أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامح عوده - أطفال البرد ..














المزيد.....

أطفال البرد ..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 12:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أطفال البرد ..
الى أطفال سوريه في مخيمات اللجوء
بقلم: سامح عوده – فلسطين
لتلك العيون البريئة المملوءة بالحزن والرجاء أغنيات تراكم عليها الغبار وتاه في المدى رجاءها بلا جدوى، أقدامهم العارية اقدام ملائكة طاهرة أتت من آخر سماء، ترش الحزن ملحاً على جرح مفتوح، وأمعاءهم الخاوية تردد رجاءً ضائعاً في منافي الوجع!! أطفل في قائمة اللجوء أرقام منسية، لم تعد تلك الطفولة البريئة تنعم بالأمن المرجو ولا بدفء الطفولة.
ولأنهم كذلك تناقلت مواقع الاخبار وصفحات الجرائد على استحياء صور أطفالٍ سوريين في مخيمات اللجوء وفي المناطق المحررة من وطنهم، حفاة عراة تحت الثلج وبين أحضان المطر، عظامهم الفتية ينخرها البرد، ولحمهم الطري مكشوف للرياح والثلج توغل فيه كشفرات الحلاقة، صور لم تلقَ الى الضمير الانساني مكاناً، الا اللهم بعض التعاطف والدموع التي لم تغير في الامر شيئاً..
هم الجياع دونما غيرهم.. هم البؤساء والبؤس كفر ..
هم .. القصيدة الموجعة والوجع سقمٌ للروح قبل الجسد ..
آه من انسانية فقدت كل مقومات مشاعرها.. فبات قلبها قلب ذئب فقد الاحساس
آه من عروبةٍ مخصيه لم تفلح إلا في رصف الجمل .. وفزلكة الكلام ..
آه وألف آه من صمت خجول يدمي المقل .. آه حين يضيع بذخ عطر طفولتهم هباءً تحت البرد الصقيع الموجع، وتحل مكانه رائحة نتنه من الخذلان ..
يا لأنانيتكم كيف ينام أطفالكم على وسائد من حرير وينام أطفال سوريا – أطفال البرد- على وسائد من ثلج تجمد أحلامهم؟ ليموتوا برداً ..
يال عهركم .. كيف يأكل أبناءكم حتى الشبع، وأطفال البرد يبحثون عن كسرة خبز متعفنه في العراء البارد؟ .
معناة تجاوزت ألف يوم وبضعُ ايام والحال من سوء الى أسوء كل الذي تغير ازدياد عدد المشردين في دول الجوار، واتسعت رقعة المهجرين في هذه الدولة أو تلك، والمخيمات يزداد فيها البشر وتنعدمُ فيها شروط البقاء، أو الحياة كما يسمون، ويعصف الجوع والجوع كافر، ويأتي المرض بلا وجل قاتل ، قضيتهم أصبحت تجارة رائجة لتجار عدمي الضمير، حاكم في الشام فضل البقاء على كرسيه المنخور حتى لو كان على جماجم البشر، طيرانه المسعور دمر ما كان بالأمس جميلاً، وبقي الشعار نفسه ..
" اما الاسد أو نحرق البلد"
فل تحرق البلد وليبقى الاسد وليجوع الاطفال، وليموت الشعب ..
بعد ألف يوم وبضعة أيام لم يفعل العربٌ لأبناء جلدتهم شيئاً بل أوغلوا في الصمت فصولاً.. لتبقى قضية السوريين وأطفالهم مادةً دسمة لقنوات الأخبار، أو لصفحات ملونة تصلحُ للمزبله..!! فعذراً ما عادت تراجيديا الحزن ممكنة، التفاصيل أقصى من أن تروى، ولا المطلوب الثرثة..!! المطلوب أن يكون أطفال العرب أطفالي، فالشعارات البراقة لا تشبع أمعاءً جائعة ولا جسداً في العراء عارياً.
الف يوم ونيف وصراع القوى الكبرى على سوريا محتدم، مدركون أن البلد الذي كان عامراً بأهله سيكون بعد فترة كأن لم يكن، يعرفون أن الطفولة المسروقة هم سبب شقائها، وهم الموغلون في قتلها، لذلك قدموا بعض دولارات ورغيف خبز " مِنّةً " منهم رفع عتب عما اقترفوا من قتل مبرمج.
لأطفال البرد رجاء البسطاء ودموع الامهات الفلسطينيات اللواتي قدمن أطفالهن شهداء، ولم يبكين إلا فخراً، لكم وحدكم .. يا أطفال البرد صراخ محمد الدرة وهو يستغيث قبل أن تقتله رصاصة غادرة.
لأطفال البرد .. تصميم فارس عودة وهو يواجه بطفولته دبابة قاتلة، لأطفال البرد وجه ايمان حجوا لبرئ التي قتلت ولم تتجاوز عامها الثالث .. لكم وحدكم والبرد يكسر فيكم الضلوع أمنياتنا بأن تعودوا الى بيوتكم الى دماكم التي تركتموها وراءكم، وأن تنعموا بدفء غاب عن أسرتكم .. دعاء قد لا يكفي .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس .. تكتيك أم مرحله جديدة؟
- الله يسعده “الان جي اوز”
- ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)
- وفي الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ
- عنصريون بامتياز.
- اللعب مع الكبار
- ريشة البدوان .. ومخيلة الفنان
- في لامبال
- باب كنعان .. درب الحياة
- المناطير .. باب الحياة
- باب الكرامة .. باب الحياة
- شبكة الأمان العربية .. ودبلوماسية القيادة الفلسطينية
- مسيحي في تل أبيب
- مدلولات زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر
- شذرات من مطر ..
- كل عام وأنت الحب ..
- خيبة ..
- تَائِهٌ .. فِي عَوَالِمِ الْأَحْلاَمِ
- غريب عسقلاني بين غربة الروح واغتراب الجسد
- حماس واللعب بالنار ..


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامح عوده - أطفال البرد ..