أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من يقف وراء ظهور وتأسيس حركات الارهاب في العالم؟















المزيد.....


من يقف وراء ظهور وتأسيس حركات الارهاب في العالم؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هم "الاخوان المسلمون؟" أم هو التيار "الخميني" الذي ظهر في "ايران"، أم ترى "أسامة بن لادن" الذي حول المقاتلين الاسلاميين المتشددين في "افغانستان" من حركة مقاومة ضد الاحتلال السوفياتي، الى حركة معارضة لكل شيء وخصوصا للوجود والنفوذ الأميركي. أم ترى هو "محمد بن عبد الوهاب" مطلق الأفكار الوهابية في السعودية التي تحولت الى حركة سلفية جهادية وخصوصا عندما وضع الأمير "بندر بن سلطان" لمساته عليها؟
*****************
الانطلاقة الحقيقية والواضحة لفكر الاسلام السياسي كانت من مصر في عام 1928، عندما أسس "حسن البنا" حركة "الاخوان المسلمين" على أساس أنها حركة "دعوية" تسعى لنشر الدعوة للاسلام على نطاق أوسع.
ولد "حسن البنا" في عام1906 في قرية "المحمودية" غير البعيدة عن "القاهرة". وكان والده الشيخ "أحمد عبد الرحمن البنا" امام جامع، ومؤمنا بتعاليم وأفكار "أحمد بن حنبل" صاحب واحد من المدارس الفقهية الأربعة المعتمدة لدى المسلمين. وتأثر "حسن البنا" بالجو الديني الذي نشأ فيه والذي وفره له والده. وكان "حسن البنا" قد تاثر أيضا ببعض الأفكار الصوفية، فكان يشارك أحيانا فيما يسمى ب "الحضرة الصوفية". كما تركت في نفسه الثورة المصرية في عام 1919، بعض الانطباعات الهامة رغم صغر سنه آنئذ.
وأكد "حسن البنا" الذي أطلق حركة "الاخوان المسلمين" من مدينة "الاسماعيلية" التي كان يعمل فيها مدرسا واماما في جامع، أن حركته حركة دعوية وليست معنية بالأمور السياسية. وعندما جرى اغتيال رئيس الوزراء المصري "محمود النقراشي باشا"، في كانون أول عام 1948 من قبل طالب مصري ينتمي لحركة الاخوان المسلمين، أصدر "حسن البنا" بيانا أدان فيه الاغتيال قائلا بأن "الارهاب ليس طريقا مقبولا في الاسلام كما أوردت "اليوكيبديا" على لسان "حسن البنا". وقيل أن "البنا" قد بكى عندما وقعت حادثة الاغتيال، وتوسل لأحد المتنفذين في قصر"الملك فاروق" كي لا يتم حل حركة الاخوان بسبب هذا الحادث الذي لا يمثل التوجهات الحقيقية لحركته. ولكن "حسن البنا" جرى اغتياله في 12 شباط 1949،(أي بعد قرابة الشهرين من اغتيال النقراشي)، وذلك بعد أن انتظر هو وصهره في مركز شباب الاخوان المسلمين وصول الوزير "زكي علي باشا" الذي حدد لهما موعدا للقائهما. لكن الوزير لم يصل أبدا، ولدى خروج "البنا" مع صهره ووقفا في الشارع باحثين عن تاكسي يقلهما، أطلق اثنان من الرجال كانا بانتظارهما، النارعليهما، فجرح "حسن البنا" وسرعان ما توفي متأثرا بجراحه.
وحل محل "البنا" في رئاسة جماعة ا لاخوان المسلمين التي باتت تضم مليوني عضو (كما تذكر ويكيـبيديا)، "حسن الهضيـبي"، وبعده جاء "سيد قطب". ومع قطب بدأت الحركة تتجه نحو التشدد. وكان قطب من المنتمين لفقه "الشافعي"، وهو أيضا ك"احمد بن حنبل" من الفقهاء الأربعة المعتمدة اجتهاداتهم لدى المسلمين السنة. وضع " سيد قطب" 24 كتابا حول الاسلام. وقيل بأن افكاره المتشددة، كانت هي العامل المؤثر الذي أوحى بتكوين منظمة "القاعدة"، كما تسببت بانشقاق البعض عن حركة الاخوان، ليشكلوا "التيار القطبي" المستقل عن الحركة. وكان "سيد قطب" قد اتهم في عام 1966 بالتآمر والتخطيط لاغتيال الرئيس "جمال عبد الناصر"، فحوكم مع آخرين وصدر عليه حكم بالاعدام نفذ فيه فعلا .
********************
ولكن القول بأن "حسن البنا"، مؤسس حركة الاخوان المسلمين منذ عام 1928، هو المبادر الأول لربط الفكر الاسلامي كفكر ديني، بالفكر والنشاط السياسي، قد لا يكون قولا دقيقا، لأن أول من مزج بينهما، كان "محمد بن عبد الوهاب" (1703 - 1792)، ابن محافظة "نجد"، الذي تلقى علومه في مدينة "البصرة"، وكان من أتباع مذهب الامام "أحمد بن حنبل" ك"حسن البنا".
وتقول صفحات "الوكيبيديا" التي استقينا منها هذه المعلومات، أن "محمد بن عبد الوهاب" قد تأثر كثيرا بطروحات "بن تيمية" الاسلامية المتشددة الذي عاش في سوريا في القرن الثالث عشر ميلادي. ومن أشهر الكتب التي وضعها " محمد بن عبد الوهاب" كتاب بعنوان "كتاب التوحيد"، ولذا عرف أتباعه ب "الموحدين"، وهم غير "الموحدين الدروز" المنتشرين في "سوريا ولبنان" وبعضا منهم في "الأردن". كما عرفوا أيضا ب "السلفيين" و"بالوهابيين". وكانت الغاية الكبرى ل" بن عبد الوهاب"، هي نشر الدين الاسلامي في العالم على أوسع نطاق، وهو ذات الهدف الذي سعى اليه "حسن البنا" فيما بعد.
وبدأ المزج بين أفكار "بن عبد الوهاب" الدينية والسياسة، بعد ذاك الحلف الذي أقامه في عام 1740 مع الأمير "محمد بن سعود"، حيث اتفق الطرفان على أن تكون القيادة الدينية في البلاد، انطلاقا من "ديريه" حيث أقام الاثنان، ل"محمد بن عبد الوهاب"، على أن تكون القيادة السياسية للأمير "محمد بن سعود".
وتطبيقا للمذهب الوهابي الذي آمن بالقرآن وبالحديث الصحيح كمصدرين وحيدين للتشريع وللفكر الديني، معتبرا ما يخالفهما شركا وضلالا، تقرر رفض شرب الخمرة وكل ما يسبب تخدير الجسم كالسجائر، ونبذ الأفكار الغربية الغريبة كالاحتفال بعيد الأم وعيد الحب (فالنتاين)، ومنع الاختلاط بين الجنسين، كما منعوا فيما بعد قيادة المرأة للسيارة، ورفضوا وجود المزارات ومعالم الأضرحة باعتبار ذلك نوع من الشرك. ونتيجة لتلك القناعة، قام السلفيون لدى سيطرة آل سعود على "المدينة" و"مكة"، بازالة ضريح "فاطمة" ابنة الرسول (ص). وفي عام 1998 دمروا، بل وأحرقوا ضريح "آمنة بنت وهب" والدة الرسول (ص) مما أثار استياء في العديد من الدول الاسلامية. وفي عام 1801 و 1802، هاجم مناصروهم بقيادة الأمير "محمد بن عبد العزيز بن سعود" كلا من "النجف" و"كربلاء"، فدمروا الأسوار واقتحموا المدينتين وقتلوا أعدادا كبيرة من قاطينهما، كما دمروا ضريح الامام "الحسين" مما دفع البعض، وخصوصا من الشيعة، الى القول بأن الهجوم على "النجف وكربلاء"، شكلا العمل الارهابي الأول للحركة الوهابية.
ولكن "الوهابيين" بعد الهجوم على هاتين المدينتين العراقيتين، ثم قيامهم في عشرينات القرن الماضي بتوسيع نطاق سيطرتهم لتشمل الاستيلاء على ولاية "الحجاز"، حيث توجد "المدينة" و"مكة"، مما أدى الى طرد الملك الهاشمي "علي"، الذي خلف والده "الشريف حسين" في الولاية على عرش "الحجاز"، لم يسجل عليهم بعد ذلك أي توجه نحو ارتكاب أعمال ارهابية، رغم قيام الشيعة وأقليات اسلامية أخرى، باتهامهم بارتكاب بعض الأعمال الارهابية تمثلت بقتل أو اغتيال العديد من مناوئي الوهابية في كل من العراق وباكستان والبحرين. وكان ظهور النفط في "السعودية"، مع بدايات القرن العشرين، قد عزز مركز "آل سعود" وحلفاءهم من أتباع "محمد بن عبد الوهاب"، وخصوصا بعد الاتفاق الذي عقده في عام 1945 الملك "عبد العزيز آل سعود" مع الرئيس الأميركي "روزفيلت"، والذي تعهدت فيه السعودية بتوفير النفط للأمركيين مع حقوق لاستثماره، مقابل تعهد الأميركيين بتوفير الحماية لعرش "آل سعود"، بما في ذلك من ضمان غير مباشر لحماية الوهابية والوهابيين.
.الا أنه بين الأعوام 1990 وعام 2000، حصل انشقاق في الحركة الوهابية السلفية. ونادى المنشقون بالجهاد كوسيلة لنشر الاسلام، وسمي أعضاء تلك الحركة بالجهاديين السلفيين، (وفيما بعد سموا بالجهاديين السلفيين التكفيريين) الذين اعتبروا "الولايات المتحدة" العدو الآخر للاسلام. وهذا الانشقاق أدى للاعتقاد أن منظمة "القاعدة" كانت ذات جذور وهابية جهادية، مع أن البعض الآخر قد نفى ذلك، معتبرين أن "أسامة بن لادن"، مؤسس القاعدة، كان متأثرا، كما تقول "كارين آرمسترونج" في أحد كتاباتها، بأفكار "سيد قطب" المتشددة، لا بالأفكار والطروحات الوهابية، سواء السلفية الأولى، أو السلفية المنشقة باسم الجهادية السلفية. ومع ذلك فان السفير "آرمسترونج"، صاحب المؤسسة الأميركية للخدمات الكيماوية، وصف السلفية بأنها حركة سنية ذات صفة فاشية تفرض معتقداتها بالقوة على الآخرين، كما قال "آرمسترونج" مما أعتبر أيضا من البعض نوع من الارهاب.
ولكن الحركة السلفية التي انتقدت كثيرا من طائفة الشيعة ومن المجموعات الدينية الصوفية، لم تستطع نشر تعاليمها بشكل ناجح خارج الأراضي السعودية الا بقدر محدود، حيث ظهرت بعض الأحزاب السلفية وخصوصا في "مصر"، ومنها "حزب النور" و"جماعة الدعوة"، وذلك خلافا لما فعلته حركة "الاخوان المسلمين" التي استطاعت الانتشار في العديد من البلاد الاسلامية ومنها "تركيا" التي بات يحكمها "أردوغان" المنتمي الى حركة مشابهة لحركة "الاخوان المسلمين". وقد تحقق ذلك الفشل في نشر الدعوة الوهابية، رغم قيام السعودية بانفاق 87 مليار دولار بين الأعوام 1987 و 2007، حيث كانت تنفق ثلاث مليارات دولار تقريبا سنويا، على نشاطات اسلامية خارج السعودية، مقابل انفاق سوفياتي سنوي لنشر الشيوعية في العالم، لم تتجاوز قيمته المليار دولار.
ومع ذلك، فقد حصل تبدل نوعي آخر في مسار الحركة منذ شهر آذار 2011، عندما أشعلت "السعودية" بالتعاون مع "قطر وتركيا والولايات المتحدة"، حربا في "سوريا"، هدفها الظاهر أو المعلن، هو القضاء على حكم وصفوه بالديكتاتوري، مع أن الهدف الحقيقي لتلك الحرب، هو اجتثاث دولة ممانعة للحلول الاستسلامية مع اسرائيل، مع هدف آخر خفي، هو نشر الدعوة الوهابية السلفية في "سوريا" العلمانية والقومية الاتجاه.
ولأن السعودية لا تملك الكم الكافي من الرجال المقاتلين لارسالهم لمقارعة القوات السورية، فقد لجأ مدير مخابراتها "بندر بن سلطان"، للاستعانة بمقاتلين مرتزقة عاثوا فسادا في المناطق السورية التي سيطروا عليها، كما ارتكبوا العديد من النشاطات الارهابية، مما بات من الممكن معها، وصف الحركة الوهابية، وخصوصا أعضاؤها المنتمون للجهادية التكفيرية الذين جاءوا الى "سوريا"، بالحركة الارهابية. ورغم نفي "السعودية" لتورط رجالها في تلك الحرب، واصدار مراسيم ملكية تأمر السعوديين المنخرطين في القتال في "سوريا"، بالعودة فورا الى بلادهم تحت طائلة العقوبة لمن لا يعود، فان وكالات الأنباء المقرؤة أو المصورة، لم تسجل حركة ملحوظة لعودة أيا منهم، بل لوحظت زيادة في تدفق المقاتلين السعوديين والمرتزقة المدفوعة أجورهم من "السعودية"، عبر الحدود التركية المفتوحة لعبورهم الآمن الى "سوريا". ومن هنا، قدر بعض المحللين أن الدعوة الملكية لعودة المقاتلين السعوديين، هي مجرد حركة تجميلية للوجه السعودي الذي بات يتهم بتشجيع الارهاب والحركات الارهابية، التي أخذت تشكل خطرا مستقبليا، ليس على سوريا فحسب، بل على دول الجوار أيضا، وعلى الدول الغربية ذاتها.
****************** *** ****
واذا كان قد قيل بأن البريطانيين كانوا يقفون وراء ظهور حركة الاخوان المسلمين في "مصر" بغية تشكيل قوة تخلق المتاعب لحزب "الوفد"، وهو الحزب الأقوى في "مصر" في تلك المرحلة والذي كان يعادي الوجود البريطاني في مصر نتيجة معاهدة عام 1936، وكذلك لخلق المتاعب للملك "فؤاد الأول" وبعده الملك "فاروق" اللذين لم يكونا على علاقة ودية سواء بحزب "الوفد" أو بالانجليز، فان حركة "الخميني" في "ايران" قد وصلت الى السلطة بدعم من الأميركيين الذين رغبوا في احلال نظام اسلامي محل نظام الشاه المهترىء، والذي كان من المرشح ان يحل محله تآلف انصار "مصدق" مع حزب "توده" الشيوعي وحركات يسارية أخرى في مقدمتها "فدائيو خلق" الماركسي الاتجاه والذي كان يتمتع بشعبية عارمة.
ولكن "الخمينيين" سرعان ما انقلبوا على الأميركيين وأسموهم ب"الشيطان الأكبر"، فاحتلوا السفارة الأميركية وأخذوا من فيها رهائن، كما قاموا بنسف مقر حزب "جمهوري اسلامي" بقيادة "آية الله بهشتي"، الذي ظهر منافسا للخميني، مما أدى الى مقتله مع مجموعة كبيرة من أعضاء حزبه كانوا يمثلون الحزب في البرلمان الايراني المنتخب حديثا. كما وضع "الخمينيون" العراقيل في طريق ممارسة "الحسن بني صدر"، رئيس الجمهورية الاسلامي المعتدل والمنتخب من الشعب في أول انتخابات تجرى بعد الثورة، مما اضطره الى الفرار من "ايران" بصحبة "مسعود رجوي"، زعيم حركة "مجاهدي خلق" الاسلامية المعتدلة أيضا والمتحالفة مع "بني صدر". بل وطاردوا أنصار المرحوم "الدكتور محمد مصدق"، الزعيم الوطني السابق، وغيره من القيادات الوطنية المعتدلة، مما اضطر العديدين منهم الى مغادرة البلاد فرارا من تصرفات "حرس الثورة الايراني" الموالي للخميني والتي وصفت بالارهابية، حيث كان رجاله يلاحقون بالعصي والحجارة، بأسلوب ارهابي واضح، كل تجمع سياسي أو مظاهرة لأي حركة سياسية غير موالية للخميني. ومع وفاة "آية الله طالقاني"، الزعيم الاسلامي المعتدل أيضا، وهي الوفاة التي تمت بطريقة غامضة، استقر الأمر للخميني، فبدأ عندئذ يحاول مد أخطبوط الثورة الاسلامية الخمينية الى دول الجوار مما زاد في رعب الأميركيين منه.
ولكن بعد وفاة "الخميني"، أخذت الثورة الايرانية تتجه تدريجيا نحو اعتدال نسبي، وهو الاعتدال الذي بدأ بالظهور بعد تولي الرئيس "خاتمي" لسدة الرئاسة. وبعد ردة قصيرة، كرس الاعتدال أخيرا بانتخاب "حسن روحاني" رئيسا للجمهورية، حيث مد "روحاني" يده للولايات المتحدة محاولا التفاهم معها.
***********************
ولم يختلف الأمر بالنسبة ل"أفغانستان". حيث قدمت "الولايات المتحدة" الدعم الاستخباري والتدريبي والتسليحي لمجموعة من الاسلاميين المتشددين، بغية مساعدتهم على مقاتلة الجيش السوفياتي الشيوعي الذي سيطر على "أفغانستان". ولكن بمجرد نجاح أولئك في اخراج "السوفيات" من البلاد الأفغانية، انقلبوا على الأميركيين مشكلين حركة "القاعدة" التي تحولت الى صداع كبير في الدماغ الأميركي. فاتهمت بأنها قد نسفت البرجين في "نيويورك"، وفجرت عددا من السفارات الأميركية في "نيروبي" وفي أقطار افريقية اخرى، كما اغتالوا سفيرا أميركيا في "ليبيا". ويقول مركز "ستارت" المتخصص بدراسة الارهاب والعمليات الارهابية أنه في عام 2012، تم تنفيذ أكثر من 8500 عملية ارهابية أدت الى مقتل 5500 انسان، وقد نفذت ستة من كل سبعة هجمات منها، منظمات تابعة للقاعدة.
فعن منظمة "القاعدة"، انبثقت مجموعة أخرى من المنظمات الارهابية، ومنها "أنصار الشريعة" في كل من "ليبيا وتونس"، وحركة "شباب الصومال" في "الصومال"، وحركة قاعدية أخرى في "اليمن"، اضافة الى "بوكو حرام" في "نيجريا"، وحركات اسلامية أخرى في "مالي" وفي "أفريقيا الوسطى"، اضافة الى حركة "القاعدة" في "المغرب العربي".
ومع حصول الاضطراب السياسي في "مصر"، وطرد حركة "الاخوان المسلمين" عن سدة الحكم، ظهرت في "سيناء" حركة "أنصار بيت المقدس" المتحالفة مع "الاخوان المسلمين" المصريين الذين نشطوا أيضا في الداخل المصري ممارسين عدة عمليات وصفت بالارهابية وكان من أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية، واحداث تفجير كبير أمام مبنى الأمن العام المصري. ومع اشتعال الحرب في "سوريا"، ونشاط "دولة العراق الاسلامية" التي كانت تقاتل في "العراق"، انتقلت الحركة الآن للقتال في "سوريا" بالتعاون مع شقيقتها مجموعة "النصرة"، وهما الحركتان المواليتان للقاعدة في "أفغانستان" بقيادة "أيمن الظواهري"، الى أن وقع الانشقاق بين الحركتين، فتحولت الأولى الى "داعش" المستقلة عن "القاعدة" بتوجهاتها، رغم مواصلة اتباعها لنهجها الارهابي، مع توجه حركة "النصرة" التي حافظت على ولائها للقاعدة، الى القتال جنبا الى جنب مع "الجبهة الاسلامية" الوهابية، والممولة من "السعودية".
************************
وهكذا يتبين تدريجيا أن الحركات الارهابية جميعها، كانت من صناعة الأميركيين، رغم كونها لم تعد صنيعتها. وكذلك من صناعة البريطانيين كحركة "الاخوان المسلمين" التي بدأت الآن تتحول الى حركة ارهابية بعد طرد الرئيس "مرسي" عن سدة الحكم .
فحركة الاخوان المسلمين في "مصر" التي بدأت حركة دعوية تروج لانتشار الاسلام في القطر المصري وفي العالم، قد تحولت تدريجيا الى حركة ارهابية بتنفيذها بعض الاغتيالات ضد القيادات المصرية في العهد الملكي. وكانت أبرز عملياتهم، اغتيال "النقراشي باشا" السابق ذكرها، والتي دفع "البنا" حياته ثمنا لها. وبعد رحيل الرئيس السابق "مرسي"، تحولت الحركة بشكل مكشوف الى العمل الارهابي بذريعة المحافظة على الشرعية.
*********************
وهكذا يتضح للمراقب أن اعتقاد "بريطانيا" وبعدها "الولايات المتحدة"، بأن استخدام الدين لتحقيق مصالح سياسية ضد اعدائهم، سيحقق نتائج مفيدة لهما دون توفر مضار لمصالحهما، لم يكن اعتقادا صحيحا أو صائبا. فمع العلم أن الدين الاسلامي هو دين في غاية الرقي في دعوته، الا أن هاتين الدولتين لم تدركا أن اقترانه بالسياسة، سيبدل مساره نحو العداء لهم. وقد لاحظنا كيف بدل "سيد قطب"، خليفة "حسن البنا" بعد "الهضيبي"، مسار الدعوة الاسلامية من حركة دينية دعوية سلمية، ليحولها الى حركة سياسية تتبنى الفكر الارهابي، وهي الأفكار التي يقال أن "بن لادن"، قد تبناها معتبرا أفكار "سيد قطب" أساسا صالحا لحركته، رغما ما في ذلك من عودة الى الوراء لقرون طويلة، استنادا الى كون الدول الغربية، وبعد مضي قرون قليلة على انقضاء الحروب الصليبية التي نفذت نتيجة خلط الدين المسيحي بالسياسة والمصالح الاقتصادية، قد تخلت نهائيا عن المزج بين الدين والسياسة.
والواقع أن "الولايات المتحدة"، وبعد تجربتيها المريرتين في "ايران" وفي "أفغانستان"، لم تدركا بعد وجوب التفكير مليا قبل اجراء تحالف ما، او تقديم دعم ما لحركة تتصف بالاسلام السياسي. فها هي تقدم الدعم لمجموعات الاسلام السياسي الجهادي التي تقاتل في "سوريا"، كما أنها ما زالت تعتبر أن اقصاء الرئيس "محمد مرسي" عن كرسي الحكم نتيجة ثورة شعبية، هو عمل انقلابي لم يحترم ارادة الشعب المصري الذي انتخب الرئيس. بل وما زالت "أميركا" تنظر بعطف الى حركة "الاخوان المسلمين" في مصر، فتساهم في مد أنصارهم في "سيناء" بالسلاح، متناسية أن بعضا من أولئك الأنصار ينتمون للقاعدة كجماعة "أنصار بيت المقدس". بل هي ما تزال تواصل ممارسة الضغوط على الحكومة المصرية الجديدة، فتحجب عنها المعونات المالية، وترفض تقديم قطع الغيار لأسلحتها، كما تتلكأ في اعادة بعض طائرات الهليكوبتر التي أرسلت للولايات المتحدة بقصد الصيانة، بل وألغت مناورات عسكرية مشتركة كان من المقرر تنفيذها في العام السابق. والأدهى من ذلك أنها تنتقد بغضب قيام السلطة المصرية الجديدة بتشديد القوانين التي تحارب الارهاب، ولا تعترف بأن التفجيرات والاغتيالات الي يمارسها أعضاء في "الاخوان المسلمين"، هي أعمال ارهابية.
متى تدرك "الولايات المتحدة" أن الدين الاسلامي عمل رائع أنجزه وقدمه للعالم نبي عبقري هو النبي "محمد" (ص)، لكن أصحاب تسييس الدين يفسدون أهدافه السامية، ويبتعدون به عن مساره الصحيح الذي أراده نبي الله، مع عدم الاعتراض على تقديم الدعم من "السعودية" وغيرها من الدول الاسلامية، للحركات الاسلامية الدعوية، طالما أنها تسعى لنشر الدين وليس لتسييسه؟
فالى أين تتجه سياسات الدول الغربية وفي مقدمتها "أميركا". هل تسعى لظهور مزيد من الحركات الارهابية التي تكون في البداية من صناعتها، لكنها لا تبقى صنيعة لها، اذ سرعان ما تنقلب عليها لتصبح عدوة لها بعد حين كما حصل في التجارب الماضية؟ ألم تتعلم من دروس الماضي؟ أم أنها تتعمد المضي في أخطائها، باعتبارها ليست أخطاء، بل تنفيذا لاستراتيجة مدروسة تسعى لشيء آخر؟
هل للولايات المتحدة ولحلفائها مقاصد لا يدركها المراقبون، بحيث يتم الوصول بالمنطقة العربية كلها، نتيجة انتشار الأعمال الارهابية، الى مرحلة التفكك والتشرذم، الى دويلات كما يحدث حاليا بشكل واضح في كل من "اليمن وليبيا وسوريا والعراق" التي تتجه كل منها للتفكك الى دويلات تحت ذريعة الفدرالية والكونفدرالية؟ هل تسعى الى تحويل جامعة الدول العربية من جامعة تضم 22 دولة يصعب التفاهم بين أعضائها، الى جامعة تضم بعد حين، أربعين "دويلة" عربية يصبح من المستحيل التفاهم أو التنسيق بينها، بما في ذلك ما فيه من حماية لاسرائيل، وتسهيل لهيمنة الدول الغربية وفي مقدمتها "أميركا" على المنطقة وعلى مصادر النفط فيها؟
المستقبل غير البعيد، سيكشف الأهداف الحقيقية لذاك المخطط الغامض.
هدافها دون التعرض لخطر ما على مصالحها.نتائج مفيدة لها ميشيل حنا الحاج.
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين.
عضو في جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو في اتحاد دول المقاومة: ايران، العراق، سوريا ولبنان.
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون,(
عضو في مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب )صفحة عراقية)
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنتهي الحرب في سوريا؟ كيف ومتى؟ وما هي الاحتمالات الخمسة ...
- هل أصبحت أوكرانيا معضلة للأميركيين، حين أرادوها ورقة ضاغطة ع ...
- بعد التسجيل الصوتي لوزير خارجية تركيا في جلسة يجري فيها حبك ...
- هل تعد اسرائيل لمهاجمة سوريا من -الجولان- بالتعاون مع التكفي ...
- من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهو ...
- الأبعاد الحقيقية للصراع حول أوكرانيا
- المبدأ القانوني الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه جزيرة ...
- المبدأ القانوني الدولي الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه ...
- مع احتمال اطلاق سراح المطرانين قريبا، ألا يتوجب على المسئولي ...
- التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتش ...
- الأوكراني -نيكيتا حروتشوف-، هو باني -اوكرانيا- المثيرة للأزم ...
- ما هي الاحتمالات الأكثر ترجيحا حول من يمول -داعش- ويسدد فاتو ...
- هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سور ...
- ماذا عن اغتيال الأفكار والمبادىء، وماذا عن اغتيال الشعوب وآخ ...
- هل أصبح الصراع بين الشيعة والسنة، أكثر أهمية وضرورة من صراع ...
- الواقع الفلسطيني المؤلم على ضوء الواقع العربي البائس
- ماذا عن الصراع داخل المقاومة السورية، وهل باتت هناك مقاومة ل ...
- هل ما يجري في سوريا حرب حقيقية، أم هي حرب -دون كيشوتية-؟
- أهلا جنيف 2 ومرحبا: مؤتمر جنيف2 : ما قبله، وما بعده، والاتفا ...
- مع اقتراب مؤتمر جنيف2،هل بدأت الحرب ضد الارهاب في المنطقة، و ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من يقف وراء ظهور وتأسيس حركات الارهاب في العالم؟