أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - النكبة ... في ذكراها السادسة والستين















المزيد.....

النكبة ... في ذكراها السادسة والستين


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النكبة ... في ذكراها السادسة والستين

في الذكرى السادسة والستين لما اصطلح على تسميته فلسطينياً وعربياً بالنكبة ، عادت بي الذاكرة إلى أربع سنوات مضت حين قال " عالم التاريخ " المتحذلق " الرئيس اوباما كلمته التي هنأ فيها بقيام اسرائيل: بأن أرض فلسطين التاريخية هي أرض بني اسرائيل ، فبكلمته تلك يتبين وبما لايدع مجالاً للشك مدى الانحياز الأمريكي للعدو الصهيوني والذي يتجاهل بالقطع أي حق عربي في أرض فلسطين ، فقد منحهم اعترافاً بأحقيتهم المطلقة بأرض فلسطين التاريخية ، ومن حقي هنا أن اتساءل كيف وصل أوباما إلى هذه المقولة ، هل هو عالم بالتاريخ أكثر من كافة علماء التاريخ أم هو عالم بالاديان أكثر من كل المتدينين بما فيهم التوراتيين ، فلا يكاد أحد ينفي وجود الكنعانيين على أرض فلسطين قبل وجود اليهود فيها وقبل هجرتهم إليها ، فالكنعانيون هم سكان الأرض الأصليون ، وإن كان هناك من حق تاريخي فهو وبالقطع للكنعانيين وأبناءهم من بعدهم ، وأتساءل ايضاً هل أصبح اوباما وأمريكا راعية للحقوق التاريخية ، وهل تحافظ على منح الحقوق التاريخية لأصحابها فإن كانت كذلك ، فما سمي بأمريكا لاحقاً هي من حق سكانها الأصليين أو ما أصطلح عنصرياً بتسميتهم بالهنود الحمر والذي قضى أجداد الأمريكان على غالبيتهم ، فأمريكا إذن بأصولها دولة مغتصبة قامت على دماء وضحايا السكان الأصليين من " الهنود الحمر" شأنها في ذلك شأن الصهاينة الذين أقاموا كيانهم بعد طرد اصحاب الأرض الأصليين من فلسطين ، وينطبق هذا القول أيضاً على أغلب من هم في خط امريكا من دول مستحدثة بل ويتجاوز الأمر ذلك إلى تلك الدول التي هاجر منها أجداد سكان أمريكا ، فلا غرابة فيما سمعنا على لسان أوباما .
ومع ذلك الموقف الأمريكي المعلن والصريح فإنني أستغرب كيف وافق الفلسطينيون على قبول أمريكا وسيطا وراعياً للمفاوضات ، ترعى المفاوضات بين صاحب حق وبين من أغتصب ذلك الحق ، مغتصب يتمتع بحقه في الأرض من قبل الرئيس والنظام الأمريكي بفضل اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بمقدرات وقرارات أمريكا ، فإن كانت فلسطين التاريخية حسب النظرية الصهيونية الأوبامية هي ارض بني اسرائيل فلا حق هنا للفلسطينيون فيها ، بل إن كل تلك الأرض هي للكيان الصهيوني فقط وإن ما تقدمه " اسرائيل " يعتبر تنازلاً منها أو ما يمكن اعتباره بالمقولة الشعبية " كرم أخلاق " فلماذا ينكر الفلسطينيون هذه " الحقيقة " أولا يتوجب عليهم قبول أي شرط وأي تنازل يقدمه الصهاينة .
وسيط منحاز بالقطع ، ومن هنا فعلى الجانب الفلسطيني أن يصارع الخصم و" الوسيط " فكليهما في ذات الجانب ولهما ذات الموقف ، ومهما تلحف الوسيط بعبارات الوساطة ومهما تغنى المعنيون بالمفاوضات بجهوده فإن الحقيقة القاطعة تقول أنه ليس وسيطاً بل هو مع الجانب الآخر حيث يستغل سطوته لتركيع الجانب الفلسطيني بعد أن أخترع أكذوبة الربيع العربي والتي أدت إلى سيول من الدم العربي وأدت إلى تفكيك القوى العربية بعد أن انتهى من تدمير العراق وبث الفرقة والطائفية فيه ، ولعل موقف الوسيط المنحاز يتضح بشكل كبير بموقفه من المصالحة الفلسطينية وبسعيه على استمرار الانقسام بين الشعب الفلسطيني بل وتقسيم ما بقي من فلسطين إلى كيانين متضادين ، فالمصالحة الفلسطينية قد جاءت رداً على فشل المفاوضات وان كنت أتمنى ان لا تكون كذلك فوحدة الشعب لا يجب أن تكون رد فعل على أي موقف أو مؤثر خارجي .
وفي الوقت الذي نستعيد به ذكرى اغتصاب فلسطين ويروج الكثيرون لما سمي بحل الدولتين يخرج علينا رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بنيته طرح مشروع قانون “ الدولة اليهودية ” على الكنيست في دورتها الحالية والذي وإن تم إقراره فسيكون الأكثر عنصرية في تاريخ “إسرائيل” علماً بأنها المحاولة الثانية لتشريع مثل هذا القانون بعد أن تم طرحه في الدورة الماضية ومنعه مرحلياً مستشارو الحكومة والكنيست ، ينص مشروع القانون على أن “إسرائيل” هي “دولة الشعب اليهودي”، بمعنى انها لأبناء الديانة اليهودية في العالم في مفارقة غريبة تدمج بين الدين والقومية بل تتعدى ذلك لاعتبار الدين هو ذات القومية أيضاً فيما ينص مشروع القانون على أن “أرض فلسطين التاريخية " بالمفهوم الصهيوني هي من النهر إلى البحر، وربما يكون ذلك مقدمة لما سمي بأرض الميعاد أو “دولة “إسرائيل” الكبرى” من النيل إلى الفرات فلا غرابة ولا عجب بعد أن لعبت أمريكا ومازالت تلعب لعبتها بتمزيق العالم العربي ، فيما سيمنح هذا القانون في حال إقراره الحكومة الإذن الرسمي القانوني لإجراء ترانسفير مستقبلي لكل من بقي من الفلسطينيين على أراضيهم منذ عام 1948 وسيمنح اليهود الأولوية في مجالات الحياة كافة ، كما سيلغي مشروع القانون بشكل قطعي وإلى الأبد حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
نتنياهو تعمد أن يعطي تبريراته لسن هذا القانون من خلال كلمة ألقاها في نفس القاعة التي أعلن فيها دافيد بن غوريون في 15 مايو/ أيار 1948 قيام “إسرائيل” فهو يقول: “هناك من لا يعترف بهذا الحق الطبيعي (الدولة اليهودية) حيث يتحدى المعارضون للدولة اليهودية الأسباب التاريخية والأخلاقية والقانونية لوجود دولة “إسرائيل”، بصفتها الدولة القومية لشعبنا” . في الوقت الذي يطالبون فيه بتنازلات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ولا يمكن أن تكون هناك مناشدة لإقامة دولة قومية فلسطينية في الوقت يتم رفض الاعتراف بالدولة القومية اليهودية مما يمس على المدى البعيد حق دولة “إسرائيل” في الوجود”، حيث يقارن نتنياهو بين الدولة الفلسطينية العتيدة باعتبارها “دولة قومية فلسطينية” ناسياً أو متناسياً أن ليس هناك “قومية فلسطينية” وإنما “شعب فلسطيني” قوميته عربية وينسى نتنياهو، أو يتناسى أن اليهودية هي دين وليست “قومية” وأن العربية هي قومية راسخة في التاريخ .

وبالعودة إلى تداعيات مشروع قانون نتنياهو فإنه وفي حال إقراره سيقضي نهائياً على حل الدولتين، وعلى أي حل آخر كحل الدولة الديمقراطية الواحدةأو حل الدولة الثنائية القومية والذي يطرحهما البعض من الفلسطينيين .

وفي الوقت الذي يعارض فيه الفلسطينيون في الأرض المحتلة 1948 تشريع هذا القانون يقول النائب في الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة “من الواضح أن الأغلبية الساحقة من بنود هذا القانون مطبقة على أرض الواقع منذ عشرات السنين مع بعض الاستثناءات، ولكن القانون المقترح هو عملية لتثبيت هذه السياسة وجعلها إلزامية . ليدرك نتنياهو ولتدرك “إسرائيل” أننا كعرب لسنا عابرين في وطننا ولسنا ضيوفاً عليه أو ضيوفاً لدى نتنياهو مهما فعلوا فإننا منغرسون في وطننا” ، فيما جاء تصريح النائب أحمد الطيبي في ذات السياق.

وفي الختام اقول أنه ليس من المستغرب أن يأتي طرح مشروع هذا القانون في الذكرى ال66 للنكبة وهي عملية لا شك مدروسة ومخطط لها مسبقاً لتأكيد الأساطير والأضاليل الصهيونية ب “أن فلسطين التاريخية هي وطن القومية اليهودية” ، فهل بقي من يشك بعدم رغبة الصهاينة بالسلام وعدم موافقتهم من حيث المبدأ على إقامة الدولة الفلسطينية ولو على جزء بسيط من ارض فلسطين ... وهل نبقى على أمل التوصل لحل من خلال المفاوضات أم أن الوقت قد حان لطرح مفهوم الدولة الفلسطينية الديمقراطية على أرض فلسطين التاريخية وليغب وإلى الأبد مفهوم حل الدولتين ... ولكن ... ليس بالشعار وحده يتحقق الهدف ما لم يصاحب ذلك قوة الإرادة التي تستمد روحها من روح المقاومة وتستند عليها .

ابراهيم ابوعتيله
عمان- الأردن
11/5/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنج بنفسك ، وانتخب ...
- منظمة ، سلطة ، دولة
- مصالحة ، محاصصة ، مناورة
- السلحفاة تسبق الأرنب
- الغساسنة والمناذرة من جديد - الغسان بن المنذر
- الإعلام المسرطن
- القضاء المصري وطريقة 5-2-8
- بين - حانا - و - مانا - ضاعت لحانا
- يا فلسطينيي العالم ... اتحدوا
- مصر وحماس والإرهاب ....
- العودة .. دون مطالبة
- عباس ... والهراء
- الاسلام السياسي و -الربيع العربي-
- دستور الدساتير
- عباس ... والغطاء
- مفاوضات ... حتى الممات
- دولة فلسطين الديمقراطية
- يهودية دولة
- حكايات .... ابو مازن العباسي
- أسرانا يهربون الخلود


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - النكبة ... في ذكراها السادسة والستين