الله يسعده “الان جي اوز”

سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 11:47
المحور: كتابات ساخرة
    

في بلادنا “الان جي اوز” تكرش وتضخم، وصارت له قاعده جماهيرية أكثر من قاعدة " ريال مدريد " و " برشالونه " على قاعدة ما في بعد المستورد، أذكرُ انني كلفتُ بإجراء دراسة عندما كنت أعمل الهيئة العامة للاستعلامات العام 1999 حول واقع الابحاث في مدينة رام الله، ما كان لافتاً أن 120 مؤسسة من المؤسسات التي تم زيارتها وتعبئة الاستبانه الخاصة بالدراسة تعمل في مجال حقوق الإنسان عندها اقتنعت أن البلد بخير والإنسان يأخذ حقوقه كاملة..!! بالمقابل وأثناء عودتي من العمل في رام الله استوقفتنا احدى سيارات الشرطة الاسرائيلية وحررت للسائق مخالفة عنوة..!! عندها تأكدت أن البلد بخير..!! وحقوق الانسان عال العال..!! .
من الارقام التي لفتت نظري أنا أتصفح أحد المواقع الالكترونية وأتمنى أن تكون غير تلك الارقام غير صحيحة أن أكثر من " 2000" مؤسسه تعمل في الاراضي الفلسطينية، وأن ما ينفق عليها " 3 " مليارات دولار، لهذا السبب أقول يسعده “الان جي اوز” ، علمنا كل شيء، الاهتمام بالمظهر، ولبس البدلات، والحرية، وحقوق الطفل، والتفريغ النفسي، حتى خفة الدم اليوم ممكن تتعلمها من “الان جي اوز”، والاهم انك أنك من الممكن أن تكون مدرب، مدرب شو؟ لا اعرف..!! لكن الأهم ان تكون حافظاً لبعض الجمل في المجال السياسي والتنموي ، وتتكلم لغة أجنبية فيها بعض المصطلاحات " المودرن " يعني حديثة.
العالم العربي ليس أفضل حالاً في هذا المجال فقد غزاه “الان جي اوز” منذ زمن ، مستغلاً شكل الحكم الدكتاتوري ليكون منفذاً خاصاً للدعم الدولي ودخول مؤسسات دولية تعمل في البلاد العربية تحت أسماء ومسميات متعدده منها الانساني والاغاثي وحقوق الانسان، في البلاد التي دخلت في الربيع العربي تضخم “الان جي اوز” بشكل لافت وتحت عناوين متعدده، وهذا نذير بأن طبقة أخرى ستكون الى حد ما ثرية بدأت تعمل في مجال " البزنس " بحثت عن الثراء السريع فلم تجد ضالتها إلا في هذا النوع من العمل .
مؤلم أن يكون هذا الواقع والمؤلم أكثر عندما تغوص في تفاصيل المشهد، وهناك ما هو أكثر إيلاما من المهم الانتباه الى المقدرات التي تدخل بلادنا، والطريقة التي يتم فيها الإنفاق الاهم آلا تذهب أجور خبراء دوليين، وكفاءات مستوردة، ويبقى لمؤسسات المجتمع المدني خارطة واضحة المعالم تضمن له الاستمرارية حتى وان توقف ذلك التمويل، وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه، الاحتلال موجود، والمجتمع الدولي يعمل على اجراء عمليات تجميليه لأوجاعنا، ونحن نصفق الله يسعده “الان جي اوز”.

#سامح_عوده (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات