أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - ليلى ابنةُ كنعان ..!!














المزيد.....

ليلى ابنةُ كنعان ..!!


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    



اعذروني لوهلة إن حذفتُ " حرف الدال " قاصداً وإن أزلتُ الألقاب متعمداً، فذاك لأن بعض المقامات الرفيعة والهامات العالية تلازمها الألقاب وإن حذفت، لأن عطاءها الذي لا ينضب جعلنا نبجلها ونشير إليها بالبنان، تستطيع أن تضع لها ما شئت من النعوت ذلك لأنها تسبقُ الريح العاتية في العطاء والتضحية .. وتسطعُ قبل الشمس، وتجري في الميدان كمهرة تقفزُ عن كل فواصل التيه، تعدو بخطىً واثقة كأنما تحسبُ النهايات قبلَ قراءة البدايات، وفي ذلك فطنة النجباء، وليلى ابنةُ كنعان أو ابنة غَنّام كما تحبون، سيرة تزركشها فسيفساء نادرة..!! شكلتها هندسة فيزيائية خاصة أظن أن سر تركيبها أنها انحدرت من نسل كنعان الذي عمر هذه البقعة من الأرض فظل ذكره وذكراه خالدة، وبقينا نحنُ معشرَ الفلسطينيين نفاخر الأمم بانتسابنا إليه . ليس من باب الترف .. أو الفضول اختيار العنوان " ليلى ابنةُ كنعان "، لأن هذا العنوان الممتد بين الماضي البعيد والحاضر القريب فيه اختصار لحكايا من مروا من هنا، فنقشوا على الصخر تاريخ وجودهم الإنساني بسواعد سمراء وعرق جبين زاخر بالجدَّ والتعب، ولهذا فنحن لا نكتبُ هذياناً خالصاً أو أنطولوجيا مرهفة عن خيالٍ بعيد، إننا نعيد قراءة مربعات التاريخ بتسلسل دمث، لذلك أتى العنوان في سياقه الصحيح، يعبرُ المدى الرحب، مذكراً بسير أبناء كنعان وليلى منهم. أظنُ أنكم عرفتم أن ليلى بنت كنعان هو عنوان مقالٍ يليق بالدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، وهنا وحفظاً للمقامات واحترماً للهامات العالية أعدتُ " الدال المحذوفة" والعطوفة المغيبة، فلا تظنوا أنني هفوت..!!. آثرتُ أن أكتب عن ليلى ابنةُ غنام في السياق الذي خلدتُ به المرأة الفلسطينية بعناوين مختلفة ومنها أحلام أمي، وجدتي على فراش الموت، وأم غانم، ودلال الأسطورة، وأحلام التميمي وأشياء أخرى مقالاً أو نثراً، وفي هذا السياق المتلازم آثرتُ أن أكتبَ عن الدكتورة غنام الأخت التي لم تلدها أمنا، والمناضلة التي لم تقهرها الظروف ولا الاحتلال نفسه، أظن أنها فرضت نفسها على الخارطة بجدارة فاستحقت أن نخلدها بحروفنا المتواضعة. مؤمنون بمقولة أن الفراغ لا يولّدُ إلا العدم، وأن الزهرة تلدُ ثمرة أو بذرة فتعود إلى بداياتها الأولى وتكمل أطوار الحياة المتبقية، مدركا أن تولي منصبٍ كمنصب محافظ - أو الوالي كما يسميه البعض - ليس بالأمر السهل خاصة في بلد كفلسطين لا يزال الاحتلال حاضراً في المشهد، لأن هذا المنصب له استحقاقاته المهنية والأخلاقية قبل الاستحقاقات الوظيفية، ويزداد الأمر تعقيداً وتعقيداً إذا تدخلت عناصر أخرى كالنوع الاجتماعي " ذكر أو أنثى " أو إذا اتسعت حدود ولايتك الجغرافية وزاد عدد مواطنيها، هذا يعني أنك على مدار الساعة عليك أن تتواجد في كل مكان وفي كل المناسبات ما يولد حالة إرهاق متواصلة .. لكن هذا التعب يولي هارباً أمام نجاحات متتالية تمسح سحائب التعب بأمطار الغبطة والفرح. على يقين بأن الدكتورة غنام وخلال فترة عمل تجاوزت أصابع اليد بقليل من السنين ، كأول امرأة فلسطينية – وأول امرأة عربية - تعمل في هذا المنصب حققت نجاحات أبهرت الجميع ما جعلها تحتلُ عنواناً بارزاً في الأخبار، حقاً إنها النجمة الفلسطينية التي استطاعت أن تخرج بسيرتها ونضالها المستميت في مهمتها الصعبة خارج محيط فلسطين ليسطع نورها أينما حلت، تؤكد ما أكدته أخواتها ليلى خالد ودلال المغربي وأخريات، أن الفلسطينيات رقمٌ صعب في المعادلة وعلى الكون أن يدرك أن الفلسطينيات أرق من نسائم الربيع إذا هلت، وفي ميدان التحدي هن سهم ثاقب لا يخطئ الهدف. عودتنا تلك الاخت المتمرسة أن توجه سهام نجاحاتها في كلا الاتجاهات، وأن تخوض جميع الميادين غير أبهة بالخسارات، فهي التي واجهت صلف الاحتلال ومستوطنيه بعنفوان، وقادت رجال الأمن في حملات بسط الأمن وتعزيز سيادة القانون، وأذكر أنها كانت في المقدمة تغيث المواطنين المتضررين خلال هذا العام جراء الأحوال الجوية الصعبة التي عاشتها البلاد وتراكم الثلج على شوارع رام الله الباردة، لقد اتبعت إستراتيجية فذة تقوم على أساس أن إدارة شؤون البلاد والعباد لا تكون بالتواجد في المكاتب وادارة شؤون الحياة بالهاتف، أذهلتني هذه الإستراتيجية كما أذهلت كثيرين، إنها وصفة خاصة لا تليق إلا بالكنعانيات دون غيرهن .. وليلى ابنة كنعان واحدة منهن ..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماسستان .. رقابستان
- عاشت فلسطين اللاتينية
- نورٌ قادم ..
- في الحالة الفلسطينية الإعلام أداة مقاومة ..
- كفر قدوم .. الجزء الثاتي
- كفر قدوم
- أحلام جدتي على فراش الموت
- هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير
- إعلام هابط
- أحلام أمي البسيطة ..
- أحلام الناس البسطاء
- أنشودة المطر ..
- ريشة البدوان .. وترنيمة الفنان
- اجرام منظم
- السلام المفقود .
- مطرٌ في المحيط البعيد
- يا صديقي ...
- أطفال البرد ..
- حماس .. تكتيك أم مرحله جديدة؟
- الله يسعده “الان جي اوز”


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - ليلى ابنةُ كنعان ..!!