أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال قاسم - أحداث قصة غير معلنة














المزيد.....

أحداث قصة غير معلنة


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


على أطراف فصل الخريف، التقيا هناك، وكان لقائهما كما بدا بلا مقدمات أو مواعيد مسبقة، كان لقائهم حينها يبدو خفيفاً كتلك الأوراق الصفراء المتساقطة دون أن يسمعها أحد، هم كذلك لم يسمع أحد بلقائهما أو عماذا كانا يتحدثان، بدا المشهد وكأنهما يتهامسان، لم يعثر أي إنسان على أي أثر لكلماتهم التي قيلت حينها.. لقد كانوا عبارة عن قصة لم ترى ولم تسمع ولم يحكها أحد، حتى أنا الذي يكتب عنهما الآن لا أفعل سوى سرد ما لا أستطيع الجزم به، فقط سرد تخميني بحت لقصة غائبة حدثت خارج ذاكرتي وذاكرة البشرية بأكملها، ولست مبالغاً حين أقول ذلك لأني أستطيع أن اقسم لكم أن أحداً لم يسمع همسهما.. ولم يراهم وهم يتبادلان الحديث، وربما النظرات الربيعية رغم أن الفصل كان خريفاً حينها كما سبق وخمنت لكم، لم يرى أحداً ربما تلك القبل التي تبادلاها، وما أكترها هي التفاصيل التي لم يرها أو يسمع عنها أحد حول ما حدث بينهما، وماهية طبيعة لقائهماً في تلك الساعات المتأخرة من الخريف، إني حتى مهما حاولت أن اعتصر ذهني التخيلي أو ذاكرتي المتخيلة والمفرغة منهما لا أستطيع أن أعرف ما حدث، أو لماذا التقيا هناك وفي ذلك الوقت، ولماذا كان الفصل خريفاً بالتحديد؟!، كل ما في الأمر اني أشعر أن الخريف هو أهم الفصول التي تمر فيها الأحداث والتفاصيل في خفاء تام، فما أكثر ما نراقبه ونعرفه ونكتشفه في فصل الربيع مثلاً، فنحن فضوليين وتواقين جداً تجاه فصل الربيع، أما الشتاء فلا أحد يستطيع أن يفكر به دون أن يكون هنالك في أعماق ذاكرته الشتوية ذكرى باردة أو متجمدة.. أما الصيف فهو أكثر الفصول التي تحمل ذكرياتنا الدافئة والمشتعلة..، لذلك أعتقدت أن تلك القصة إنما كان حدوثها في ذلك الخريف مع موسم تساقط الأوراق المنسية.
في الحقيقة تمنيت لو عرفت قصتهما وما حدث بينهما بعد ذلك اللقاء، وهل استمروا في الحياة معاً حتى اليوم، آه كم أتوق لأعرف أحداث تلك القصة الغير معلنة في ذاكرتي وفي ذاكرة البشرية بأكملها.
في أحيان كثيرة وأنا أنظر من النافذة، أي نافذة كانت، ترافق مخيلتي الكثير من الحكايات الغير معلنة، يصاحبها ما يشبه موسيقى هادئة تعود إلى أصول يابانية ربما، تسكب في أعماقي خواطر عميقة وحزينة كالمطر، كإيقاع قصة غير معلنة، كل ذلك يحدث وما زلت انتظر خبراً أو تلميحاً يخبرني عما حدث حينها وعما صارت إليه الأمور بينهما أولئك الذان التقيا في فصل الخريف ولم يعرف أحداً ما يمكن سرده بشكل حقيقي ومتيقن عنهما، قد يقول قائل : ولماذا كل هذا الإصرار لأن أعرف قصتهما؟!.. ربما لإني مملوء بالفضول تجاه معرفة كل ما لم تعلنه الحياة.. وربما كان هنالك سبباً آخر عظيم وكبير بما يكفي ليكون مبرراً لكل هذا التوق، ربما لو كنت بوذياً لاعتقدت أن السبب هو أن احدهما كان أنا في حياة سابقة، وأحاول اليوم تذكر ما حدث لنا حينها..، كم تكون إجاباتنا أسيرة لمعتقداتنا. وكم أنا معتقد الآن أن تلك قصة قد حدثت وكان ينبغي لأحدِ ما على هذه الحياة أن يعرفها، نعم كان ينبغي ذلك.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاد أن يكون لدي نجمة
- قصاصات
- الإله كأعظم استراتيجياتنا التبريرية.
- الإنسان الكائن الاكثر نضالاً ( وفق نظرية التطور )
- المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )
- الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال قاسم - أحداث قصة غير معلنة