافر فيما بينهم، وبدون أن يشكل ذلك دعوة للطائفية، آمل أن يخرجوا بكتلة أخرى غير 14 أو 8 آذار، بل كتلة تبحث عن مصالحهم الخاصة كمسيحيين، التي فيها أيضا مصلحة للبلد ، للبنان.
يا مسيحيو لبنان اتفقوا، ورجاء لا تتفقوا على ألا تتفقوا.
ميشيل حنا الحاج
عضو في مركز الدراسات الفلسطينية الاستراتيجة Think Tank
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية
عضو في منتدى العروبة - عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في رابطة الأخوة والصداقة اللبنانية المغربية
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين
عضو في اتحاد الشعراء والأدباء المعاصرين
عضو في "شام بوك" - صفحة سورية
عضو في عدة مجموعات أخرى





#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكتب تاريخ الحرب بقصائد شعر لونت حروفها بدم الضحايا ال ...
- هل الوضع في ليبيا -باهي- - -باهي-، أم خطوة نحو محاربة الارها ...
- دراما الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا ولبنان، والمخاطر الن ...
- ماذا يجري في سوريا ؟ حرب لتغيير النظام العلماني، أم مساع خبي ...
- التناقضات الأميركية بين موقف وموقف مشابه،وهل هناك دهاء مبيت ...
- هل تسعى دولة -خطر- لاستعادة اسمها دولة -قطر-، وما تأثير ذلك ...
- من يقف وراء ظهور وتأسيس حركات الارهاب في العالم؟
- هل تنتهي الحرب في سوريا؟ كيف ومتى؟ وما هي الاحتمالات الخمسة ...
- هل أصبحت أوكرانيا معضلة للأميركيين، حين أرادوها ورقة ضاغطة ع ...
- بعد التسجيل الصوتي لوزير خارجية تركيا في جلسة يجري فيها حبك ...
- هل تعد اسرائيل لمهاجمة سوريا من -الجولان- بالتعاون مع التكفي ...
- من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهو ...
- الأبعاد الحقيقية للصراع حول أوكرانيا
- المبدأ القانوني الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه جزيرة ...
- المبدأ القانوني الدولي الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه ...
- مع احتمال اطلاق سراح المطرانين قريبا، ألا يتوجب على المسئولي ...
- التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتش ...
- الأوكراني -نيكيتا حروتشوف-، هو باني -اوكرانيا- المثيرة للأزم ...
- ما هي الاحتمالات الأكثر ترجيحا حول من يمول -داعش- ويسدد فاتو ...
- هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سور ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - مسيحيو لبنان الى أين؟ هل هم مدركون لما يفعلون؟ أم يغرقون في مستنقع -حريري- وهم لا يدرون؟