|
مؤتمر باريس والاولوية السياسية بموازاة العسكرية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 13:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خرج مؤتمر باريس الذي شاركت فيه اكثر من ست و عشرين دولة ببيان ختامي مركز و شامل فيما يخص محاربة داعش و اجتثاثه، والملاحظ فيه ان الاهتمام كان على الجانب السياسي بموازاة او قبل تدابيرالعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابي . حيث قرروا بالاضافة الى التمسك بوحدة العراق و سلامة اراضيه و سيادته بانهم مع دعمهم الكامل من أجل توطيد سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني للعراقيين، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين، و هذا يدل على اعادة النظر في تعامل المركز مع المكون السني و انهاء خلافات بغداد مع اقليم كوردستان الذي وصلت لقمتها في عهد رئيس الوزراء السابق المستبعد بعملية سياسية و ليس بارضاء نفسه، نوري المالكي، قبل دعمهم لمحاربة داعش، و هذا دليل واضح على اصرار الجهات المشاركة في اعادة تنظيم و ترتيب الوضع السياسي و الحكومة العراقية و بحثوا مشاركة كافة القوى و ازالة مسببات تسهيل دخول و اجتياح داعش لكل هذه الاراضي الشاسعة من الموصل الى مشارف بغدادن اي انهاء الخلافات و الاحتقانات . ان الوضع العام للمنطقة و ما يتحضر له من الجانب العسكري و السياسي ايضا يعيدنا الى عشر سنوات من قبل، اي في عملية اسقاط دكتاتور و ما حدث في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية و الاعدادات العسكرية و الزيارات المكوكية لوزير خارجية امريكا انذاك كولن باول في حينه و ان كانت اقل من زيارات جون كيري اليوم . فاليوم نحن نحس باننا امام مرحلة تغييرات شاملة في المنطقة بفارق بسيط مع ما حدث سابقا، فان روسيا تحس انها يجب ان تكون لها دور فيما يُحضر له و ما يهمها هو عدم المساس بمن يهمها و هو النظام السوري، مع معارضة ايران لانها استبعدت او كما تدعي انها دعيت و رفضت الحضور و هذا مستبعد لان الدلائل تشير على تهميشها بعد ان نظم مؤتمر جدة و موافقة امريكا على اجراءه دون ايران من اجل التمويل الذي يمكن ان تتحمله الدول الغنية و ليس ايران، اي فضلت امريكا المال على ايران، فسيكون للاطراف المشاركة في هذا المؤتمر دور رئيسي و مباشر في التغييرات المنتظرة في خارطة المنطقة، محاولين التخفيف من ثقل ايران بعدما ازداد شوكها منذ زيادة نفوذها في العراق بعد انسحاب القوات العسكرية الامريكية منه . ان ما تهدفه امريكا هو اعادة بسط سيطرتها على المنطقة دون تكلفة يُذكر لما هي عليه من الازمة الاقتصادية لحد الان، و هذه فرصة ذهبية بعدما فرضت على اصحاب الارض هم من ان يطلبوا نجدتها لانقاذهم من البعبع الشرير داعش، بعدما كانوا يرفضون بقاء حتى وحدات تدريبية قليلة العدد لها . و من الخطوات المنتظرة من الحكومة المركزية العراقية و ما يظهر لحد اليوم، ان السيد العبادي الذي كرر مؤتمر باريس تاكيده لدعمه، انه ملتزم بما طلب منه و اعتبر من اخطاء سلفه و يمكن ان يتعامل بما يتوافق مع الخطوات الخارجية التي تؤخذ لاجتثاث داعش، اي الخطوات السياسية التي تقطع دابر ما رسخت من الارضية السياسية الاجتماعية لتسهيل عمل داعش و سيطرته على الارض . و هي الخطوات القليلة التي بانت على العلن و تعبر ناجعة لحد اليوم . ان لم يوضع العصا في عجلة الترتيبات الجارية من قبل المحور الاخر و بالاخص ايران و روسيا، لانهما تحسان بان التغييرات لم تقع لصالحهما لانهما سوف لن تجدا النظام السوري و التنظيمات الشيعية و حليفاتهما كما هي الان التي تستخدمها ايران كذراع في اية مهمة تهمها، و عليه من المنتظر ان يبدا بالضغط على حكومة العبادي من نواحي عديدة لعدم الخضوع لمتطلبات الحلف المنبثق و ما خرج به مؤتمر باريس و لديها اوراق يمكن ان تستخدمها ضد العبادي، و لكن يبقى على امريكا و حلفائها ان تعمل على منعها بما لديها هي ايضا من الاوراق الداخلية العراقية و الاقليمية . الزمن مهم لمثل هذه العمليات و ما نسير من مرحلة فاصلة، و الكل منكب على ما يهمه لاجراء الللازم لدرء الخطر الذي يصيب مصالحه بعد التغييرات المعمولة لها والمعلومة من الخارطة السياسية الاساسية للمنطقة، و ما تكون فيه كل جهة، و خصوصا ايران و هي الان في مرحلة مصيرية لضمان مصالحها الطويلة المدى، و كل ما اعتقده انها لو تمكنت من فعل شيء لتغيير التوجهات و ان دفعت ثمنها المرحلية المؤقتة فانها لن تتردد من اجل على الاقل تاخير ما يحضر له الى مابعد مفاوضاتها النووية مع امريكا . و في المقابل تريد امريكا الاسراع من اجل التغيير لتثبيت سيطرتها الكاملة على المنطقة دون اي جهد يُذكر و دون تكاليف متوقعة لفعل ذلك مستقبلا، و ان تتفاوض مع ايران من موقع القوة و تفرض شروطها بسهولة، و عندئذ ليس امام ايران الا الخضوع لها . و لامريكا اهداف اخرى على الصعيد المصالح و الاهداف الاستراتيجية عدا ما تريده من المنطقة، هي قطع الطريق امام روسيا من بروز راسها او تطاولها و ما تريده من بيان بدايات بروز قوة منافسة لامريكا و تنوي حسب راي امريكا لحرب باردة اخرى و ما تؤسس له من تحالف دولي ربما بشكل مغاير قليلا من لللمعسكر الاشتراكي . اذن، ان ما يجري الان في الداخل العراقيو تسير عليه الحكومة العراقية الجديدة لا يتحمل الا تغيير التوجهات التي سار عليه المالكي و تنظيم العلاقات و محاولة ارضاء المكونات و احقاق الحق و لا يمكن هذا في هذه الظروف التي وقع العراق فيها الا بتحقيق و تنفيذ الفدرالية الحقيقية على الارض و لما توزع منها الصلاحيات و المسؤليات على الاقاليم و المكونات و باللامركيزة و الحفاظ على الاتحادية بشكل ملائم في المدى القريب و البعيد . و بهذه المقررات و تنفيذها في العراق يمكن ان نسميه بمؤتمر ترتيب البيت الداخلي العراقي وفق مصالح شعبه و ما توازي ما يهم امريكا و الدول الغربية في المنطقة قبل محاربة داعش .
#عماد_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهدت الغريب في بلد العجائب
-
ما الحل لو لم يكن هناك البديل المناسب ؟
-
هل يمكن ان يكون العبادي منقذا لما فيه العراق ؟
-
لماذا الاخطاء المتكررة للسلطة الكوردستانية ?
-
احلال البديل المناسب اصعب من انهاء داعش
-
اين المفر من هذه المنظومات الفاسدة ؟
-
مؤتمر جدة يؤسس لمابعد داعش
-
مؤتمر جدة يؤسس لابعد من داعش
-
ايٌ الاسلام هوالحقيقي مقابل عادات و تقاليد و ثقافة ؟
-
مَن نلوم غير المال و الراسمال و الملالي
-
من هو الشخص المناسب في المكان المناسب في العراق
-
خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب
-
التحالف الدولي ضد داعش و تعامله مع المحور الاخر
-
التخوف من السعودية ام ايران في المدى البعيد
-
من تكون القوة المهيمنة في ظل الفوضى العارمة في المنطقة
-
امام العبادي مهمة اصعب من سلفه
-
الارهاب يوثٌق المحاور و يفصلهم اكثر
-
هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا
-
ما يميٌز الحكومة الجديدة
-
اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في ال
...
المزيد.....
-
تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي
...
-
تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
-
مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
-
ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال
...
-
ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
-
الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
-
خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
-
محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق
...
-
ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين
...
-
أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط
...
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|