التأريخ بين القرآن الكريم والكتاب المقدس !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نبدأ الموضوع بسؤال : هل يملك المسلمون تأريخا محايدا ومؤرخا لهم من غير المسلمين ومعتمدا ومعترفا به وموثقا ومدققا ؟!! الجواب ببساطة لا ؛ المسلمون لا يملمون مثل هذا الأمر فهم وحدهم من كتب تأريخهم وهم وحدهم من ترخ ووثق بل ودقق لكل تأريخهم ! بل إن كتاب السيرة والتأريخ البشري كالطبرئ وابن كثير عندما أرخوا تأريخ الأمم السابقة وقصص شعوب سالفة اعتمدوا على القرآن الكريم وفق سرده العمومي دون التفاصيل فالسمت العام للقصص القرآني عموميات دون تفصيلات للوقائع وبراهين إلا شهادة نفسه لنفسه في صحة سرده ! واعتمد ابن كثير وغيره على ما كتب وأرخ عبر عصور سبقت عصره بقرون طويلة وهي مصادر متنوعة سريانية وعبرية ويونانية ورومانية وغيرها الكثير مما تم ترجمته على أيدي وسواعد الأخوة الكرام المسيحيين للعربية في بلاد الرافدين والشام تحديدا ، وخلاصة القول التأريخ الإسلامي كله إرثا وتدوينا وتوثيقا وتدقيقا مفلس تماما من العلمية والاكاديمية والمهنية وقواعد البحث العلمي والحيادية والشفافية وتعدد مصادره ! فالمصدر الوحيد له من تأريخ في كل ما سبق هم المسلمون وليس له ما يعضده من التأريخ الإنساني المعروف والمشاع والذي تناقلته أمم شتى ودونه مؤرخون مختلفون ومتعددون لغة ومكانا وإن كانوا معاصرين لبعض بحقبة تأريخية معينة ؛ القرآن الكريم ليس له شواهد تأريخية عالمية تعضد ما سرده من أحداث إلا الكتاب المقدس والأخير أقدم وقد يتفق وقد يختلف والسؤال المهم : أيهما أقرب للصحة ؟! في السرد عند التناقض ؟ الأول القريب من الحدث والمعاصر له؟! أم الثاني وقد جاء بعده بقرون طويلة من السنين ؟! والآن نأتي للمحور الثاني وهو متعلق بالتأريخ كبرهان على صحة ما جاء في الكتاب المقدس ولنترك جانبا الآن المخطوطات وتعدد المصادر لغة وشخوصا وأماكن ليس هذا ما أريده بل سأنظر للمسألة بشكل عقلاني من زاوية تأريخية ووفق منظور العقل والتأريخ دون النقل أي دون ذكر النصوص اللهم إلا مسألة التجسد والصلب لأن هاتين المسألتين هما ما يقوم عليهما الإيمان المسيحي جملة وتفصيلا وشكلا ومضمونا ؛ من يقرأ التأريخ وهو بذات الوقت باحث أو مطلع سيلاحظ أن مسألة الإله الكامل والإنسان الكامل والتجسد والصلب إرث يقارب المماثلة في ثقافات أمم قديمة جدا من عصور ما قبل الإغريق وما بعدهم والسؤال الخطير تلك الأمم والشعوب والتي تواجدت بقارات مختلفة ومنفصلة وجمعت إرثا واحدا إنسانيا عقائديا تقريبا كيف لها تناقلت مثل تلك العقائد النقاربة وظهر فيها من ادعى أو دون ما يشبه ما فعله آخرون بأماكن بعيدة جدا وأزمنة متقاربة ؟!! فمسافة مئة كيلو كانت تحتاج لأيام فكيف الحال لو كانت المسافة بين قارات وبحار ومحيطات وحصل نفس الزعم من تجسد أو صلب هنا وهناك ؟!! إذن لو رجعنا للعقل وحاولنا أن نعرف السبب لاسيما في ظل 16 عشر ثقافة ادعى كل أربابها تقريبا حصول تجسد أو صلب أو كانت عنده فكرة تجسد الآلهة أو الإله نصف الإنسان والنصف الآخر إله لوجدناها أفكار متوارثة ومشاعة إنسانيا عبر التأريخ وبظل ما قلناه من بعد جغرافي ومساحات ومسافات شاسعة وبعيدة لا تفسير منطقي لها إلا أن التجسد والصلب هي خطة أزلية للخالق لتتم نعمة كفارته وقد نقلها آدم لعقبيه وهم بدورهم تناقلوها جيلا بعد جيل وتناثرت الأجيال وشاعت الفكرة وحدث الزعم هنا والزعم هناك ولاحظنا انحرافات عقائدية كاملة بنية على خطة الله الأزلية وقطعا مع اختلاف عند الإغريق واليونان والرومان وكذلك عند الفراعنة والآشوريين والبابليين وشواهد في التأريخ العبري لكن !! الكتاب المقدس نبوءات عهده القديم شهدت للعهد الجديد ولازالت المخطوطات والآثار التأريخية تعضده مع ملاحظة مهمة : تعدد المصادر لغة وتدوينا وشخوص مؤرخين مع اتفاق تام بالواقعة بما يتفق وما سرده الكتاب المقدس ،،، وللبرهان التأريخي بقية أخرى .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل