أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عوده - هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير














المزيد.....

هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 14:10
المحور: كتابات ساخرة
    



لا تصدقوني إن قلت لكم بأنني ترشيحت لمنصب وزير فهو ليس حقيقة، وأنا كاذب، فتلك إشاعة من ضمن سلسلة الإشاعات التي تروج في البلد، ولأنها إشاعة.. ليس لها أساس من الصحة قررت أن أبدأ بها المقال، وعلى العموم أؤكد لكم أنها إشاعة لن تتحقق يوم ما، وهي ليست النبؤه التي حققت ذاتها ، فأرجو ألا يغضب مني أصحاب المعالي حفظهم الله، وليعذروني إن هفوت..!!
الظرفاء في بلدنا .. وخاصة ممن لديهم فراغ كثير، وشغلهم الشاغل حدثني فلان وقال لي علان، أو علانة، أو جاءني في المنام، يشغلون أنفسهم في مواضيع هابطة، ظناً منهم أنها خفة دم..!! متناسين أن ما يتم تداوله من إشاعات تؤدي إلى بلبلة كبيرة وإرباك داخل المجتمع، بل وتؤدي إلى حالة من الفوضى الهادئة، والململة غير المحمودة، والمصيبة إن تحولت الإشاعة إلى معلومة يقينية لدى البعض، فهي الكارثة بحد ذاتها، والأخطر من ذلك إن كانت الإشاعة تستهدف موضوعاً حساساً يمس أمن المجتمع وأمانه.
المختصون يعرفون الإشاعة على أنها " خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة يتم تداولها بشكل سريع وتتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها، ودائماً ما تكون الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر إلى المصدر الموثوق "، لعل أكثر ما يؤرق مجتمعنا افتقاد الإشاعة إلى المصداقية والسند في المعلومة، وكلما توسعت زادت الإضافات عليها كالتوابل تضاف إلى الطعام، فلا تشعر بمذاقه بقدر ما تشم وتستطعم بالتوابل.
أظن أن الإشاعة كمن يلقي حجراً في بركة ماءٍ راكدة فيتحرك كل شيء فيها وتزول حالة السكون التي كانت سائدة ليتحول الماء الصافي إلى ماء عَكّر، وأن الإشاعة في الانتشار كدوائر الماء التي ارتسمت على سطحها، كلما تباعدت عن مركز إلقاء الحجر ازداد حجم الدائرة، وهذا ما يحصل فعلاً في حال انتشار الإشاعة، تكبر وتكبر .. كالنار في الهشيم كلما امتدت زاد لهيبها يزاد سعيرها، فمن ينقذنا من نار ربما تحرق كل شيء أنيق في مجتعنا، وتبقِ نمطاً من الملل والازدراء يخيم على عوالمنا، ويضر بنمط العلاقات الاجتماعية فيما بيننا، سيكولوجيا الإنسان وسوسيولوجيا المجتمع لا يقبلان الإخلال بنمط الطمأنينة الذي يحتاجه، وان إضافة جرعة من الإشاعة يعكر صفو سلمنا الأهلي.
إن الإشاعة تحتاج إلى وسط كي تنتقل وتتوسع والملفت في الأمر أن التكنولوجيا الحديثة وسعت من مجال الإشاعة وجعلتها تشغل حيزاً كبيراً في حياتنا، فالهواتف الذكية ووسائل ومواقع التواصل الاجتماعي وسعت من انتشار الإشاعة، لهذا كونوا على ثقة أن التكنولوجيا وما وفرته لنا من خدمات ان أسأنا استخدامها ستكون السيف الذي يقطع رقابنا ويورثنا أمراضاً اجتماعية ويضر بعقيدتنا ومعتقداتنا ويؤجج نار الفتنة النائمة.
الآن ولأن الأعناق كلها تحت المقصلة نحن مطالبون بوعي مجتمعي أكبر، ومطلوب بأن يكون على سلم أولويتنا سؤال مهم : كيف ننهض بمجتمعنا ؟ نحن الفلسطينيون مطالبون بأن نُسَخَر كافة الإمكانيات المادية والمعنوية والتكنولوجية لصالح قضيتنا وصراعنا اليومي مع الاحتلال ومستوطنيه، ليست رقابنا وحدها تحت المقصلة .. فالمجتمعات العربية مطالبة بأن تحذوا حذونا، خاصة وأن نار الفتنة بدأت تصحو من مهدها فاحذروا النار القادمة..!! نار الإشاعات حارقة، فهي لا تبقِ ولا تذر .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام هابط
- أحلام أمي البسيطة ..
- أحلام الناس البسطاء
- أنشودة المطر ..
- ريشة البدوان .. وترنيمة الفنان
- اجرام منظم
- السلام المفقود .
- مطرٌ في المحيط البعيد
- يا صديقي ...
- أطفال البرد ..
- حماس .. تكتيك أم مرحله جديدة؟
- الله يسعده “الان جي اوز”
- ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)
- وفي الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ
- عنصريون بامتياز.
- اللعب مع الكبار
- ريشة البدوان .. ومخيلة الفنان
- في لامبال
- باب كنعان .. درب الحياة
- المناطير .. باب الحياة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عوده - هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير