أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - عباس ... والغطاء















المزيد.....

عباس ... والغطاء


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عباس ... والغطاء
ستار حديدي فرضه الراعي الأمريكي على المفاوضات الجارية بين سلطة اوسلو والكيان الصهيوني في محاولة منه للحيلولة ومعرفة ما يدور خلف ذلك الستار ، ومع كل الاحتياطات إلا إن ذلك لم يمنع ظهور الكثير من التسريبات التي تأتي بقاسم مشترك واضح شديد الوضوح وهو محاولة المعسكر الصهيوأمريكي القضاء على ما بقي من السلطة في رام الله بالضربة القاضية غير الفنية ... فنسمع عن تبادل للأراضي وعن ضم مناطق من المثلث بسكانه الثلاثماية ألف نسمة للضفة الغربية ، وإلغاء حق العودة وتواجد قوات صهيونية أو أمريكية في الأغوار فلا سلطة للسلطة على الحدود الشرقية ..
وفي الوقت الذي يسيطر فيه التشاؤم من إمكانية تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات لمصلحة الفلسطينييين بسبب استعراض القوة والتعنت "الإسرائيلي" من جهة وما يصاحب ذلك من حالة من الإرتباك والضعف والترهل التي تعاني منه السلطة الأوسلووية من جهة أخرى ، يخرج علينا وزير الخارجية الأمريكي بتصريحات متفائلة مؤكداً خلاف ما نسمعه من معسكر السلطة حول اتفاق الإطار إذ يقول كيري بأن توجهات عباس أكثر إيجابية مما يتردد وأنه سيوافق على التعامل مع المقترحات الأمريكية بإيجابية في الوقت الذي صرح فيه للصحفيين بأن إسرائيل والفلسطينيين يحرزون تقدما من أجل التوصل إلى "اتفاق إطار" يضع الخطوط الارشادية لمحادثاتهما للتوصل إلى إتفاق تسوية رسمي مؤكداً في ذات الوقت إلى أنه ما زالت هناك خطوات ينبغي على الجانبين اتخاذها ، وهذا ما يحاول القيام به أثناء زياراته المكوكية المتكررة للمنطقة لفرض الإتفاق المذكور على أن يتم بلورة التفاصيل في وقت لاحق.
المتابع لسير العملية التفاوضية يلاحظ انها قد شهدت تدهوراً في الأيام الاخيرة نتيجة اعلان اسرائيل عن نيتها التوسع في مشاريعها الاستيطانية ومنها مشروع بناء 1558 وحدة استيطانية في مستوطنتي ( رامات شلومو) و(بسغات زئيف) ومشروعان سياحيان قرب البلدة القديمة في القدس ومنطقة الشيخ جراح الأمر الذي أوقع سلطة أوسلو في حالة من الارتباك، وأخذت الولايات المتحدة تلوّح بفرض خطة سلام على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في حال تعثر المفاوضات الجارية بينهما وأنها لن تتردد في الضغط على الطرفين لتبني تلك الخطة حيث من المؤكد أن يكون الضغط على الطرف الأضعف تفاوضياً والأضعف تأثيراً على الرأي العام الأمريكي ، علماً أن عباس طلب من كيري تدخلاً اميركياً مباشراً لانقاذ المفاوضات التي تواجه خطريْن كبيريْن هما: التوسع الاستيطاني، ورفض الجانب الاسرائيلي الدخول في جوهر العملية التفاوضية، وهي قبول فكرة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والتفاوض على رسم الحدود ، فيما تركزت مطالب الوفد الإسرائيلي على الأمن اذ طالب الجانب الاسرائلي برسم الحدود وفق المصالح الأمنية للدولة العبرية بما في ذلك المطالبة بإبقاء الاغوار التي تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة الغربية ومحطات الانذار المبكر والمعابر مع الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية.
ولعله من الغريب في الأمر هو طلب محمود عباس من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساعدته في الطلب من بعض الدول العربية ممارسة ضغوط على عباس شخصيا لكي يقبل بمقترحات كيري مراهنا بذلك على حالة الضعف العربي والقطبية الكونية الواحدة ، وحاجة العديد من الدول العربية لتوثيق علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية ، ولقد استجاب كيري لذلك ووعد بأن يجري إتصالات مع قادة عدد من الدول العربية لتوفير غطاء عربي لتنازلات عباس المتوقعة ضمن إتفاقية الإطار مما يمهد لتنازلات عباسية كبيرة ، وسيركز كيري نشاطه في الأيام القريبة القادمة للحصول على الغطاء العربي المطلوب للمفاوضات لتنازلات عباس من خلال زياراته لعدد من دول المنطقة ولقاءه مع قادتها ، واجتماعه المقرر في نهاية الأسبوع مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب لنفس الغاية ، وفي ذات الوقت سيتوجه مساعده مارتن إنديك لمصر في مهمة مماثلة ، حيث تهدف تلك اللقاءات الحصول على غطاء عربي للمفاوضات، فنجاح مهمة كيري يرتبط بالحصول على تنازلات كبيرة من قادة السلطة الفلسطينية الأمر الذي يتطلب دعما وغطاء عربيا لعله يوفر دفئاً للفريق الفلسطيني المفاوض يقيه من برد الشتاء ويستر به ما سيترتب على اي اتفاق من عيوب فاضحة لن تمس الفريق المفاوض فحسب بل ستترك آثارها العميقة في قلب وفكر وعقل كل عربي وفلسطيني في المستقبل .
عباس يطلب غطاءً عربياً ويا ليته قام بطلبه مباشرة من العرب ، بل قام بطلب العون من امريكا لطلب ذلك من القادة العرب ذلك ، بحيث يقوم ووسائل اعلامه وكأن القادة العرب يضغطون عليه للموافقة على اتفاق الإطار وعلى فإنه سيقبل طلب العرب وسيخضع لضغوطهم .... سيناريو اقل ما يقال عنه بأنه سخيف ولن ينطلي على أحد .. خاصة وان التاريخ القريب يشير كيف قام عباس بمفاوضاته السرية مع الاحتلال اثناء انعقاد مؤتمر مدريد واللجان المنبثقة عنه .. وكيف توصل مع الصهاينة لاتفاقية اوسلو سيئة الذكر ... فعباس يعرف تماماً أن ما سيقدم عليه يتجاوز سوء اوسلو، فلو كان بمثل سوء اوسلو او اقل سوءاً لما طلب من كيري ما طلبه ... هو يعرف انه بقبوله اتفاقية الاطار سيذهب بعيداً عن طموح شعبه وحقهم بارضهم وحريتهم ... وهو يدرك بأنه بموافقته على اتفاق الإطار يتخلى عن ابسط الحقوق الوطنية المتمثل بحق العودة وحق تقرير المصير اللتين كفلتهما الشرعية الدولية .. والسؤال هنا هل يملك عباس وزمرته وحاشيته الحق في بيع قضية فلسطين ، وهل يملكون الحق بأن يقرروا مستقبل الشعب الفلسطيني ، ومن الذي خولهم بذلك .. وإن كان عباس قد تسيد السلطة في رام الله فهذا لا يعني اطلاقا أن يقوم بمثل تلك التنازلات الخطيرة فسلطته لا تمثل الشعب الفلسطيني ، فغزة هناك يحكمها أمراء حماس وفلسطينيي الشتات لا يوجد من يمثلهم والفلسطينيين في الداخل لم يستشاروا في مبادلتهم ومستقبلهم ...
هل مبادلة المثلث وإلحاق سكانه بالضفة الغربية سيحل مشكلة سكان المثلث أم ان ذلك سيحل مشكلة الكيان الصهيوني وتخوف ذلك الكيان من القنبلة السكانية والتغيير الديمغرافي المستقبلي ، وان كانت المبادلة ستحل مشكلة الثلاثماية ألف فلسطيني فما هو مصير ما يزيد عن الثلاثة ارباع مليون فلسطيني الذين سيبقوا في فلسطين الداخل ، ربما يتم طردهم من الدولة اليهودية المنتظرة والتي ستتم الموافقة عليها من خلال صفقة اتفاق الاطار وما يتبعه ... فعباس والصهاينة يراهنون على الحالة السائدة في العالم العربي وما يعانيه من تمزق وعدم استقرار وحروب أهلية وتفجيرات ، ففلسطين لم تعد على رأس قائمة الاهتمام في معظم الدول العربية ، إلا ان كل الرهانات ستفشل ببساطة لأنها تتعارض ومنطق التاريخ وتتعارض وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، فعباس بفعلته هذه يحق له البحث عن غطاء يستر به افعاله ونفسه بعد ان انكشفت الأغطية وسقطت الأقنعة ....
ولعل الحل الوحيد للخلاص يكمن في حركة شعبية واعية ترفض اوسلو بفتحها وحماس بإمارتها والوصول إلى تشكيل تحالف وطني عريض من فلسطينيي الشتات وفلسطينيي الارض المحتلة 1948 وفلسطينيي غزة والضفة الغربية ، تحالف وطني واستراتيجية محددة واعية تتبنى حلاً يمكن قبوله من كافة الأطراف وهو الحل المتمثل بدولة فلسطين الديمقراطية على كامل تراب فلسطين التاريخية ، دولة ديمقراطية يعيش فيها الجميع بالتساوي في الحقوق والواجبات .
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
9/1/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات ... حتى الممات
- دولة فلسطين الديمقراطية
- يهودية دولة
- حكايات .... ابو مازن العباسي
- أسرانا يهربون الخلود
- الطائفية والدين والقومية
- بين مرسي والسيسي ... سي
- قادتنا الملهمون ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - عباس ... والغطاء