الروح ...

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 14:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الروح ..!
تأخذنا الروح في أحلامنا إلى أقاصي المعمورة , إلى بلاد وأمكنة لا نعرفها , وأناس لانفكّر بهم و لم نلتقِ بهم أصلاً , ومناظر لدول أو مدن نكتشفها قبل أن نزورها ربما بعشرات السنين !
نتكلم نسمع أصوات لاندرِي مصدرها , نفرح نحزن نتألم دون أن نشعر ونعي ,, نصعد نهبط نطير , نفرح نحزن نبكي , نسرع نتمهل نتحدث مع أموات وأحياء لا نعرفهم !
وكم نُسرُّ حينما نحلم بأمواتنا الأعزاء !!؟

كل هذا يجري , مع الروح الحرة الطليقة الصافية المجردة من أي عائق وحدود وأسلاك وممنوعات , ودون إرادتنا ووعينا , ربما من تفكير مسبق , وربما من إستشراف للمستقبل !؟
عالم الروح , عالم النوم نصف حياتنا وعمرنا مع اللاوعي مع الروح النائمة المستيقظة .. وحدها !

****
اليوم أتكلم مع صديقاتي وزميلاتي وأصدقائي وأقربائي من هولندا إلى اليابان وأستراليا.. نيوزيلندا فالصين ,
أتكلم من هولندا إلى كندا وأميركا الشمالية والجنوبية .. والوسطى
إلى كافة بلدان أوربا الغربية والشرقية
وإلى أفريقيا ومن العراق للمغرب فالسودان
أكلمُهم , أكتب لهم ولا أراهم , ربما هم نائمون أو مستيقظون ؟!
لكنه يصل خيط الروح أو شريط الروح والفكر , همس المستيقظ , لكنه غير مرئي , عبر القمر الإصطناعي يسافر دون جوازات وتاشيرات وحقائب .
الروح تتألم تتوجع
تحزن وتتمزّق تتشظى لكنها تبقى صامدة
تبقى قوية , لا تقتل لا تموت ولاتفنى
الجسد يتحلل يفنى يًرمّد ويترب ,
لكن الروح تسافر في الكون الفسيح اللامتناهي ,, " إن الجسد ضعيف , أما الروح فقوية " .
تغادر أو ( تموت ) روح في مكان ما , فتولد ألف روح في كل مكان .
هكذا يتراءى لي المشهد الخيالي الروحي
فالحياة خيال في خيال
وحقيقة في حقيقة .
واقع مُعاش , بروح لا ندري من أين أتت وإلى أين تذهب ؟
هل أتت من شهقة روحين متّحدين مُتحابين , وكيف تشكلا جنين الحياة في رحم الأنثى – المرأة – التي هي جُزء من قلب الله !
هي الحياة روح في روح ........ خالدة
مسافرة .. طائرة .. هائمة
من يقودها , وإلى أين مقرها النهائي , ألم تتعب من الدوران ؟
أين مقرها ووظيفتها ودورها الإرادي واللإرادي لا أدري !؟
الحياة أسئلة في أسئلة
والوجود أسئلة مستمرة ....


هي الروح في الليل والنهار , بإرادة أوبغير إرادة , هو العقل والتفكير المستيقظ أبداً مع الروح بالنوم واليقظة , نحن بوعي وبغير وعي وباللاوعي نتلاقى نتحدث نتحاور نتعارف نسبح في هذا الفضاء اللامتناهي !
هل هو تمرين لمرحلة قادمة , مرحلة أو ضفّة جديدة ؟

ألم تكن هي القيامة الأولى أو الثانية لا أدري ! إنه العالم الإفتراضي
شبيه بعالم النوم الهلامي المنساح المُبحر إلى المُتَخيّل اللامنظور .. والمجهول ؟
ما أجمل الحياة ونحن ندور في طيّات أسرارها منذ الولادة حتى تغادرنا الروح أو نغادرها لا ندري , لكنها فيلم يستحق المشاهدة والتضحية لكي نسبح بفرح ونشكل بأرواحنا ذرّات الوجود
ديناميكية الروح الحرّة متحركة دوماً , في الليل والنهار , لا تهدأ ولا تستريح ولا تكلّ.. لها مداها وحديثها مع اللامرئي وانطلاقها إلى الملكوت السري ..
الروح كما الريح لا تعرف من أين أتت وإلى اين تذهب " .
الحياة حلم في حلم .
مريم نجمه – هولندة

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل