أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )














المزيد.....

الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 22:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


داروين ونظريته العظيمة التي أسرت واستفزت الكثير من البشر بما حملته من فرادة وجرأة تعدت على كل المفاهيم الجامدة والتقليدية السابقة لماهية أو كيفية خلق الإنسان وتطوره، بما حملته من حجج قوية بعيدة عن منطق التخمين الحكواتي أو الغيبي الذي ضل الإنسان غارقاً في سرده وتصوره حول ماهية الإنسان ومكمن نشأته، تلك النشأة التي يغلب عليها طابع القداسة والعجائبية الإلهية التي حاول فيها الإنسان على مر العصور أن يتصور أو يدعي بأن خلقه كان وفق معطيات سماوية طينية وبأصابع إلاهية شكلته وصنعته بعناية واهتمام، تحت ظروف مهيبة وأمر خارق يتجلى بـ كن، فكان إنساناً، لا شيء قبل كن ولا شيء بعدها.
وما أثاره داروين بنظريته وأولئك المعتنقين لها بكل ما الحقوه وأضافوه عليها من إضافات ودراسات وافتراضات، هو أن جانباً من تلك النظرية – لم يفهم بشكل منصف – كان يقول بأن أصول الأنسان انبثقت وتطورت من أصول قردية أو حيوانية بدائية، كان هذا الجانب من النظرية هو السبب الأقوى لاشتهار وطغيان هذه النظرية في عقول ونفوس الكثير وخاصة من أولئك الذين شعروا بالاستفزاز والإهانة من افتراض كونهم ينتمون إلى فصيلة قردية يرونها اكثر تدنياً واقل شأناً من تلك التصورات التي عاشوا قروناً وعصوراً على افتراضها، والتي منحتهم طابع القداسة والكمال عن كل ما هو حيواني، ومنحتهم ذلك الشعور بالمركزية على هذا الوجود.
بالنسبة لي لا أرى في نظرية التطور لداروين أي إهانة أو تحقير من شأن الأنسان حتى من بعض أبعادها القردية التي كانت سبباً رئيسياً لاحتقارها ورفض غالب الناس لها، فكون الأنسان كان من أصول قردية ناضلت في مقاومتها للحياة وتطورها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الإنسانية اليوم من غزوا للفضاء والطبيعة بغالب أشكالها، ما وصلت إليه من ذكاء وسع الكثير من مكامن هذا الوجود وفهم غالب مقاصده وسببياته، لهو أمر عظيم يستحق التبجيل ورفع القبعة لذلك الكائن القردي الأول والمناضل والأجدر بالحياة من حيث منطقها وأخلاقها المبنية على القوة والذكاء، هذه النظرية تقول لي أن الإنسان عاش على هذه الحياة ببسالة، وحصل على ما حصل عليه اليوم بجدارة تفوق احترامنا لتلك الروايات الدينية التي تقول أن الإنسان وجد بـ كن او تشكل من عجينة طينية شكلت بيدي الإله ليصل إلى ما وصل إليه اليوم بمساعدة كائنات فضائية مقدسة، وأنه من دونها لم يكن ليتطور أو ليحصل على هذا المجد، وهذه القوة المبهرة التي تكاد تقريباً تسيطر على كل الموجودات والكائنات والموجودة دونها.
إن قرداً يصل اليوم إلى الفضاء ويحاول أن يخترق غموضها وعتمتها الأزلية لهو قرد يستحق مني كل الاحترام والمدح والفخر.
ألا يستحق كل هذا منا احتراماً وفخراً بكفاحنا الذي خرجنا من خلاله من طور وقيود الحيوانية القردية إلى طور الإنسانية العاقلة والمبتكرة والخلاقة؟! أليس في نظرية التطور من هذه الزاوية تكريم ودعم لهوية الإنسان وبأسه وتفوقه أكثر من أي نظرية أخرى غارقة في الميتافيزيقيا الأسطورية اللامعقولة واللامصدقة واللامبجلة لقدراتنا كبشر، نالوا ما نالوه بفضل كفاحهم ومعجزاتهم التي صنعوها بأنفسهم، صنعوها وحدهم بفضل ذكاءهم وفهمهم لمنطق الحياة، بفضل مقاومة وذكاء كل خلية جينية وحسية ونفسية وعقلية، لا بفضل مثل تلك الروايات التي تستهتر بشأن الإنسان ومنطقه وقوتة الفردية، بل ومن شأن منطق الحياة ذاتها، بتلك القصص التي يثبت الواقع والعلم تفككها وركاكتها يوماً بعد يوم، واضعة لنا في خجل أبلغ وأكبر من خجلنا من ماضينا القردي المناضل بكل بسالة.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )
- الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )