أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي














المزيد.....

الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 18:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما لا تستحق الحياة كل مخاوفنا عليها..
ربما لا تستحق ذلك الخوف الذي يقف بيننا وبين أمنياتنا ورغباتنا الصاخبة..
ذلك الخوف الغيبي تحديداً، الذي يقف حاجزاً بين رغباتنا وبين أخلاقياتنا أكثر من وقوفه معها ومن أجلها.
ربما ليست الحياة والاخلاق والمخاوف أكثر من فقاعة منفوخة ببلاهتنا المضطربة، التي كانت سبباً لأن نعيش ونموت دون أن نلمس حقيقة أنفسنا قبل أن نتطاول على لمس حقيقة الوجود. فما أكثرها هي ادعاءاتنا نحو امتلاك الحقائق الكونية والوجودية البعيدة، وما أكثرها هي محاولاتنا في امتلاك كل ذلك فعلاً، لكن بالمقابل ما اقلها هي محاولاتنا في لمس حقيقة انفسنا والاقتراب منها بلا حواجز وشرائع، تلك الحقيقة التي وقفنا خائفين مرتجفين مدعين أمامها كل ما من شأنه أن يقف بيننا وبينها، فقد سخرنا كل أخلاق الغيب، ومخاوف الغيب المتراكمة في كبح جماح أنفسنا والسماح لها أن تعيش بكل ما أوتيت من رغبة في الحياة، من شهوة في الحياة. اننا لم ننفتح يوماً بشكل حقيقي وشجاع على انفسنا بكل ما فيها من رغبات وغرائز واحتياجات طبيعية.. لم ننفتح لها من دون أن نضع حاجزاً شرعياً وغيبياً بينها وبيننا. بين أرادتها بنا وبين نظرياتنا المتحفظة تجاهها والخائفة منها، والكابتة لها حد التحقير والشذوذ.
فقط لو دققنا قليلاً فسنجد أن الإنسان اليوم وصل بتطاوله ليضع قدمه على القمر ويحصي الكواكب والنجوم والمجرات، في نفس الوقت الذي لا يستطيع فيه حتى أن يلمس أعضاءه التناسلية من دون أن يشعر بالخوف والذنب والتردد، إلى أي مدى أبحرنا إلى خارج انفسنا، وتوقفنا عن الإبحار بدواخلنا، والانطلاق بكل أعضاءنا الحسية والإنسانية لتعيش بلا خوف بلا تردد بلا غيب بلا كبت مضطرب يطاردها ويرهق نفسيتها وسلوكياتها في الحياة ببساطة.
يقال أن الإنسان عرف خريطة العالم قبل أن يعرف خريطة جسده. أليس كل هذا الذي نمر به من وضع تلك العوائق والموانع بيننا وبين انفسنا، وبيننا وبين الآخرين لهي إحدى الغرابات البشرية التي تفنن البشر باختلاقها عبر التاريخ؟! الن تكون الحياة أكثر انفتاحاُ وبساطة وتعايشاً من دون كل تلك العوائق والمجازات الميتافيزيقية التي غلفنا فيها حقيقة انفسنا وبساطة متطلباتها، الن نحقق الكثير لو كشفنا عن كل ستار وحجاب يعوق رؤيتنا للحياة ولأنفسنا من دون خوف، من دون أحجبة، من دون تشريعات غير مبرره نطوق بها الكثير من تفاصيلنا ورغباتنا الحرة؟! الن يكون من الأفضل لنا لو خلعنا عن انفسنا بعض تلك الأردية الثقيلة التي حجبتنا والتي تعوقنا عن الحركة وفق سيرورة إنسانية بحتة، تلك التي تعوقنا عن الحركة والرقص مع الحياة ومع الآخرين دوننا على هذه الحياة.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- زوجة ماكرون تضعه بموقف يثير تفاعلا مجددا أمام الملك تشارلز و ...
- شاهد.. فيضانات عارمة تغمر متاجر في نيو مكسيكو بدقائق معدودة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بتوجيه المبعوث الأمريكي أين ي ...
- من بينهم هتلر وموسوليني: شخصيات مثيرة للجدل رُشحت لجائزة نوب ...
- ترامب يفرض رسوما على البرازيل دفاعا عن بولسونارو.. ولولا يتو ...
- ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة
- كعادته بإحراج ضيوفه.. ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويندهش من إ ...
- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي