أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال قاسم - دعوني أحدثكم














المزيد.....

دعوني أحدثكم


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


دعوني أحدثكم عن الحياة
سيصرخ الغالب منكم ، لا تفعل، الحياة تعاش فقط.
الكلمات تفسد الحياة الحقيقية
الكلمات تركلنا إلى خارج المشهد
الكلمات لأولئك الذين يهوون الفرجة.
أما الحياة، الحياة ذاتها فتعاش بصمت.
..

إذن دعوني أحدثكم عن الحياة المزرية
نعم نسيت بأنكم جميعاً تعرفونها جيداً،
ولستم بحاجة إلى الكثير من الكلمات المبهرجة لوصفها
أتفق معكم، الحياة المزرية لا تنقش لها الكلمات، وتكال لها المعاني المنمقة.
تلك المعاني التي تجعلها تبدو كلوحة غير قابلة للمس.
..

إذن دعوني أحدثكم عن شيء آخر
دعوني أحدثكم عن الموت ،
نعم، نعم ، صحيح، لا يمكن لحي أن يتحدث عن الموت
لا يمكن لكلمات ابتدعتها الحياة أن تصفه
علي أن أموت أولا ثم أقوم هناك بابتكار لغة جديدة خاصة بذلك العالم.
ثم أعود لأعلمكم أولاً لغته، ثم أصفه. هكذا يقول المنطق الملعون.
..

إذن دعوني أحدثكم عن الله،
أسمعكم جيداً وانتم تقولون كيف يمكنك الحديث عن الله بينما الرصاص الذي يطلق بسمه يصم آذانكم، كما أني أعرف أن الحديث عن الله أصبح متعباً ومخيفاً، لم يعد مبهجاً أو مسلياً، أصبح لكل منكم ثأره الخاص ضد الله.
الله المسيحي، والله اليهودي، والله الشيعي، والله السني..، نعم كيف يمكن الحديث عن الله وكل المفردات ستكون مصابة بكل هذا الانفصام الذي لم تشهد الحياة واللغة مثله.
..
إذن دعوني أحدثكم عن الأمل،
لا تخبروني بأن الأمل اصبح سخيفاً وساذجاً منذ ان نزلت علينا مخلوقات التنمية البشرية. يبدو الأمر كذلك، لكني أريد أن أحدثكم عن الأمل القديم، الأمل الذي عرفته جدتي التي عاشت مائة عام متشبثة بالحياة، تغني بغرفتها المجاورة، أغاني قديمة لم أكن أفقه منها شيء، لكنها صدقوني كانت مفعمة بالأمل والحياة، كالمطر تماماً، لا ملامح حرفية له، لا كلمات واضحة فيه، لكنه يبعث فيك إحساساً تعجز الف قصيدة عن بعثه.
ماذا؟،
تعرفون هذا جيداً! ..
..

إذن دعوني أحدثكم عن نفسي قليلاً،
توقفوا لا تقولوا شيء، هنالك أمور كثيرة لا تعرفونها عني
أمور تستحق أن تقال
مثلاً ،
أنا شخص لن يموت.
شخص سيتعرف عليه حتى أبنائكم وأحفادكم البعيدين جداً.
أتمنى أن تعيشوا طويلاً لتسمعوهم وهم يقولون: نحن نعرفه، أنه حي، أنه لا يموت.
لا تسألوني كيف، وهل يمكن للفيزياء تفسير ذلك.
قد يقول قائل: الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك
الأمر يحتاج فقط إلى كلمات خالدة، فالكلمات هي ملامحنا الأبدية، وأرواحنا الأزلية. فالرب قال " في البدء كانت الكلمة، والكلمة كان عند الله". فكان خالداً أول من نطق هذه الكلمات.
مع أن هذه الإجابة مبهرة لتأخذ أنفاس الذين يؤمنون بميتافيزيقية اللغة، لكني أبعد ما يكون عن هذا النوع من التصوف صدقوني، وهذا شيء آخر من الجيد أن تعرفوه عني.
أنا فقط لن أموت.
فالتمسوها لعنة/ أو غروراُ كتابياُ أو جنونا لا أساس له من الصحة العقلية.
فقط حينما تخرجون من شوارع اللغة، وتقفلون ورائكم كل الأسماء، ستعرفون عن أي جنون أتحدت.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية عالمي المباح
- بماذا تفكر؟
- جزء من فصل من رواية الواحد
- في الرواية يحدث أن
- لن أصبح دجاجة
- شعوب لا تجيد سوى التصفيق
- للجمال سطوته المخيفة
- أحداث قصة غير معلنة
- كاد أن يكون لدي نجمة
- قصاصات
- الإله كأعظم استراتيجياتنا التبريرية.
- الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )
- المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )
- الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...
- -رسالة اللاغفران-.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة ...
- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- غمكين مراد: الرُّوحُ كمزراب
- مصر: مبادرة حكومية علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- رحلة العمر


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال قاسم - دعوني أحدثكم