أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - وانتصرت فلسطين ...















المزيد.....

وانتصرت فلسطين ...


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وانتصرت فلسطين ...
نعم ... لقد انتصرت فلسطين ، فبعد صمود شبه اسطوري ، سجل الفلسطينيون انتصارهم على عصابات الكيان الصهيوني البغيض ، نعم ، انتصرت فلسطين ، أقولها لكل مشكك ولكل متخاذل ، لقد انتصرت المقاومة حين فشل الصهاينة بتحقيق اهدافهم المعلنة وغير المعلنة .. فعصابات الكيان الصهيوني أعلنت عن تصميمها القضاء على المقاومة وسلاح المقاومة بحجة توفير الأمن لقطعانهم المستعمرين في جنوب فلسطين أو ما صطلح على تسميته من قبلهم بغلاف غزة ، وكأن غزة قد أضحت سلعةً بغلاف ، ولكنه غلاف أشبه بالغلاف المعدني ، فبحصارهم لغزة طيلة ثماني سنوات ، استهدفوا فيها حصر غزة ووضعها في قالب معدني لا خروج منه ولا نافذة لسكانها للتنفس من خلالها ...
صمدت المقاومة الفلسطينية في غزة لمدة واحد وخمسين يوماً وحتى ما قبيل إعلان الهدنة بثوانٍ ، ولولا الهدنة لاستمرت المقاومة في مقارعة الغاصبين ، بل وتهديدهم في عقر مستعمراتهم المنتشرة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من حيفا إلى تل الربيع فالقدس وعسقلان واسدود وبئر السبع وغيرها من بؤر الصهاينة الملوثة للأرض الفلسطينية .. وطيلة الأيام الإحدى والخمسين اضطرت قطعان الصهاينة لممارسة تجربة جديدة عليهم وهي تجربة النزوح من جحورهم والتوجه شمالاً علهم بذلك يبتعدوا عن صواريخ المقاومة ، وربما كانت تلك التجربة تمهيداً للخروج الأكبر ، فسقط هدف الصهاينة الأساسي بالقضاء على سلاح المقاومة ، ففشل الهدف وبقي السلاح .. بل أن الواقع يتعدى ذلك ليقول بأن المقاومة الفلسطينية قد قامت بتطوير سلاحها وتكثيف مخزونها الاستراتيجي اعتماداً على ما وصلها في فترات سبقت الحرب من سلاح ، كان مصدره سوريا وايران وحزب الله ، وتطوير البعض من هذا السلاح بالعقول والأيادي الفلسطينية .
حين حاصر الصهاينة قطاع غزة ، وحين حاولوا بكل قوتهم ومكرهم خنق القطاع ، بعد أن فشلت امنياتهم بقيام البحر بابتلاع ذلك القطاع ، حين قاموا بذلك ، لم يدر بخلدهم ولم يتوقعوا قيام العقل الفلسطيني بهندسة الأنفاق التي حفرتها الايدي الفلسطينية وحين أذهلتهم تلك الأنفاق بخروج الابطال منها ليتجاوزا حدود العدو ولينفذوا عمليات المقاومة البطلة في معسكرات العدو ومستعمراته ، ولم يتوقع الصهاينة يوماً قيام الكوماندوز الفلسطيني بالإنزال البحري في - زوكيم – والاشتباك مع الصهاينة في عقر مستعمراته ، فكانت تلك العمليات النوعية التي اربكتهم وشلت تفكيرهم عما هو قادم ، وربما كان ذهولهم هنا قد تركز في فشل أجهزة استخباراتهم وعملائها من اختراق الأنفاق ومعرفتها وتصديقهم لمقولتهم التي رددوها مع غيرهم مراراً بأن تلك الأنفاق ما هي إلا وسيلة من وسائل التهريب وجني المال الذي يأتي من تجارة الأنفاق .
لقد فشل هدف الصهاينة الاستراتيجي بالقضاء على روح المقاومة كما فشل بالقضاء على سلاحها ، فعلى الرغم من كبر حجم الشهداء والجرحى ، وضخامة الدمار الذي حل بقطاع غزة ، وعلى الرغم من استخدام الطغاة الصهاينة لكل أنواع الأسلحة الممنوعة دوليا والمسموحة عرفاً في الحروب بتكنولوجيتها ومادتها الأمريكية الأطلسية ، وعلى الرغم من كل ذلك لم يستطع الصهاينة التأثير على ذرة من روح المقاومة ، وكنا نشاهد ونسمع الإنسان الفلسطيني والصوت الفلسطيني ، من فوق الدمار وأطلال البيوت يتفاخر ويردد " نحن مع المقاومة " ومن أجل المقاومة تهون الأرواح والبيوت ... وبهذا الشأن أيضا سجل الصهاينة فشلاً أكبر من أي فشل آخر .. فلقد أكدت الأحداث أن الشعب الفلسطيني في غزة ، هو الذي انتصر بصموده وتضحياته ، وباعتقادي ، أن ليس من حق أحد أن يركب موجة النصر أكثر من ذلك الشعب الصامد المرابط ، فلقد قدم الفلسطينيون في غزة التضحيات العظام لإسناد المقاومة ، وكانت المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها تعمل بكل جهودها لضرب الصهاينة المعتدين ..
لقد أسقط صمود الشعب الفلسطيني في غزة كل اساطير قشور ومسرحيات الإنسانية التي يدعيها الصهاينة وداعميهم الأمريكان وحلفاءهم من مجموعة الأطلسي ومن دار في فلكهم ، وفوق ذلك كله ذاك المسمى بان كي مون ، لقد تباكى هؤلاء على طفل من ابناء الصهاينة المعتدين ، ولم يتوقفوا ولو للحظة أمام صور آلاف الضحايا الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ ، فالصهاينة هم الأنقياء وهم شعب الله المختار أما الفلسطينيون فهم الأشقياء الإرهابيون .. وفي الوقت الذي خربت به أمريكا العالم من أجل برج هدموه بواسطة عملاءهم ، لم يروا أبراج غزة وهي تهوي الواحد تلو الآخر فأبراج غزة ، مأوى للإرهابيين ، ولا بد من تدميرها على رؤوس قاطنيها ..
ومع غياب ضمائرهم ، وجدنا ضمائر شعوب الأرض تقف مع الفلسطينيين في غزة ، ووجدنا دولاً كثيرة بقادتها وشعوبها تصدح مغردةً باسم فلسطين مؤيدةً لشعب فلسطين في سعيه للتحرير وفي صراعه مع الصهاينة المعتدين فكانت مواقف دول أمريكا اللاتينية التي تفوقت على مواقف ما يسمى جامعة الفرقة " الدول " العربية .
راهن الصهاينة على المفاوضات ، واحترافهم التسويف والمماطلة ، فوقف المفاوض الفلسطيني نداً لهم ، وفرض شروطه عليهم ، رغم التخوف الكبير من القادم من رام الله ، ولكن ذاك القادم قام بركوب موجة النصر ، وساير الظرف فكان توقيع اتفاقية النصر ، رغم ما ينتابها من تخوف في الفترة القادمة ، فعلى الرغم مما ورد في الاتفاق باستكمال بحث بقية النقاط التي تحاور الطرفان بشأنها بعد شهر ، يخرج علينا محمود عباس بقوله سيتم طرح بقية النقاط على طاولة المفاوضات بعد شهر ، وكأن تلك النقاط لم تبحث قط ، ويخرج علينا رئيس الوفد المفاوض بمقولته التي أزعم بانها ستكون " شهيرة " او شريرة ، بأن إعلان الحرب يجب ان يكون بالإجماع الفلسطيني ... فمن اين سيأتي ذلك الإجماع وموقف السلطة ورئيسها ضد تسليح المقاومة وضد استخدام السلاح في مجابهة العدو .. ووفقاً لنظريات السلطة ومؤيديها فإن المفاوضات هي الخيار الوحيد لتحقيق المطالب ، ووفقاً لتلك القاعدة لن يتم إعلان أي حرب وسيبقى الفلسطينيون تحت السياط ما لم تتغير الأحوال والنهج والوجوه .
نعم أقول ، لقد انتصرت فلسطين رغم التخوف ، فنتائج الحرب دوماً تكون نسبية وتعتمد بمحصلتها على ما حققه كل طرف من المتحاربين من نتائج بغض النظر عن الخسائر .. والأيام القليلة القادمة ستثبت بأن النصر قد تحقق ، ولكني أقول أن المرحلة القادمة أكثر خطورة وأكثر أهمية فخطورتها بضرورة التنبه لمفاوضات ما بعد الشهر ، وتحقيق بقية المطالب كالميناء والمطار والإفراج عن الأسرى ، علاوة على التركيز على إعادة الإعمار ومعالجة نتائج الحرب السلبية بكافة صورها ، ولعل الأهم من كل ذلك استثمار نتائج الحرب الايجابية وتعظيمها واعتماد خيار ونهج المقاومة لإعادة البوصلة إلى وجهتها نحو القدس والتحرير ، من خلال تعظيم وسائل وطرق تجسيد الوحدة الوطنية المبنية على برنامج وطني واضح ومحدد ، على أن يصاحب ذلك أعادة بناء منظومة العمل الفلسطيني ومؤسساته بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحقيق الهدف المنشود .

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
27/8/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس بين عدم الممانعة والمفاجأة ...
- غزة تقول .. المخفي دائماً أعظم
- أوسلو 2014
- النصر .. بين القسام والشعب الغزي / الغزاوي ....
- - من وحي غزة - الهزيمة يتيمة ...أما النصر فله ألف أب
- الحرب على غزة .. بين حماس والإرهاب ... وشؤون أخرى
- المخاض الفلسطيني العسير ...
- التنسيق الأمني ... الوسيلة الأقوى لمنع الانتفاضة
- - لن نعود لانتفاضة تدمرنا - ...
- من مهبط للرسالات إلى هدف للمؤامرات فضحية للصراعات ...
- حماس ... بلا لباس
- شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ... إلى أين
- تحية لقداسة البابا ..
- لعيونك يا إسرائيل ...
- البعد العربي ... بين توزيع الأراضي واللمبات الموفرة للطاقة
- النكبة ... في ذكراها السادسة والستين
- أنج بنفسك ، وانتخب ...
- منظمة ، سلطة ، دولة
- مصالحة ، محاصصة ، مناورة
- السلحفاة تسبق الأرنب


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - وانتصرت فلسطين ...