رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مكوّناتٌ عراقية ..!!!
مفردةُ " المكوّنات " هذه هي احدى الأفرازات , واحدى اصناف البذور " اللغوية " التي زرعتها وأوجدتها اجهزة مخابرات الأحتلال الأمريكي وعملائه بغية تحويل هذه المفردة الى واقعٍ مجسّم وذي عدوى سريعة الأنتشار . هذه " المفردة " النشاز لم تكن متداولة في لغة المجتمع العراقي سابقاً إلاّ في مجالاتٍ محددة وفي غاية الأهمية .!! فقد كانت تُكتَب على قناني واقراص الأدوية لتوضّح انواع وماهية المواد الكيميائية التي يتكوّن منها الدواء , وهي موادٌ وعناصر لا تشبه بعضها ويجري تركيبها بعد تجاربٍ تستغرقُ سنواتٍ , والى ذلك فتُستخدَم كلمة " المكونات " ايضا على علب الأغذية المصنّعة او ما يسمى بالمعلّبات وكذلك على بعض المساحيق و..الخ , ولكن أن يغدو توصيف وتجزئة شعب بأكمله الى " مكوّنات .!! " فهذا لم يحصل ولم يسبق ذكره إلاّ مع الشعب العراقي فقط .! فهل يمكن ان يقال غير .؟ وبريطانيا تتكون من عدة قوميات كالأيرلنديين والأسكتلنديين و ويلز فضلاً عن الأنكليز , وما هو الشعب الأمريكي المتكون من مزيجٍ او خليطٍ من معظم جنسيات العالم , وكذلك الأمر بالنسبةِ للشعب الأيراني المتعدد القوميات كالبلوش والفرس والعربستانيين والآذريين وغيرهم , وحتى الدول العربية التي تضمّ العديد من شعوبها قومياتٌ واديانٌ ومذاهب , فلم يجرِ استخدام كلمة " المكونات " عنها في وسائل الأعلام ولا في داخلها , فسوريا الشقيقة وقبل اندلاع الأحداث فيها , فلم يكن متداولاً ذِكرُ العلويين او الأكراد والسنّة والمسيحيين فيها , وكذلك دول المغرب العربي التي تتواجد في معظمها قومية البربر فلم تكن هذه القومية والأديان المختلفة هناك كأداةٍ للتجزئةِ السياسية عِبرَ الإعلام . . أمّا ان يتحدث سياسيون عراقيون ويرددون مفردة - مكونات - فليس هؤلاء سوى مرتزقة ويقيضون رواتباً ضخمة من الأجنبي ثمنا لذلك , ومن المؤسف ان تساندهم في " تعبيرهم " هذا , وسائل اعلامٍ ما بغباءٍ او بدونه ...
#رائد_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟