المحبة والإخاء بين إله الإسلام وإله المسيحية !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من الأمور والفروق الواضحة الجلية شكلا ومضمونا ونطقا ومفهوما تبعا للنصوص بين إله القرآن الكريم وإله الإنجيل الشريف موضوع المحبة والإخاء ودعني عزيزي القارئ الكريم أبدأ بموضوع المحبة ، في الإسلام المحبة مشروطة سواه من الإله لتابعه والمؤمن به أو بين التابعين والمؤمنين به كيف ؟! في القرآن الكريم لا توجد محبة عامة وشاملة للخليقة من بني الإنسان فالله وفق نصوص القرآن محبته محصورة ومخصوصة لقوم محددين دون سواهم ؛ الله وفق القرآن الكريم يحب عباده الذين يتبعون أوامره حرفيا ويتركون نواهيه ويبغض ما عداهم !! الخالق الذي خلق الإنسان يكرهه ويبغضه لمجرد عدم الإيمان به ولو جبرا أو قهرا وبسياق استعباد وعبودية وخنوع ومذلة وطاعة عمياء دون سؤال أو نقاش بل نفذ فحسب وإلا فأنت عدو لي أكرهك وسيحل عليك نقمي وعذابي وسأخلدك في الجحيم وأكيد لك وأمهلك على سلوكك ثم آخذك بدون رحمة أو شفقة هذا بإيجاز مفهوم محبة الخالق لبني الإنسان أو عدمها ؛ إله الإنجيل الشريف محبته سواء عامة وشاملة وتشرق شمسه على الأبرار والأشرار ويحب بني البشر جميعا رغم بغضه للخطية نفسها لكنه ذو محبة وأناءة وبال طويل وحلم أطول على صاحب الخطية وتفرح السماء بخاطي واحد أكثر من فرحها بتسع وتسعين بارا ! هنا الفرق في إله أرسل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به بل لتكون له حياة أبدية وبين ماسبق ؛ إله القرآن الكريم أوصى أتباعه والمؤمنين به بمحبة بعضهم بعض وبأخوتهم لبعض وبموالاتهم لبعض دون بقية بني البشر بل جعلهم أي غير المؤمنين به أعداءا يجب على أتباعه البراء منهم وبغضهم !! وتطرقنا لسألة الأخوة الإنسانية وانعدامها في الإسلام بسبب نصوص البراء والولاء ! فنحن سبق لنا التحدث عن عقيدة الولاء والبراء من حيث وجوب موالاة المسلمين لبعض دون سواهم وبغضهم وتبرأهم ممن سواهم بنص آيات لا تحصى من القرآن الكريم ؛ في الإنجيل الشريف الأمر مختلف تماما ومناقض بالكلية لما في القرآن الكريم سواء بمسألة محبته العامة ومحبة المؤمن بإله الإنجيل الشريف لأخيه الإنسان وإن لم يكن مؤمنا بإله الإنجيل الشريف ! فمحبة الإنجيل الشريف وفق نصوصه ذات بعد إنساني بحت وكلية غير مشروط كما حال النصوص في القرآن الكريم بل يضبطها حتى في البذل والعطاء لبني الإنسان قول السيد المسيح مجانا أخذتم مجانا أعطوا ! في الإسلام يحرم مجرد مساعدة غير المسلم وأن هذا الفعل محرم يغضب إله القرآن الكريم ولعلنا لاحظنا الفرق بين الفاتيكان وبين مؤسسات الإغاثة الإسلامية !! فحاضرة الفاتيكان المقدس وبقية الكنائس بدون استثناء أعمالها الإنسانية عامة وشاملة للبشرية جمعاء دون تمييز أو محابة لعرق أو معتقد أو جنس أو موطن ! ولا أحد يمكنه أن يجحد أو يكابر في هذه النظرة الإنسانية العامة الرائعة التي يكتنفها محبة ومنفعة للبشرية كلها ومرد هذه النظرة الإنسانية هي نصوص الإنجيل الشريف نفسه ؛ كما هو حال المسلمين بنظرتهم تجاة الغوث والمساعدة والإخاء إنما هي محصورة بالمسلمين دون سواهم وفق نصوص القرآن الكريم كما أسلفنا قبل قليل !! وهنا نتذكر المثل القائل : كل إناء بما فيه ينضح لو جاز لنا إسقاط المثل على حالة الفرق بين الإلهين !! وقطعا مرد الاختلاف يعود للمعتقد نفسه ونصوص كل معتقد مما سبق لنا الإشارة لها كما أن معتقد إله الإنجيل الشريف قائم على أن الله محبة ووديع ومتواضع وقائم أيضا على الكفارة والخلاص ومحبته غير مشروطة وثمرتها مضمونة بمجرد الإيمان به وقبول الخلاص يدون اسم المؤمن بسفر الحياة ويضمن أبديته بنعيمها السرمدي وهذا الأمر مفقود بنصوص القرآن الكريم فجميع المؤمنين مهما فعلوا فإنهم تحت مشيئة وقدر إله الإسلام وهدايته لمن يريد وإضلاله وضلاله لمن يريد !! وهذا مبحث آخر أي مشيئة إله الإسلام بالهداية لمن يشاء وضلال من يشاء من خلقه سنتطرق له بمقالة قادمة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل