أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - قادتنا الملهمون ...















المزيد.....

قادتنا الملهمون ...


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قادتنا الملهمون ....
هل نحن قوم خلقنا للزعامة ، عبارة ما زلت ارددها منذ فترة ليست بالقصيرة ، وهل الميل للزعامة لدينا شهوة أم رغبة أم حب للذات تدفع أكثريتنا للبحث عنها ولا يرضوا عنها بديلاً ، ومهما فسرت أو حاولت التفسير أوالتحليل فمن الواضح أنها رغبة جامحة في كل منا ، يكبتها البعض فيما يحاول البعض الآخر تحقيقها وهؤلاء منهم من يتوقف عندما يعترف بأن هنا شخص آخر لديه نفس الرغبة ويستحقها أكثر منه وهم قلة ومنهم من لا يعترف بأن هناك آخر غيره يستحق الزعامة ، فهل التعلق بالزعامة مرتبط بجيناتنا العربية أم أن هناك صبغة جينية مرتبطة بنا نحن العرب تدفعنا للبحث عنها والتعلق بها ، ربما كان ذلك صحيحاً، فمنذ أن بدأ توثيق التاريخ العربي لم نسمع عن زعيم عربي واحد سبق وأن تخلى عن زعامته أو أن شيخاً قد ترك الشيخة طوعاً إلا في حالات نادرة جداً وإن حصلت فقد يكون ذلك إما لمرض أو قد يتركها بعضهم لوريثه ، هذا عدا حالات التخلي عن الزعامة قهراً ، فالشيخة أو الزعامة متوارثة لدينا منذ ما قبل الدولة المدنية ، ومع بقاء اسم المشيخة ولقب الشيخ في مواقع متعددة من عالمنا العربي ، نجد أن هذا الإسم قد تغير في مواقع أخرى في الوقت الحاضر فأضحى اسمها الزعامة والقيادة والرئاسة لكنها دوماً تحافظ على عقلية العهود السابقة وتسير على نهجها .
الشيخ يتمسك بشيخته والزعيم بكرسيه ، فللموقع مغريات كثيرة وسلطة واسعة ونفوذ لا محدود ، فكم من تناحرات حدثت بين أفراد القبيلة الواحدة لا لشيء إلا للحصول على الشيخة أو لكسب ود الشيخ ، المهم أن يبقى الشيخ شيخاً في زمن الخير كما هو في وقت الجفاف ، في ساعات النصر كما في أوقات الهزيمة حتى لو بلغت هزائمه ألف هزيمة ، كيف لا وهو يمتلك القدرة العجيبة على تحويل الهزيمة إلى نصر ولو كان ذلك بالكلام وبالكلام فقط ، الشيخ يبقى شيخأ حتى لو مات أو قُتل معظم أفراد قبيلته ، فهم التابعون وهو السيد المطاع ، كان ذلك عندما كان الشيخ لا يمتلك كرسي وثير يجلس عليه ، فكيف به وإذا امتلك ذلك الكرسي والذي ما يكاد يجلس عليه إلا وشعر بالاسترخاء والراحة وكأنه امتلك الدنيا بما ومن فيها ، الأمر الذي لا يعود معه يشعر او يحس بما أو بمن حوله ، فعالمه محصور بكرسيه وتفكيره منحصر بكيفية الحفاظ على هذا الكرسي ، مفترضاً بأن كل أفراد قبيلته وحاشيته وتابعيه مسترخين طائعين ولا فرق عنده إن كانوا هادئين أو نائمين ، فهو يعتبرهم هائمين بحبه وحاشية له لا حول لها ولا قوة إلا به وكأنهم ممن ملكت ايمانه ، فباسترخائهم يكفل بأن لا يعارضه أحد بل ويقوموا بتنفيذ رغباته كافة وأوامره المزاجية المتقلبة والتي قد تكون متسلطة أحياناً متحكمة بمصائرهم في أحيان أخرى ، يصبح هو الملهم وهو القائد الذي لولاه لضاع الوطن ، فهو صانع الوطن ومخلد لمجده ، كل حرف ينبس به يصبح دستوراً واجب التنفيذ فهو القائد في الحر كما في البرد ، في سنوات وأيام الخير كما هو في ايام القحط والسنوات العجاف ، في النصر كما في الهزيمة ان وجدت – حيث لا يعترف " الملهم " بها مطلقا – في الحرب كما في السلام .. انه القائد في كل الأحوال وهو الذي يصلح لكل زمان ومكان وعلى العالم ان يستفيد من إلهامه وعلى الشعوب الأخرى أن تستفيد من خبراته ،،،،
فهل نظرية القائد الملهم ما زالت صالحة التطبيق وواجبة التنفيذ ، لقد جاء ما سمي تجاوزاً بالربيع العربي محاولاً تغيير هذه النظرية ، ولكن هل استطاع هذا الربيع إلى ذلك سبيلاً ، ربما أجبر هذا الربيع /الخريف الدامي بعض الشيوخ ( الزعماء ) على التخلي عن الكرسي إما تنحياً أو هروباً أو قتلاً بيد الغير ، ولكن الثمن الذي دفعه الشعب أو دفعته الرعية كان غالياً وغالياً جداً فهل هناك شيء أغلى من الدم ، نسمع ونرى ونتابع ما يحصل في بلدان العالم المختلفة عن تخلي قادتها ورؤسائها عن المسؤولية والتنحي عن مواقعهم لأسباب نراها تافهة بل ونكاد نمر بها يومياً في وطننا العربي ، شبهة فساد أو فقدان جزء من الشعبية تجبر المسؤول على التنحي ، أو على الأقل اللجوء إلى استفتاء الشعب على سياسته ، ولربما سمعنا عن أحداث أقل من ذلك أدت إلى تنحي رؤساء العديد من دول العالم على ترك المسؤولية والخضوع لمبدأ المحاسبة ، هذا في ثقافة الدول ألأخرى وليس بشيء من ثقافتنا ، وجزءاً من فهم الشعوب الأخرى للعملية الديمقراطية ، أما نحن وإن فهمنا ذلك فلن نستطيع إليه سبيلا ، فالقمع وسيلة الشيخ / الزعيم / القائد لتكميم الأفواه ، فهو منزه عن الخطأ ، فالشعب كله يمكن أن يكون مخطئاً ولكنه لا يخطأ ،،، في ثقافتنا طاعة أولي الأمر واجبة أولم يأتي في القرآن الكريم ( واطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) حيث يفسرها الزعيم وحاشيته المقربون بالشكل الذي يتوافق واستمرار الزعيم في حكم الرعية ، ويفتون بأنه لا يجوز الخروج على الحاكم في أحيان أخرى ، وعندما يتململ الشعب يخاطبهم القائد الملهم لقد أتيت لهذا الموقع من خلال الصندوق ، فأنا إذن قد أصبحت متعاقداً معكم لمدة متفق عليها مسبقاً ولا يمكن قطعها أوليس العقد شريعة المتعاقدين ، وعندما يتمكن له الأمر يغير كل شيء لخدمته ، يبدع في خلق دستور جديد ، يمكن حاشيته وجماعته المقربين من مسك زمام الأمور ضماناً لاستمراريته في الحكم براحة واستقرار ، سمعنا في كافة الدول ذات الربيع أو الخريف وعندما تململ الشعب أو تحرك مقولة مشتركة من قوادها ، أن من يتحرك ومن يتظاهر يتعاطى الحبوب المخدرة فهم يهلوسون ، أو هم مدفوعون من قبل جهات أجنبية توظفها للقضاء عليه وتخريب البلاد ، دماء نقية كثيرة نزفت ، وارواح غالية أزهقت فداءً لتحقيق نظرية القائد الملهم المخلد الذي لا يخطئ .
ربما لو كان شيخنا العربي في بلدان أخرى لا تؤمن بوحدانية الله لوجدته قائلاً أنا ربنا الأعلى ألا فاعبدون ،،،،، متناسياً أننا نحن العرب كنا نصنع أصنامنا وأربابنا لنعبدهم ولكننا كنا نصنعهم في أحايين كثيرة من التمر لناكلهم عندما نجوع ... فهل يتعظ شيوخنا ، قادتنا ، زعماؤنا من كل ذلك .. وهل هم مستعدون ليروا أنفسهم ولو للحظة أنهم أرباب من تمر ... وسيأتي اليوم الذي ترفض فيه شعوبنا عبادتهم ... وسيأتي اليوم الذي يأكلونهم فيه ان لم يستقيموا ...



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نظرة على ترسانة إسرائيل النووية.. هل هي سرية وما مخاطر قصف ا ...
- قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي ...
- المغرب.. طلبة يحتجون على هدم مساكنهم الجامعية
- غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم كان ي ...
- أضرار في مفاعل آراك الإيراني جراء غارات إسرائيل وتطمينات بشأ ...
- قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاق ...
- آمال وآلام.. آلاف الطلبة بغزة لم يشملهم امتحان -التوجيهي- لع ...
- كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء ...
- استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط ...
- غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - قادتنا الملهمون ...