أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - قول رئيس لمرؤسيه














المزيد.....

قول رئيس لمرؤسيه


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 05:47
المحور: الادب والفن
    


المقامة الخامسة ...
قول رئيس لمرؤسيه
حدثني رجل يدعى الصعفصار عن بلاد كانت غنية . لكنها, ابدا لم تكن سعيدة هنية .. شريفها مستبعد .. ووضيعها مستعبد , راض بالعبودية ويفاخر فيها جهارا نهارا . وقال الصعفصار مستطردا : كان لي صديق شريف في تلك البلاد , شقيا بين السواد . لم ينل عدلا , وقد ارهقه القوم جهلا . رئيسه كان ظالما على الدوام , ورفاقه يأكلون السُحت الحرام . ويقول الصعفصار اخبرني يوما ذلك الصديق , عن حادث ظلّ فيه الطريق . وأردف الصديق يروي للصعفصار ويقول : فاض بنا الظلم مرة , فشكونا لرئيسنا امره , فقال الرئيس لمرؤوسيه : بابي مفتوحة كالفناء "لمن يشعر بمظلومية" , يدخلها متى يشاء, سيجدني منصفا اياه , وأكون عندها خادمه ومولاه . ويكمل الصديق فيقول : قصدت الرئيس المسئول . فوجدت على بابه الاول حراسا غُلظ مستنفرين , يسألون يفتشون . وعلى الباب الثاني وجدتُ حراسا مُلسا كالافاعي ذات القرون , يلتفون على الاعناق , سمّاً ينفثون . وعلى الباب الثالث وجدتُ رجلا انيقا , تخاله اول الامر صديقا . ثم تعلم انه الرجل "الفلتر" يصفي القضايا التي تظهر , فاذا لم تكن انت وقضيتك وفق قياس "الفلتر , افتر وارجع يا اغبر" فقضيتك لن تُنظر . وراء الباب الرابعة يجلس الخليفة ببهاء , مُحاطا بالصحابة الاجلاء .... يدفعون عنه كل حرج , ويردون من على امره خرج . قال الصديق بعد ان رأى ما رأى سأكتب مظلومياتي على ورق وأقدمها للرئيس , ليس املا في نيل حق , بل تجنبا لأي منزلق , عنقي فيه قد يُدق .
المظلومية الاولى
بفضل توقيعك يا سيدي الرئيس – وعلى حساب المال العام - ذهبت انت وفريقك , مرات عديدة الى دول عديدة بعيدة . ذهب مثلكم الاقربون مرات ومرات وذهب القريبون مرات , وذهب المقربون الى المقربين اليكم اكثر من مرة . ولم اذهب انا مرة , صحيح انتم لم تسمحوا لي بها ولكني - انا - لمّا ازل رافضا اياها حتى اموت , لاني اراها فسادا وهدرا للمال . يا سيدي ذهبتم جميعا بصفة القادر على جلب خبرات او معارف او خدمات يحتاجها البلد من اجل النهوض والتقدم والازدهار والعدل . وقد منحت بتوقيعك الكريم صبية لم تبلغ الحلم بعدُ صفة مستشارة اعمار وتخطيط وتنمية لا لشيء إلا لأنها ابنة زميلة لك وكي تيسّر امر ايفادها الى الغرب البعيد على حساب المال العام . فانظر يا سيدي . على مدى عقد من الزمن اي تطور وعمران وازدهار وعدل تحقق في بلدنا !؟ نعم صرنا اعظم بلد في - شفط ولغف وعلس - المال العام .
المظلومية الثانية
من المال العام - يا سيدي – وبفضل توقيك البهي تصرف مكافآت ومكافآت لا ادري على ماذا تصرفونها !؟ ربما لبراعة المفسدين في الفساد لان من يستلمها هم الحاشية والبطانة والمقربون والمقربون للمقربين . تتكرر هذه المكافآت في العام الواحد مرات حتى يكاد الواحد من هؤلاء يستلمها كل شهر . اما انا واللذين مثلي والذين لا مقرب لديهم ولا صلة لهم بالخليفة فمكافأتهم دائما تأخير مستحقاتهم من علاوة او ترقية . حتى ان ترقية بستة دنانير لأحدهم استحال توفيرها بينما توفر اعتمادٌ بمأتي الف دينار من اجل ايفاد الذوات المدرجة في الاسفل اسمائهم لا نذكرها ادناه
المظلومية الثالثة
من المال العام - وبفضل موافقتكم - بعضهم يركبون سيارات - حكومية - فاخرة حديثة, وقودها وزيتها وتصليحها على حساب المال العام . وسيرها في الشوارع على حساب شرف الحكومة . يركبونها صبحا وهم قادمون الى الدوام وعصرا وفي الجُمع والعطل يزورون فيها اقاربهم ويقضون مشاغلهم وحاجياتهم الشخصية ويرفهون نسائهم واولادهم وعماتهم وتفاخر زوجاتهم بهذه السيارات زوجات الجيران وبعض الاقارب . "ونشاء الله ما يكون واحد مثلي جارا لهم والا " طكت روح مرته وماتت من القهر " لأنه منذ ولد لا يملك غير رينو 11 سا قين بركب ضربها السوفان وربلات وافخاذ مزقها الشد العضلي من كثر المشي والجري .
المظلومية الرابعة
بفضل توقيعك وتوقيع من سبقك يا سيدي حصل احدهم على 20 كتاب شكر وتقدير في عام واحد ومثل هذا الكثير . ترى ماذا فعل هؤلاء حتى يحصلوا على كتب الشكر والتقدير هذه , هل حولوا المدينة البائسة الى مدينة احلام !؟ هل حول شارعنا الاقرع من الاسفلت منذ ولدت الى شارع شاب بشعر قيري اسود !؟ هل جاءونا بأهرامات نيويورك وجنائن هولندا المعلقة ام جاءونا بباريس مدينة النور !؟ لمّا تزل تضرب في الوحل قدامنا في الشتاء ويعلوا تراب اقدامنا وجوهنا في الصيف . لم افعل كهولاء لذلك لم احصل على كتاب شكر واحد طوال خدمتي ولكني استطعت ان اضيء مصباحا داخل رأسي
المظلومية الخامسة
راتبي يا سيدي الرئيس لا يكفي لتسديد ثمن الدخان الذي انفثه كل شهر لاني لم انل شرف توقيعك البهي على طلبي لحق مخصصات الخطورة والمهنة ومخصصات تحسين المعيشة ومبلغ المكافأة المخصص لي كل عام
المظلومية السادسة
يا سيدي في مؤسسة كبيرة ومهمة مثل هذه يستحق الناس الذين تخدمهم والعاملون فيها يستحقون رؤساء ومسئولين ومدراء اكفاء نزيهين , ولكن بفضلكم وفضل من سبقكم في المسؤولية كان مدراؤنا عاهات , فاسدين لا يصلحوا ان يعملوا في "علوة مخضر او تمر او حتى علوة سمك" . حرمنا من حقوقنا بسبب حقدهم وجهلهم وفسادهم وانعدام الخبرة عندهم وارتفاع منسوب الانا لديهم وانت يا سيدي من يقف وراءهم داعما وساندا لهم . انتهى حديث صديق الصعفصار ومعه الخبر طار , على السن الصغار الكبار يشكون قولا كان صحيحا لكنه عندهم فضيحة .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .... مطالبٌ حقٌ يُراد بها خراباً
- من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة ...
- درس الحساب في ديمقراطية العراق ... ال 25 اكثر من 120 والجزء ...
- المالكي ليس العقبة الحقيقية التي تواجه تشكيل الحكومة العراقي ...
- زيارة البطريرك الماروني اللبناني الى اسرائيل تُنذر بخلافات ع ...
- لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟
- ليلة الخميس
- من المستهدف في العراق .. منصب رئيس الوزراء ام شخصه !؟
- من يوميات ممرض عراقي
- هيستيريا اوردغان
- بماذا نصف اوردغان !؟
- المقاومة اللبنانية تدفع الثمن لوحدها وتتقاسم المكاسب مع الجم ...
- -السُبَيْس- يعبّد الطريق الى مجلس النواب العراقي
- - قانون الاحوال الشخصية الجعفرية- انتهاكٌ لحقوق المرأة - طفل ...
- البوابة .... (شعر )
- 16 نائبا - عن بابل - في البرلمان العراقي , ماذا كانوا يفعلون ...
- مَن حوّل العمليات الفدائية العربية والاسلامية في فلسطين الى ...
- ذوات وذات
- هل يستطيع النجيفي دفع ديّة مئات الآلاف من ضحايا الارهاب في ا ...
- المالكي ليس طائفيا ... !؟


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - قول رئيس لمرؤسيه