أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من هو الفنان فرّج عُبّو ؟ - 2















المزيد.....

من هو الفنان فرّج عُبّو ؟ - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


من هو الفنان فرج عبّو ؟ – 2
قمت أنا وعائلتي وبعض صديقاتنا أم معن من ( النبك ) , لمشاهدة معرض الفنان التشكيلي فرج عبو – الذي أقيم في متحف قاعة الفن الكبيرة في ساحة الطيران – بغداد , وبقي حوالي شهرًا مفتوحاً للزوار . ضمّ معظم أعماله منذ الطفولة حتى أحدث لوحة , كان كثيفا بمحتوياته , وفي انتهاء الزيارة , هنأنا وثمّنا عمل الفنان الذي كان حاضراً رغم مرضه وتعبه .
لقد استمتعنا بهذه الأوقات , تغذية بصرية فنية , ثقافية وروحية , من خلال أعماله وإبداعاته الخالدة , من بداية مسيرته الفنية حتى اّخر لوحة رسمها الحرب الإيرانية - العراقية – التي كان استمرارها العبثي يعتمل في قلبه ..
من خلال المعرض هذا , استطعت أن أدرس وأطّلع أكثرعلى نفسيته ومبادئه ومدرسته جيداً , من خلال اللون المفضّل والطاغي لمجمل اللوحات ( الأزرق , والاخضر ) , والتطور التقني والفكري لديه , والتأثيرات البيئية , المحلية العراقية , والعربية .
كانت كل لوحة تمور بالحركة والحياة , لا تخالها إنها عمل اليدّ , بل تنطق بلغة رشيقة وفرشاة سحرية . سررنا يومها بذاك المعرض , وكتبنا انطباعاتنا في دفتر الزوار .
كان الفنان يقف بكل تواضع مع الزوّار - رغم تعبه الواضح - مع الصغير والكبير , وهو يتأهل بهم ويشرح ,,,
ا للوحات كثيفة , كثيرة العدد , كبيرة الحجم وصغيرة , طبيعية وسياسية , تراثية وعصرية , ريفية ومدينية , عراقية , عربية وعالمية .
ينسى إرهاقه وسهره وعرقه , عندما كان يقرأ ما يخط ّالمشاهدون والجمهور انطباعاتهم حول المعرض الجميل ..
رَسَم النهر والجبل , الماشية والطيور , الإنسان وفكره , الطبيعة وما وراء الطبيعة , الفلاح والعامل , الوجوه لكل الفئات العمرية , المقاتل العراقي المنتصر , عمال ميناء الإسكندرية , عمال البحارة في إيطاليا , أعطى المرأة إهتماماً ومساحة كبيرة , والفتاة والشيخ والطفل , الفدائي وفلسطين , الكنيسة والجامع والمعبد , الإستعمار والإمبريالية , قبّح الشر والجريمة – وأحب الخير والجمال والحرية .
هذا هو لعمري الفكر الإنساني المُبدع , الفنان العبقري الأصيل , النابع من أرض العراق , عراق أولى الحضارات , من وسط البيئة والمعاناة والجروح , من وسط الفرح الإنساني بأحلام الغد المشرق ..
الأمل .. التصميم .. الإرادة -

كيف لا أشعر أنه واحد منا , فهو يترجم أفكاره بالريشة واللون , ونحن بالكلمة والموقف !!؟
.... أعطانا فكرة عن أربع بانورامات عالمية زارها , كما شرح لنا مضمون بانوراما القادسية الرائعة في المدائن .
أعطانا فكرة عن أصل تاريخ بغداد ( كموقع وتاريخ وبناء) ,
عن تقاليد وعادات ومستوى كثير من الشعوب ابتداء من مسقط الرأس نينوى والقرى , والجامعات والمدارس العربية والأجنبية التي زارها ودرس فيها هذا العبقري – إبن الموصل " أم الربيعين " ... وإبن دجلة , بحسّه المرهف وعقله النيّر وعينه الثاقبة .


اّخر زيارة قمنا بها لمنزلهم , في البيت الجديد في منطقة ( بغداد الجديدة ) , كان يوم نهار عيد الميلاد , علامات الأسى والوجع والحزن مرسومة على وجهه مهما تصنّع لإخفائه , من إستمرار الحرب الإيرانية العدوانية , وعلى شهداء العراق , الذين يدافعون عن الأرض والإنسان واستقلال العراق ووحدته , وعن المفقودين من أبناء العراق نتيجة استمرار هذه الحرب القذرة , وفقدان الشاب إبن أخيه فيها , حيث كان أخوه متواجداً أنذاك أيضاً عندهم , ولوعة أخيه على ولده - وبالمناسبة كانت متواجدة أيضا أخته ( المعلمة ) زهية – الحزينة دوما على أخيها , عامل البناء وقائد نقابي ومناضل يساري , المفقود والمغتال أيضاً في أقبية وسجون النظام منذ عشرات السنين !!
لقد تراكمت عليه كل الأحزان دفعة واحدة إلى جانب مرضه ..

هناك أمنيات عامة وخاصة , تحزّ بالنفس وتعتصرنا , أنه غادرنا دون تحقيق هذه الأمنيات ,
ألا وهي : إنهاء الحرب , والعيش بسلام الشعبين العراقي والإيراني - وتمتع الشعب العراقي بنفطه وموارده وسلامه وحريته لتعود البسمة والفرح لشعبه الذي أحبّه .

والأمنية الثانية التي تمناها : هي إنهاء نظام القتلة والخيانة والديكتاتورية في سوريا , وبعودة الوطنيين والأحرار والإفراج عن المعتقلين هناك في سجون النظام الأسدي , لكي يزورنا في بلدتنا الحبيبة صيدنايا , لأنه كان يحبها ويقرأ عنها , ولكن أحبها أكثر من خلالنا , حيث قال لنا بالحرف الواحد :
" إنني سأذهب أنا وعائلتي بسيارتي وسأكون أول المهنئين لكم , في دمشق وصيدنايا , وسنشرب نخب الإنتصار , إنتصار الحق والحرية والعدالة على الظلم والعدوان والحرب والفاشية , خمر صيدنايا المعتق من كرومكم " .
يا لها من أمنيات وطموحات عراقية وعربية وإنسانية نبيلة !
لكنها بقيت غصّة لنا .
رحم الله .. الصديق الوفي والأخ المحترم أبا فارس فرج عبو .
ولا يسعني إلا أن أردد ما قاله الحكماء : " ُربَّ أخ لم تلده أمك " .
كلنا سنموت في هذه الحياة , ولكن بعضنا يترك مجرّد أقدام , والبعض الاّخر يترك اّثاراً لا تُمحى ..
" ليكن ذكره مؤبّدا " .. وخالداً .
--------

هذه انطباعاتي الصادقة , وهذا جُزء من شعوري , أقدمه للأخت شاكي * .... زوجة المرحوم فرج عبّو – لقيامها بالعمل الرائد من نوعه في العراق والوطن العربي , وهذا جزء من حبها ووفائها لزوجها وشريك حياتها
تحية من القلب ..
المُدرسة : مريم الياس نجمه --------- بغداد / 3 / 6 / 1986
-----------------------------

****
طلبت منا عائلة المرحوم الفنان فرج , كتابة كلمة حول إنطباعاتنا عنه - كما من بقية أصدقائه –
فكانت هذه الكلمة التي كتبتها وقدمتها لها .... ., ووضعت في ( ألبوم ) خاص عن الفنان العراقي الأستاذ : فرج عبو- للطباعة –
حيث كانت زوجته الأخت شاكي , ترغب بإقامة متحف خاص له في غرفة مستقلة من بيتها تحت إسم : ( متحف الفنان فرج عبو) , وتعرض فيه لوحاته وكل أدوات الرسم وأشيائه الخاصة من لباس وهوايات المحببة لديه وغيرها , وما كُتِب عنه , كما في الدول المتقدمة المتحضّرة , التي تحترم وتقدّس الفنون والإنسان والعطاء الإنساني ,, وقد شاهدنا الكثير منها عبر العالم – وهذا يتطلب رخصة وموافقة من الدولة ومثابرة وتعب وووو غير ذلك ! ؟
بالإضافة إلى جانب زاوية أو غرفة أيضاً في ( متحف الرواد ) بغداد , خاصة بالفنانين التشكيليين العراقيين الأوائل والنهضة المبكرة مثل : جواد سليم , خالد الرحال , نزيهة سليم , عطى صبري , حافظ دروبي , اسماعيل الشيخلي , حكمت اسماعيل , عيسى حنا , مديحة عمر ... الترك , فائق حسن الخ ..... وقد قمنا بزيارة هذا المتحف الرائع مرّات عدة الواقع في نهاية شارع الرشيد على ضفة النهر .

سيبقى ذكراه في قلوبنا خالداً , وإسمه محفوراً في سجل تاريخ الفنانين العراقيين الروّاد ..

===========
أين أصبحت كل هذه الأعمال والمتاحف والمدن والأسماء والتراث يا ترى مَن سرقها من هدّمها , الله أعلم ..!؟
علمنا أن عائلته كلها تركت العراق الجميل والجذور قبل الإحتلال الأميركي وبعده وسافرت إلى البعيد ..............!
مريم نجمه / هولندة



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف : من هو الفنان فرَج عبّو ؟ - 1
- ( ( هجمة عيد الصليب )) ؟
- شهادات حيّة من الداخل السوري , الروائية سمر يزبك ؟ - 3
- من اليوميات : لقد انتصرت الجريمة على القانون ؟ - 66
- شهادة حيّة من الداخل السوري : الروائية سمر يزبك - 2
- شهادات حيّة من الداخل السوري - الروائية سمر يزبك - 1
- يوم الغضب , من اليوميات - 65
- من اليوميات - كلهم عابرون - 64
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة مصر - 1 - 5
- مروج الطفولة - الحدائق في صيدنايا القديمة -
- إعرف بلادك : الغوطة حاضنة الثورة - وريف دمشق السور - 1
- يوميات القهر والصبر والجمر - 63
- الحِرَف اليدوية في صيدنايا - 1
- من اليوميات - 62 أحمل العالم في رأسي
- ثقافتي ? - 1
- فلسطين في القلب .. إكراماً ليوم الأرض 30 اّذار
- سهر - رسائل للوطن
- صلّيت اليوم ماركسية - 2
- سريانيات - من التراث السرياني - 7
- هولنديات - أطفالنا - 5


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من هو الفنان فرّج عُبّو ؟ - 2